- * باولو بتروشيلي: رسالة الحفل تتكامل مع أهداف «كوب 28»
- * دومينيك ماير: الحفل بطاقة تعارف وتقارب مع جمهور الإمارات
دبي: مها عادل
بينما تتزين الإمارات للاحتفال بعيد الاتحاد ولاستقبال ضيوفها من أنحاء العالم للمشاركة في «كوب 28»، تستضيف دبي أوبرا على مسرحها الرئيسي، مساء الجمعة، حدثاً فنياً ضخماً يتزامن مع هذه المناسبات الاستثنائية، حيث تستضيف فرقة أوركسترا تياتر وألاسكالا الإيطالية الشهيرة في ميلان، والتي تمثل واحدة من أشهر وأكبر دور الأوبرا في العالم، في حفل يحمل عنوان: «موسيقى للغد».
يتميز الحفل بمشاركة مجموعة من أبرز فناني الأوبرا بالعالم؛ حيث يقود الأوركسترا المايسترو ميشيلي جامبا، وتشارك بالغناء السوبرانو الشهيرة عايدة جاريفولينا، والتينور الإيطالي بييروبريتي، ويتضمّن برنامج الأمسية مجموعة من أشهر المؤلفات الإيطالية الأوبرالية، التي تستعرض عبقرية فيردي وبوتشيني وماسكاني، في حدث يحتفي بالتعاون الثقافي بين الإمارات وإيطاليا، ويعزّز قيم البحث عن مستقبل أفضل للبشرية، تماشياً مع أهداف «كوب 28».
وقال باولو بتروشيلي، رئيس دبي أوبرا لـ«الخليج»: «العرض يحمل الكثير من القيم والمعاني، وليس مجرد حفل موسيقي تقليدي فقط، بل هو عبارة عن تزاوج وتعاون بين دبي أوبرا وأوبرا ألاسكالا الإيطالية، التي تحطّ رحالها للمرة الأولى بالمنطقة، وليس فقط في الإمارات. الحفل فرصة ذهبية لتقديم ثقافة وتقاليد إيطاليا الموسيقية، من خلال عرض أوركسترالي شديد الفخامة والرقي، ورغم أننا استضفنا سابقاً العديد من حفلات الأوركسترا، فإن هذا الحفل يتمتع بأهمية خاصة، فهو يمثل مصدر إلهام لكل محبي الفنون بالدولة، ويعزز الحلم بتكوين أوركسترا إماراتية وطنية، ويبرز دور دبي أوبرا في مواكبة الحدث العالمي الذي تستضيفه الدولة عن مستقبل العالم، وتغير المناخ «كوب 28»، والترويج والتعريف بالموسيقى الأوبرالية والأوركسترالية لكل فئات المجتمع، ورفع مستوى الثقافة الفنية الراقية، كما يمثل الحفل شكلاً من أشكال التقارب الثقافي والفني والدبلوماسي بين الإمارات وإيطاليا».
وعن الجمهور المستهدف لحضور الحفل يقول باولو: «دبي أوبرا تخاطب المجتمع بأسره، ونحن نرى أنفسنا بيتاً للثقافات، ومنصة تحتفي بأهم وأغلب أنواع الموسيقى في العالم، وبالطبع الموسيقى الكلاسيكية تمثل ركناً أساسياً في هذا الاهتمام، لذلك فنحن لا نستهدف فئة معينة من الجمهور، وإنما نسعى دائماً لاجتذاب شرائح متزايدة من الجمهور لاستكشاف هذه النوعية من الفنون الراقية، ويبدو هذا جلياً، حيث رفع الحفل شعار «كامل العدد» في وقت قياسي منذ الإعلان عنه».
ويضيف: «هذا الإقبال يعكس اهتمام فئات عديدة من المشاهدين، ويثبت أنه يرضي أذواقاً من مختلف الجنسيات التي تزخر بها دبي، وكنا نأمل بسبب هذا الإقبال الكبير أن يمتدّ العرض لأكثر من يوم واحد، ولكن كان هذا أمراً صعباً بسبب انشغال الأوركسترا في هذه الفترة؛ حيث إنها عقب الحفل مباشرة ستبدأ الفرقة موسمها الفني الجديد في إيطاليا».
ويتابع: «اخترنا عنوان الحفل ليكون «موسيقى للغد»؛ حيث ستكون الموسيقى هي وسيلة للتعبير عن أمنياتنا بغد أفضل، ليكون ذلك امتداداً للرسالة التي يعمل عليها مؤتمر «كوب 28»، وهي نشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، وأهمية صيانة الحاضر لضمان مستقبل أفضل، وبذلك تتكامل رسالة العرض مع أهداف المؤتمر، ومع طموحاتنا جميعاً نحو المستقبل، إلى جانب حرصنا على تعزيز مسؤولياتنا كمنصة للثقافة والفنون، نحرص على نشر الوعي وتحفيز الجمهور على التفكير بحاضره ومستقبله، وتحمل المسؤولية الجماعية باتجاه كوكبنا».
ويضيف: «إلى جانب أن هذا الحفل يصطحب الجمهور في حالة من المشاعر والتوحد مع العازفين وفنونهم، يتضمن مشاركة من أهم نجوم الأوبرا بإيطاليا؛ للاستمتاع بمجموعة من المقطوعات الموسيقية من خلال إبداعات فيردي وبوتشيني وماسكاني وغيرهم، مما يرضي أذواق الحضور ويمتعهم».
وعن استعدادات مسرح دبي أوبرا لاستضافة العرض قال: «مسرح دبي أوبرا يتمتع بإمكانات فائقة الجودة والحداثة، وهو مسرح متعدد الاستخدامات، الأمر الذي يمكننا من تقديم كل أنواع الفنون والعروض العالمية الضخمة من الأوبرا إلى الباليه إلى المسرح الغنائي وحفلات الأوركسترا الضخمة، وخلال هذا الحفل سيتم استخدام تقنية تعزيز الصوت بالمسرح لزيادة إمتاع الحضور من خلال تقنية «القوقعة الخشبية»، لتسهيل انسياب الصوت إلى جميع الحاضرين بالقاعة».
ويقول دومينيك ماير، مدير مؤسسة تياتر والاسكالا: «اخترنا أن نقدم هذا الحفل الذي ينقل تراثنا الموسيقي الثري لجمهور الإمارات، بالتزامن مع دعوتنا إلى دبي لحضور مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)؛ حيث وجدناها فرصة مهمة لمناقشة ومعالجة تحديات تغير المناخ واستهلاك الطاقة من خلال موسيقانا، خاصة أنه مجال نلتزم به في مسرحنا بشدة».
ويعبر عن سعادته واعتزازه بتقديم الحفل الأول على مسرح دبي أوبرا، قائلاً: «تعتبر دار الأوبرا في دبي مسرحاً حديثاً وعملياً ومتطوراً، وهي أيضاً مساحة تستوعب جميع الأنشطة الفنية، وتصميمها مبهر خارجياً، ومن الداخل تم تصميمها لاستيعاب المتفرجين بشكل مريح على غرار المنصات الثقافية الشهيرة في المدن الكبرى اليوم».
ويتابع: «أقام فريق ألاسكالا مئات الحفلات الموسيقية في الخارج مع جميع أنواع البرامج، لكنه يقدّم نفسه لأول مرة بالمنطقة في دبي، لهذا ركزنا على تقديم الكنوز الفنية الإيطالية، ويتضمن البرنامج الذي صممناه مع المخرج ميشيل جامبا بعضاً من أشهر مقطوعات الأوبرا الإيطالية، ويشكل الحفل بطاقة تعارف وتقارب مع الجمهور الإماراتي، وتقديم فنوننا والأصوات الرائعة لنجومنا، مثل عايدة جاريفولينا وفيتوري وجريجولو».
