عادي

غزة تتنفس الصعداء في أول أيام الهدنة تزامناً مع الإفراج عن «رهائن»

22:35 مساء
قراءة 4 دقائق

غزة - أ ف ب

تنفس الغزِّيون الصعداء الجمعة، في أول أيام الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة «حماس»، وهي الأولى في الحرب المستمرة منذ 48 يوماً، والتي دمرت القطاع، في وقت وصل فيه الرهائن المفرج عنهم إلى «الأراضي الإسرائيلية»، وذلك بعدما سلمت الحركة المجموعة الأولى منهم إلى الصليب الأحمر تنفيذاً للاتفاق الموقع بين الجانبين اللذين حذرا من أن الحرب أبعد ما تكون عن نهايتها.

- الهدنة صامدة

صمدت الهدنة التي بدأت صباح الجمعة بين الجانبين، ولم ترد أنباء حتى الآن عن وقوع تفجيرات أو قصف بالمدفعية أو هجمات صاروخية رغم أن الجانبين تبادلا اتهامات بارتكاب انتهاكات منها إطلاق نار متقطع.

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ الساعة السابعة صباحاً، ويتضمن الاتفاق الذي أسفر عنها إطلاق حماس سراح 13 امرأة وطفلاً من المحتجزين الإسرائيليين لديها مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. كما يشمل دخول مزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر. وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أن الرهائن المفرج عنهم من قطاع غزة في إطار اتفاق هدنة مع حركة حماس، وصلوا إلى «الأراضي الإسرائيلية».

وقال الجيش في بيان، إن «الرهائن المفرج عنهم خضعوا لتقييم طبي أولي داخل الأراضي الإسرائيلية»، مضيفاً «سيستمر جنود الجيش الإسرائيلي بمرافقتهم أثناء توجههم إلى المستشفيات الإسرائيلية، حيث سيتم لمّ شملهم مع عائلاتهم».

- رهائن تايلانديون

وإضافة إلى المفرج عنهم بموجب الاتفاق، أطلقت الحركة سراح 12 رهينة تايلاندية احتجزوا في الهجمات.

وقال مصدر مقرب من «حماس»: «قبل نصف ساعة، سُلِّمَ الأسرى للصليب الأحمر الذي سلمهم للطاقم المصري والطاقم الإسرائيلي المكلف باستلامهم في معبر رفح».

وتضمنت الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، وقف القتال أربعة أيام قابلة للتجديد يتم خلالها تبادل 50 رهينة محتجزين في غزة ب150 معتقلاً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية. وبموجب الاتفاق، يتم الإفراج عن الدفعة الأولى من 13 رهينة من النساء والأطفال، على أن يلي ذلك إطلاق إسرائيل سراح فلسطينيين.

وبعد ظهر الجمعة، نشرت هيئة الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية قائمة تضم 39 اسماً لأسرى فلسطينيين (15 فتى و24 امرأة) سيطلق سراحهم، مقابل الرهائن الإسرائيليين.

- التزام مشروط

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية أن التزام الحركة بتنفيذ الاتفاق مشروط بالتزام إسرائيل به.

وتحمل الهدنة بعض الهدوء لسكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة بعد حملات القصف الإسرائيلية العنيفة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أوقعت 14854 قتيلاً، بينهم 6150 طفلاً، وأكثر من 4 آلاف امرأة. إضافة إلى ذلك، أصيب 36 ألف شخص.

وفي ساعات الفجر الأولى، بدأ عشرات آلاف السكان يغادرون المدارس والمستشفيات التي احتموا فيها للعودة إلى بيوتهم في المناطق الشرقية الحدودية لخان يونس ورفح والبريج والمغازي ودير البلح التي غادروها قبل أسابيع.

- «عائد إلى بيتنا»

وأفاد مصدر مطلع في حماس، أن «إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين تم بطريقة سرية من دون صحافة».

وستتلقى السلطات الإسرائيلية عشية كل عملية إفراج لائحة بأسماء الرهائن الذين سيفرج عنهم في اليوم التالي. أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فستقوم باستقبال «الرهائن واحداً تلو الآخر أو في مجموعات» وتنقلهم عبر الحدود مع مصر ثم تسلمهم للقوات الإسرائيلية. وتبلغت الإسرائيلية مايان زين الخميس، أن ابنتيها ليستا ضمن الدفعة التي سيفرج عنها الجمعة. وكتبت عبر منصة إكس: «هذا الأمر صعب جداً علي مع أنني سعيدة للعائلات الأخرى».

وفي القدس الشرقية، تحدثت الفلسطينية سميرة دويات عن احتمال الإفراج عن ابنتها شروق البالغة 26 عاماً، والتي أمضت نصف عقوبة من 16 عاماً في السجون الإسرائيلية. وقالت: «أبكي وأضحك وارتجف».

- أسيرات فلسطينيّات

ونشرت إسرائيل قائمة بأسماء 300 فلسطيني قد يفرج عنهم، بينهم 33 امرأة و267 قاصراً. وبين هؤلاء المعتقلين 49 من «حماس». وقال باسم نعيم القيادي في الحركة: «اشترطنا إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيّات والأطفال من سجون الاحتلال حسب الأقدميّة».

ورحب المجتمع الدولي باتفاق الهدنة، ورأى فيه خطوة أولى نحو وقف دائم محتمل لإطلاق النار. وقال وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون بعدما التقى نتنياهو على أن يلتقي الجمعة مسؤولين فلسطينيين، إنه «يعمل على حل سياسي طويل الأمد لهذه الأزمة».

وقبل دقائق من سريان الهدنة خرج عمر جبرين البالغ 16 عاماً من أحد المستشفيات في جنوب قطاع غزة كان لجأ إليه مع ثمانية من أفراد عائلته. وقال: «أنا عائد إلى بيتنا».

- الحرب «لم تنته بعد»

وفيما انطلقت عشرات السيارات والعربات التي تجرها الحمير والأحصنة، ألقت طائرات حربية إسرائيلية فوق جنوب قطاع غزة منشورات تحذر الناس من العودة شمالاً، إذ يعتبر الجيش شمال القطاع منطقة قتال، وأن الحرب لم تنته بعد.

وبعد 15 دقيقة تقريباً على بدء سريان الهدنة، انطلقت صفارات الإنذار محذرة من هجوم صاروخي في بلدات تقع بمحاذاة قطاع غزة على ما أفاد الجيش الإسرائيلي.

وفي جنوب لبنان، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام، بأنّ الهدوء يسود الحدود الجنوبية التي شهدت عمليات قصف متبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، منذ بدء الحرب في غزة.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5dd8rwt7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"