.. ولو في الصين

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

وليد عثمان

سبق الحرب في غزة حديث طويل، بل أفعال تخدم فكرة عدم انفراد قطب واحد أواثنين بالهيمنة على مقدرات العالم، بحيث لا يكون أمام بقية دوله إلا الانقياد للمتفرد بالقرار العالمي، أو الانحياز لأحد القطبين المتنافسين عليه.

هناك من اعتبر الأزمة الروسية الأوكرانية نسخة عصرية من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا للتفرد بقيادة العالم، ورأى كثيرون في توسيع مجموعة «بريكس» خطوة على طريق تنويع التحالفات الدولية بما يخدم مصالح كل دولة أو إقليم..

ووضع آخرون حرص الدول العربية الفاعلة على عدم الارتباط بقطب أو أكثر في خانة السعي لاكتساب مرونة في التحرك على الساحة الدولية حسب مقتضيات كل ملف.

الزخم الذي اكتسبته هذه الفكرة كان أساسه ما وصف بالخروج الأمريكي من المنطقة الذي تبعه ثقل فيها لقوى أخرى أهمها الصين وروسيا، ومن سوء حظ واشنطن أن فرصتها للعودة إلى الشرق الأوسط لم تكن إلا عبر بوابة الحرب في غزة. وهي عودة لا حاجة لتعداد شواهد فشلها، بل إنها أضرت أكثر بصورة الولايات المتحدة، وحذر البعض من أن مصالحها في المنطقة أصبحت أكثر عرضة للتهديد.

حتى روسيا لم يُسمع لها موقف بشأن الأزمة في غزة إلا في الأيام الأولى، ثم في صراعات «الفيتو» مع الولايات المتحدة داخل مجلس الأمن مع كل فرصة للتوصل إلى قرار يوقف الحرب ويخفف مآسيها.

ربما يكون ذلك، وغيره مما لا نعلمه من كواليس الاتصالات التي تعددت مع الجانب الأمريكي وغيره منذ بداية الحرب في غزة، ما يفسر توجه دول عربية وإسلامية إلى الصين، فلعل عندها ما يدعم جهود وقف الحرب اكتفاء بنتائجها الكارثية حتى الآن، واتقاء لتوسعها في أي وقت، وهو ما لا يخدم استقرار المنطقة والعالم.

لا بأس من طلب الدعم والتحرك الفاعل المحايد في الأزمة ولو في الصين، أولى المحطات الخارجية للوفد الذي قصدها مكوناً من وزراء خارجية فلسطين والسعودية والأردن ومصر وإندونيسيا، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.

كل جهد لوقف الكارثة الإنسانية في غزة محمود، وفي تحرك الوفد رسالة جديدة مفادها فشل التعويل على الدور الأمريكي من جهة، ومن جهة أخرى أهمية أن يعلو صوت قوة عظمى كالصين بالمطالب العربية والإسلامية العادلة، سواء العاجل منها، وهو إنهاء معاناة الفسطينيين في غزة، أو القديم المتجدد، وهو حل الدولتين، انطلاقاً من أن «الصين صديقة للدول العربية والإسلامية وداعمة لحقوقها المشروعة» بتعبير وانغ يي، وزير خارجيتها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/37mwuca8

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"