من دون شك أن المشاعر والانفعالات العاطفية، لها أثر كبير وجسيم في حياتنا، سواء أكانت إيجابية أم سلبية؛ لذا نسمع من يتحدث عن إدارة المشاعر، أو التحكم بها، فضلاً عن دراسات كثيرة متخصصة من علماء النفس، يولون هذا الموضوع الجدية والاهتمام، نظراً لتأثيره البالغ في مختلف تفاصيل حياتنا.
تكمن أهمية إدارة المشاعر، في كونها تساعدنا على التحكم في قراراتنا، خاصة عندما تكون مفصلية ومهمة، وهي أيضاً تسهم في تقوية التفاعل مع مختلف المواضيع التي تواجهنا يومياً، وبالتالي يقودك فن إدارة المشاعر، نحو علاقات وصلات اجتماعية متزنة ومتوازنة وناجحة ومثمرة، والأهم أن إدارتك لمشاعرك، ستجعلك أكثر اهتماماً بنفسك، وأيضاً على وعي باحتياجاتها، وعلى معرفة واطلاع بذاتك؛ بحيث تكون مهتماً بها. على الجانب الآخر، هناك عدة متطلبات وفنون، تسهم في تحقيقك لإدارة المشاعر، وتجعلها واقعاً حياتياً تعيشه، من هذه الفنون أو الطرق، التركيز، ويبدأ من خلال عملية التنفس، عندما تنتابك مشاعر شديدة الاهتياج، فيجب الخروج منها والابتعاد عن المكان، وإشغال نفسك بجانب آخر؛ بحيث يكون بعيداً عن ذلك الذي أثار مشاعرك، فضلاً عن محاولة إشغال التفكير والذهن، بجوانب بعيدة عن سبب التوتر، والمهم أن تعرف تماماً ذلك الشعور السلبي القاسي الذي تلبسك، وتدرك سببه وحجمه، ومن الممكن أن تحقق هذا الجانب، من خلال الهدوء، ومعرفة شعورك في تلك اللحظة ومحاولة تفسيره، وأيضاً ما الذي يمكن أن يساعدك، ولا تنسَ أن تتقبل مشاعرك، وهذا سيؤدي إلى شعورك بالرضا، خاصة عندما تقنع نفسك بأن تلك المشاعر طبيعية، ثم لا تنسَ أن تعبر عن مشاعرك من دون أن تسبب أذى أو توتراً في البيئة القريبة منك؛ إذ إن التعبير ستكون نتيجته إيجابية، وكأنه يقوم بعملية تفريغ، وتخفيف الانفعال.
نحن بحاجة إلى تعلم فن إدارة المشاعر، والتحكم بها، طبيعة الحياة المعاصرة، تسبب الكثير من الضغوط، والكثير من التوترات والقلق، ومعها تأتي أهمية كبيرة، لتعلم فن إدارة المشاعر، والتحكم بها، تبقى المعرفة قوة في كل مجال من المجالات، والمعرفة في هذا الميدان على درجة عالية من الأهمية، والحقيقة أن تحكمنا بالمشاعر، ليس في جانبها السلبي وحسب؛ بل حتى في الإيجابي، في الفرح مثلاً، يجب عدم الإفراط ونثر الوعود التي تثقل الكاهل، أو خلال مناسبة سعيدة لا ينبغي استنزاف النفس بالعطاء الذي يؤدي إلى الإفلاس؛ لذا يصح القول: احذر مشاعرك السلبية مرة، واحذر مشاعرك الإيجابية مرتين.
