عادي

صناعة الطيران في دبي.. خطوات طموحة لمستقبل أكثر استدامة

19:44 مساء
قراءة 5 دقائق
صناعة الطيران في دبي.. خطوات طموحة لمستقبل أكثر استدامة
صناعة الطيران في دبي.. خطوات طموحة لمستقبل أكثر استدامة

دبي: «الخليج»

تتصاعد المؤشرات الإيجابية؛ حيث تستعرض الشركات المشاركة في نسخة هذا العام أحدث التقنيات والمبتكرات التي ستسهم في تحقيق صافي الانبعاثات الصفري في قطاع الطيران من دبي، وتحديداً مع انطلاق معرض دبي للطيران 2023، كما يسعى المشاركون في المعرض بنشاط إلى دعم سوق وقود الطيران المستدام، والبحث عن فرص جديدة لاستخدامه.

  • دبي في الريادة

تحت سماء دبي، يجتمع أكبر المصنعين وأحدث طائرات العالم في «معرض دبي للطيران» في حدث يجذب آلاف الزوار ومئات المستثمرين، حتى أضحت الإمارة ملتقى للصفقات المليارية في صناعة الطيران العالمية، ليعزز الحدث أثره الإيجابي منصةً رائدة لرسم التوجهات المستقبلية لصناعة طيران مستدامة، تتويجاً لمسيرة من الإنجازات صنعت خلالها دبي قصة نجاح استثنائية في منظومة الطيران العالمية.

وتعد الدورة الـ 18لمعرض دبي للطيران، إحدى أهم فعاليات الطيران الكبرى في العالم، شهادةً على التزام دبي الراسخ، بتبني أحدث التقنيات والابتكارات في مجال الاستدامة البيئية، وإيجاد فرص وحلول مبتكرة في مجال الحد من الانبعاثات وتقليل البصمة الكربونية، بما يسهم في تحقيق صافي الانبعاثات الصفري في قطاع الطيران، لا سيما مع تركيز هذه الدورة من المعرض، على الاستدامة كموضوع رئيسي؛ حيث سيوفر المعرض منصة مثالية لتبادل الأفكار الموجهة نحو مستقبل أكثر استدامة للطيران.

  • أكثر صداقة للبيئة

وإدراكاً للأهمية الكبيرة للاستدامة، والسعي إلى رسم مسار جديد لتوجيه صناعة الطيران نحو مسار أكثر صداقة للبيئة، ستتيح نسخة عام 2023 من المعرض الذي سيقام تحت شعار «مستقبل صناعة الطيران»، الفرصة للمختصين والخبراء في صناعة الطيران، لاستعراض وتبادل الحلول التي تعنى بتحقيق الحياد المناخي، وبحث سبل التعاون، وإيجاد فرص وحلول جديدة ومبتكرة في هذا المجال، بما ينسجم مع التزام المعرض والقطاعات المشاركة بتوفير أعلى معايير الاستدامة في القطاع، تزامناً مع "عام الاستدامة" في دولة الإمارات، واستضافة الدولة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، المقرر انطلاقه في دبي نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

وضمن هذه الجهود، تشكل نسخة 2023 من معرض دبي للطيران حدثاً عالمياً لتحديد الاتجاهات والفرص المستقبلية لقطاع الطيران بمشاركة أكثر من 1400 عارض من مختلف القطاعات من 148 دولة حول العالم وأكثر من 300 متحدث دولي سيشاركون انطباعاتهم حول الاتجاهات المستقبلية وفي مقدمتها تلك المواضيع المتعلقة بالطاقة والبيئة والابتكارات التي تسهم في بلوغ نسبة صفر انبعاثات.

  • مطارات دبي

وتعد مطارات دبي، الجهة المشغلة لكل من مطار دبي الدولي (DXB)، أكبر مطار دولي في العالم في عدد المسافرين الدوليين، ومطار دبي ورلد سنترال (DWC) من اللاعبين الرئيسيين في قطاع الطيران في دبي من خلال جهودها في تحقيق معايير الاستدامة في صناعة الطيران؛ حيث حازت العديد من الجوائز بفضل مبادراتها في مجال الاستدامة، بما في ذلك «جائزة الشيخ محمد بن راشد العالمية للطيران» لفئة أفضل برنامج استدامة في الطيران – معيار البيئة، تقديراً لجهودها المتواصلة نحو تحقيق مستقبل أكثر استدامة في قطاع الطيران العالمي.

ونفذت مطارات دبي مشاريع متنوعة تؤكد التزامها بالاستدامة، عبر إطلاق العديد من المبادرات الخضراء الهادفة إلى تعزيز الاستدامة البيئية. وتتضمن هذه المبادرات الاستعاضة عن 150 ألف مصباح كهربائي تقليدي في مباني المسافرين وإشارات الإنارة الأرضية في الممرات بمصابيح LED موفرة تعتمد على الطاقة الهجينة وذات كفاءة عالية فضلاً عن تركيب 15 ألفاً من ألواح الطاقة الشمسية في مبنى المسافرين 2 في مطار دبي الدولي DXB الذي يعد الأكبر على مستوى جميع المطارات في منطقة الشرق الأوسط.

وكجزء من التزامها بالاستدامة، أطلقت مطارات دبي مبادرة لإدارة النفايات هدفها إعادة تدوير 60 في المئة من النفايات في مطار دبي الدولي (DXB).

كما أكملت مجموعة إينوك إنشاء خط أنابيب نقل وقود الطائرات الذي يمتد بطول 16.2 كم ويربط محطة «هورايزن اميريتس جبل علي للبترول» لتخزين البترول في جبل علي بمطار آل مكتوم الدولي.

  • ماذا نحتاج؟

وهنا قد يتساءل البعض ماذا نحتاج حتى تتمكن شركات الطيران من تحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية؟ الإجابة تكمن في معادلة حسابية بسيطة كفيلة بجعل سماء كوكب الأرض أقل تلوثاً وأكثر استدامة للبشرية؛ إذ يجب أن تصل الطاقة الإنتاجية العالمية لوقود الطيران المستدام، إلى أكثر من 30 مليار لتر بحلول عام 2030، و450 مليار لتر بحلول عام 2050، في وقت حرصت فيه طيران الإمارات، أن تكون في مقدمة تلك الجهود الرامية إلى تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي ذي التأثير البيئي واسع النطاق؛ حيث نجحت بالفعل في إنجاز رحلات تجريبية بنظام وقود الطيران المستدام.

  • تجربة طيران الإمارات

أخذت «طيران الإمارات» إحدى أكبر الناقلات الجوية في العالم، زمام المبادرة في رسم مستقبل أكثر استدامة وتعزيز سياسة الأجواء النظيفة؛ حيث أعلنت الناقلة في شهر مايو/ أيار الماضي، عن تخصيص 200 مليون دولار أمريكي، على مدى ثلاث سنوات، لتمويل مشاريع البحث والتطوير التي تركز على الحد من تأثير الوقود الأحفوري في عمليات الطيران التجاري؛ وذلك في أكبر التزام منفرد من قبل أي ناقلة جوية بشأن الاستدامة. كما عملت طيران الإمارات على تعزيز شراكاتها مع مؤسسات رائدة؛ لإيجاد حلول تتعلق بتقنيات الوقود والطاقة المتقدمة. وتركز سياسة واستراتيجية طيران الإمارات البيئية طويلة الأمد أنشطتها على 3 مجالات: الحد من الانبعاثات، والاستهلاك المسؤول، والمحافظة على الحياة البرية والموائل.

وكانت أول رحلة لطيران الإمارات، مدعومة بمزيج الوقود المستدام ووقود الطائرات التقليدي، قد انطلقت من مطار شيكاغو إلى دبي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، كما رفعت الناقلة نسبة الوقود المستدام على رحلاتها من استوكهولم، وتشغّل حالياً رحلات من باريس وليون وأوسلو باستخدام مزيج من النوعين. وفي ديسمبر/ كانون الأول 2020، تسلمت طيران الإمارات أول طائرة من ثلاث طائرات إيرباص A380 تعمل بمزيج الوقود المستدام ووقود الطائرات التقليدي.

وشغّلت طيران الإمارات، في يناير/ كانون الثاني 2023 بنجاح أول رحلة تجريبية لطائرة بوينغ 777 باستخدام وقود مستدام بنسبة 100% في أحد محركيها. وهدفت هذه الرحلة التجريبية إلى تعزيز بيانات الصناعة والجهود المبذولة، لتمكين استخدام الوقود المستدام بنسبة 100% في المستقبل. وأعلنت طيران الإمارات في تقريرها المالي للعام 2023 أنها قامت بتحميل ما مجموعه 179 طناً من وقود الطيران المستدام خلال السنة المالية الماضية 2022/ 2023.

وخلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقعت طيران الإمارات اتفاقية مع شركة «شل أفييشن» لتزويدها حصرياً بوقود الطائرات المستدام، وللمرة الأولى في مطار دبي الدولي. كما اتفقت طيران الإمارات مع شركة نيستي لتزويد طائراتها بالوقود المستدام للرحلات المغادرة من أمستردام وسنغافورة. وفي وقت سابق، أعلنت طيران الإمارات، أن أولى رحلاتها التي تعمل بوقود طيران مستدام (ساف SAF)، زودتها به شركة «شل أفييشن» Shell Aviation، أقلعت من مطار دبي الدولي، متجهة إلى سيدني لتصبح الرحلة (ئي كيه 412)، أولى رحلات «طيران الإمارات» التي تعمل بمزيج وقود الطيران المستدام تنطلق من دبي.

  • محركات بلا كربون

تتبنى دبي حلولاً مبتكرة لمواجهة تحديات الطاقة والتغيرات المناخية وغيرها من القضايا المتعلقة بالاستدامة، ترجمة لدورها الريادي في الاستثمار في مجال الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية، وعلى رأسها مجال إنتاج الوقود المستدام للطائرات. ويحظى هذا الملف باهتمام بارز في الأجندة المستقبلية للإمارة بأن تكون مركزاً إقليمياً لوقود الطائرات المستدام، وقيادة تعاون دولي لتسريع العمل على إزالة الكربون من قطاع الطيران، والمساهمة في تحقيق مستهدفات دولة الإمارات في الحياد المناخي، وتعزيز كفاءة استهلاك الوقود والمحافظة عليه في أحد القطاعات الحيوية الداعمة للاقتصادات الوطنية، وتسريع نشر التكنولوجيا والابتكار، والإسهام في تسريع التحول العالمي للوقود منخفض الكربون من خلال عضوية الدولة في منظمة الطيران المدني الدولي «الأيكاو»، ودعم المشاريع المتعلقة بالوقود المتجدد والطاقة في البلدان الأخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2hexs42a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"