في مواجهة الوقت الذي لم يتغير!

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

معظم الناس يخوضون معركة خفية، نستطيع تسميتها بالمعركة الناعمة، لكنها مؤثرة، والفوز فيها أو الخسارة له نتائج واسعة، من الإيجابية أو السلبية، في اللحظة نفسها فإن هذه المعركة لا تنتهي أو لا تتوقف، بل هي لا تخفف من وقعها وأثرها، هذه المعركة الناعمة هي معركة الوقت وإدارته.

اللحظة الزمنية التي نعيشها يومياً، 24 ساعة، وخلال هذه الساعات تتوزع الكثير من المهام والواجبات؛ حيث تقع على كاهلنا أعمال متعددة، سواء في مجال الوظيفة، أو في مجال العلاقات الاجتماعية، فضلاً عن الرغبات والتطلعات، والهواجس النفسية والذاتية، وغيرها الكثير، ومع دخول التقنيات الحديثة، وثورة الاتصالات التي نعيشها، والتي تقود مسيرتها شبكة المعلومات الإنترنت، التي نجحت في تغيير العالم، بتطبيقاتها وبرامجها ومواقعها الثرية الفريدة المتعددة الاتجاهات والمواضيع، حتى بات الاتصال بهذه الشبكة، جزءاً من الحياة اليومية، مع هذا التطور الفريد، وهذه القفزات المدوية، تزايدت المهام، والواجبات الحياتية، بل بات العمل ماثلاً أمامنا 24 ساعة، دون توقف، فالإيميلات والتطبيقات المتنوعة الحديثة، باتت تحمل المعاملات وتنتقل عبرها بخفة وسرعة، ومع هذا الروتين، بات علينا أن نتناغم مع هذه الوتيرة، ونسارع بقوة وفاعلية، وسط هذا جميعه، وقتنا محدود، وساعات نومنا ودقائق تنقلاتنا وتناولنا الغذاء وغيرها من المهام الروتينية التي تتم، والتي تستنزف الدقائق والساعات، جميعها لم تتبدل أو تتغير، هنا يحدث الخلل، فالوقت أو المدة الزمنية، لم تتغير، فالليل يحضر في أوانه، والنهار يأتي في توقيته المعتاد، لا تأخير ولا تقديم، في الجهة المقابلة أو الاتجاه المقابل، حدثت تغييرات جسيمة، زادت المهام والمسؤوليات، وباتت متطلبات الإنجاز وإتمام الأعمال أسرع، صحيح أن التقنيات نفسها ساهمت في تذليل بعض الصعوبات، ولكن هناك جوانب أخرى بقيت تتطلب العمل وتستنزف الوقت.

هذه ضغوط حقيقية، وماثلة، والشكوى من ضيق الوقت، والشكوى من عدم التمكن من اللحاق بالأعمال والمهام، أيضاً مقدّرة وطبيعية، ومع كل هذا فإن هناك مخرجاً، قد يراه البعض غير عملي، أو شعارات، لكن في الحقيقة يثبت فاعليته وجودته، فضلاً عن دقته، ويتمثل في فن إدارة الوقت، ومعرفة المهام المتتالية والتي تحتاج لمعالجة وتنظيم، ثم توزيعها ومنح الأهم الأولوية، إن مهارات إدارة الوقت، والتعامل مع الضغوط وإدارته، مهارات تحتاج للتدريب والتعلم لاكتسابها؛ لأنها معرفة ستخفف علينا الكثير، وتمنحنا مجالات للتحرك والتعامل.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y5vvmne2

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"