«بصمة الأندلس» في الشارقة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

نعيش بتفاؤل وامتلاء ثقافي وفكري في مرحلة أو ظاهرة مجلة «الناشر الأسبوعي» الصادرة عن هيئة الشارقة للكتاب، وأقول مرحلة أو ظاهرة «الناشر الأسبوعي» استناداً إلى حيثيات مهنية عالية المستوى في المادة والإخراج والصورة والمحتوى الابداعي والتخصصي (النشر)، غير أن المجلة التي استقطبت أكثر الأقلام العربية وغير العربية من ناحية حرفية الكتابة ودقّتها وتركيزها لم تقف عند حدود قضايا النشر وقضايا الكتابة عموماً فقط، بل أصبحت المجلة أيضاً جهة ثقافية مواكبة روحاً وفعلاً لجوهر مشروع الشارقة الثقافي من حيث تنظيمها المهني أيضاً لندوات دولية تنعقد دورياً مع انطلاق معرض الشارقة الدولي للكتاب، وفي هذه الدورة الثانية والأربعين للمعرض نظمت المجلة تحت مظلة هيئة الشارقة للكتاب بالطبع الندوة الدولية الثانية تحت عنوان له رنين خاص في قلب كل عربي وهو (بصمة الأندلس) يتناول بالقراءات والمقاربات أثر الثقافة العربية في شبه جزيرة أيبيريا.

مجلة (الناشر الأسبوعي) وهي تفكر في ملتقيات بهذه البنية الفكرية والمعرفية التاريخية والذاكراتية، كانت قد بدأت من إرثها أو تكوينها المهني أولاً، فالمجلة في السنة السادسة، وصدر منها حتى الآن 61 عدداً لكي تتحوّل بذلك إلى مرحلة أو ظاهرة وهي تتدرّج في خطّها الاستثنائي هذا، وفي زمن حاجتنا الوجودية أصلاً إلى قراءة الامتلاء، وقراءة النوعي، المقطّر والمركّز في الفكرة والمعنى والذاكرة والتاريخ.

«الناشر الأسبوعي» التي أوجدت جسر حوار فعلياً بين الثقافات واللغات والنشريات العربية والعالمية، أوجدت أيضاً من خلال ندوة (بصمة الأندلس) حواراً حرّاً مفتوحاً على الرحابة والصداقة والمعرفة مع نخب إسبانية وعربية، كما لو أنها أعادت إلينا فردوساً مفقوداً، كما يأتي دائماً في الأدبيات العربية على وجه التحديد، غير أن لقاءنا المباشر وجهاً لوجه وروحاً لروح مع هذه النخب التي ابتهجت بروح المشروع الثقافي في الشارقة هو في حدّ ذاته فردوس ثقافي هنا في الامارات لا نفقده أبداً طالما جرى دم الصداقة في هؤلاء الرائعين الذين التقيناهم بحميمية ساحرة وهم يتحدثون معنا بلغتنا العربية:.. د. خوسيه ميغيل بويرتا ابن جنوبي غرناطة أستاذ الفن الإسلامي في جامعة غرناطة، ثم الكاتبة والمترجمة الأسبانية (نويمي فيرّو) التي نقلت إلى الأسبانية المعلّقات وموادّ أدبية وشعرية لأكثر من عشرة كتاب وكاتبات من الوطن العربي.

أعرف الشاعر محمد مقدادي، صديقي، منذ سنوات العنب والماء والموز في الغور الأردني، ولكنني أضفت إلى كتاب صداقاتي: الشاعر والباحث د. حسن الوزان، والروائي العراقي نجم والي المقيم في ألمانيا صاحب الفضة الجميلة التي تحيط بيده.

شكراً مديداً للكتاب في الشارقة، هذا الطائر الورقي ذو الجناحين الغلافين وهو يصادقنا ويقرّبنا من هؤلاء الرائعين.. وقد ذهب كل واحد منهم في طريقه..

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/hrf782xv

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"