عادي

جناح الأديان.. مسار ملهم انطلق في «كوب 28» ليستمر ويزدهر

19:59 مساء
قراءة 3 دقائق

اختتم جناح الأديان بنجاح كبير فعالياته في مؤتمر الأطراف «كوب 28»، وسط احتفاء لافت وإقبال غير مسبوق من قادة الأديان ورموزها والعلماء والأكاديميين وصناع القرار والخبراء في البيئة، وممثلي الشباب والنساء والشعوب الأصلية من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى آلاف الزوار والمشاركين.

وأشاد المشاركون بتنظيم مجلس حكماء المسلمين المتميِّز لجناح الأديان، وأنشطته ومبادراته الهادفة لدعم جهود التصدي للقضية المناخية وتحدياتها الملحَّة، مؤكدين أهمية مواصلة الجهود لحماية البيئة وكوكب الأرض.

ونظَّم جناح الأديان نحو 70 جلسة حوارية، شارك فيها أكثر من 300 متحدث من مختلف أنحاء العالم، ركَّزت حول أهمية اعتراف العالم بالمسؤولية الأخلاقيَّة للحفاظ على البيئة، ورعاية الأرض وحمايتها بوصفها واجباً مقدساً ومسؤولية مشتركة تقع على عاتق البشرية، وضرورة تعزيز أنماط الحياة المستدامة التي تتماشى مع مبادئ الاعتدال التي تدعو إليها مختلف الأديان، وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، ورفع مستوى الوعي داخل المجتمعات الدينية لإجراء تغيير جذري في سلوكياتِ الأفراد والشعوب.

ودعا المشاركون في جناح الأديان إلى ضرورة تعزيز العمل الجماعي في مواجهة تحديات المناخ، وعقد الشراكات بين المنظمات الدينية والحكومات والمجتمع المدني والجهات المعنية الأخرى لتنفيذ مشروعات بيئية، وحملات للتوعية ومبادرات مجتمعية لمعالجة الآثار السلبية للمناخ، إضافة إلى إعداد تشريعات وسياسات تتسق مع المبادئ الأخلاقية التي تلتزم بها مختلف الأديان.

وأكد المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن جناح الأديان في «كوب 28» وما حققه من نجاح كبير في إشراك الدين إلى جانب العلم في مواجهة الأزمة المناخية، يضع على عاتق علماء الأديان ورموزها مسؤولية كبيرة في المساهمة في إيجاد حلول فاعلة لقضية التغير المناخي والتوعية بمخاطرها، مؤكداً أن هذا المسار الملهم انطلق ليستمر ويزدهر خلال الدورات القادمة من مؤتمرات الأطراف، معبراً عن صوت الإيمان وقيم الأخوة الإنسانية.

وقدم التهنئة باسم المجلس إلى دولة الإمارات، على نجاح استضافتها مؤتمر الأطراف، موجهاً الشكر أيضاً لدعمها المجلس في تنظيم قمة الأديان في أبوظبي وجناح الأديان، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأهمية صوت الأديان في مواجهة التحديات العالمية، وفي مقدمتها أزمة التغيرات المناخية، كما وجَّه الشكر أيضاً لرئاسة المؤتمر على دعم هذه المبادرة المهمة ولجهوده الرائدة في تعزيز العمل الجماعي من أجل إيجاد حلول فاعلة وملموسة لأزمة المناخ.

كما وجّه الشكر لوزارة التسامح والتعايش والكرسي الرسولي، وكذلك برنامج الأمم المتحدة للبيئة، على مشاركتهما الفاعلة في نجاح جناح الأديان.

وكان افتتاح جناح الأديان في «كوب 28» قد شَهِدَ توقيع فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إلى جانب قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، على «نداء الضمير: بيان أبوظبي من أجل المناخ»، الذي وقع عليه 28 من قادة الأديان ورموزها من مختلف الطوائف والمذاهب الدينية خلال «القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ» التي نظَّمها مجلس حكماء المسلمين خلال شهر نوفمبر الماضي.

ودعا «نداء الضمير» إلى ضرورة العمل على تسريع وتيرة تحوُّل سريع وعادل وتبني مصادر للطاقة النظيفة والمتجددة، ومطالبة الحكومات بالتغلب على نموذج النمو الخطي والانتقال إلى النموذج الدائري، وتحقيق العدالة والشمولية في التحوُّل المناخي بما يساهم في معالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن التغير المناخي، وخاصة في المناطق الأكثر ضعفاً، وتشجيع الحوار الشامل، خلال مؤتمرات الأطراف وما بعدها، مع القادة الدينيين والفئات المهمشة والشباب والمنظمات النسائية والمجتمع العلمي.

ونظم مجلس حكماء المسلمين جناح الأديان في «كوب 28»، بالتعاون مع رئاسة المؤتمر، ووزارة التسامح والتعايش، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وذلك بهدف تشكيل منصة عالمية للحوار بين الأديان من أجل المناخ.

(وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4v8aavbx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"