باسم الأطفال

01:45 صباحا
قراءة دقيقتين

هل احتفل العالم أمس باليوم العالمي للطفولة؟ هل تمكن «كبار» العالم من تهنئة أنفسهم وتهنئة الأطفال في هذه الذكرى متباهين بما تم إنجازه وتحقيقه من أجل ضمان حماية أفضل لحقوق الأطفال ولمستقبل مشرق يكبرون فيه بسلام؟

أمس جاءت الذكرى والخجل يغمرنا جميعاً، فبأي حال استقبلنا المناسبة، وقد أصبحوا شهوداً على ما يُرتكب بحق الطفولة من جرائم بلا مراعاة لحقوق الأطفال وحقوق الإنسان عموماً؟

كيف يمكن للعالم أن يرى ما يحدث لأطفال غزة ولا يعلن الحداد على الطفولة ويعيد النظر بكل القوانين التي سنها والتي يطالب من خلالها باسم الأطفال وبلسانهم بقائمة من الحقوق التي يجب توفيرها والحفاظ عليها كي يتمكن الصغار من العيش بأمان وسلام وكرامة؟

فلنسأل أنفسنا مرة بل مرات، هل نستحق أن نكون أولياء على هؤلاء الأطفال؟ هل نستحق أن ننطق باسمهم ونتكفل بتولي شؤون الحياة بالنيابة عنهم ونقود المراكب ونحن لا نعرف كيف ومتى سنصل بهم إلى بر الأمان؟ لا نتحدث عن أطفال غزة فقط، رغم أن أحوالهم اليوم هي الأصعب، فلا أعداد المشوهين والمصابين والأيتام تحصى، ولا أعداد المفقودين والشهداء منهم تحصى، ولا أعداد المرعوبين والمرضى النفسيين منهم تحصى.. فهناك الكثير من الأطفال الذين فقدوا طفولتهم وكبروا قبل أوانهم ويعانون من ظروف معيشية صعبة وقاسية في أنحاء عدة من العالم، ففي اليمن والصومال والسودان وأوكرانيا نماذج لهؤلاء المقهورين، علماً أن الإحصاءات تقول إن ٨٥٠٠ طفل يموتون يومياً في العالم بسبب سوء التغذية، ونحن نعيش في زمن التطور والتقدم والابتكارات المتتالية والانفتاح والتواصل الاجتماعي.

حين تنظر إلى أحوال الأطفال في مناطق متفرقة حول العالم، وتدرك أن هناك من ينام جائعاً، وآخر بلا مأوى، وثالث يفقد أسرته أمام عينيه، ورابع وخامس وسادس يشهدون على جرائم الحروب والصراعات السياسية فيتشربون الأحقاد ويرضعون الكراهية ويحفظون معاني العنصرية ومعاداتها وشعارات الكبار التي يتسترون خلفها.. يكتشفون الموت قبل أن يتسنى لهم اكتشاف الحياة بحلوها ومرها.. تُغتصب منهم طفولتهم وتُنتزع منهم حقوقهم في انتظار إشراقة الصباح للبس الزي المدرسي وحمل الحقيبة والمسطرة والأقلام والألوان والذهاب إلى المدرسة للتعلم مثل كل أطفال العالم لا تحتفلوا بيوم الطفولة، فهي مفقودة ومعذّبة وجائعة وثكلى تبحث عن أبنائها لتظلل عليهم وتحتضنهم وتغني وتفرح بهم ومعهم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/m3jtn2yh

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"