عادي
الخطط المدروسة تستعيد الأمنيات القديمة

العام الجديد.. بداية تحقيق الأحلام المؤجلة

23:44 مساء
قراءة 5 دقائق

تحقيق: مها عادل

بداية العام الجديد يعتبرها البعض نقطة تحول بحياتهم وفرصة لمراجعة النفس وإعادة النظر في كل ما تحقق من أهداف بالحياة. وقد يفتش الكثيرون بين طيات أيام العام المنصرم عن خطط للجديد والأحلام المؤجلة، ويراجع بعضهم أمنياتهم المنسية ويقررون أن يغرسوها في تربة الزمن القادم ويتعهدوها بالرعاية والاهتمام لتثمر خططاً وأهدافاً واضحة المعالم يسيرون على هديها.

الأمنيات لا تتحول إلى حقائق إلا إذا نجح الإنسان في مرحلة ما في أن يجعلها تسير وفق خطة منطقية قابلة للتنفيذ، وفي السطور التالية، نتابع بعض الأمنيات التي قرر أصحابها أن يحولوها إلى أهداف وخطط في العام الجديد.

الصورة

يكشف أحمد سالم، مهندس معماري، كيف قرر أن يعيد تنظيم وقته في العام الجديد ليطارد هوايته التي ضاعت طويلاً في زحمة المسؤوليات والعمل. ويقول عن خطته: منذ أيام الجامعة كانت هوايتي وشغفي أعمال النجارة وتصميم وتنفيذ قطع الديكور والأثاث، كنت أقضي ساعات طويلة في هذه الأعمال ويوجد في بيتنا القديم بعض القطع التي صممتها ونفذتها في ذلك الوقت، ولكن بعد الزواج والانتقال للعمل في دبي منذ ثماني سنوات لم أجد وقتاً لممارسة هذه الهواية، كما أن تنقلي مع أسرتي من شقة إلى أخرى لم يمنحني الاستقرار الكافي لتأسيس مكان أضع فيه المعدات والأدوات التي أحتاج إليها.

الصورة

ويضيف: الظروف تغيرت منذ بضعة أشهر؛ إذ اشتريت بيتاً جديداً انتقلت للإقامة فيه مع أسرتي، وقررت أن أخصص فيه غرفة لها مدخل مستقل على الحديقة لتكون ورشة صغيرة للنجارة، وأنوي شراء المعدات والأجهزة والأدوات التي أحتاج إليها، وأن أخصص بعض وقتي لهذه الهواية التي افتقدتها طويلاً، وخلال العام الجديد سأقسّم وقت فراغي بشكل فعال بين أسرتي وهوايتي، وبدأت بالفعل في تجهيز المواد الخام وقطع الأخشاب وأدوات الطلاء، ولديّ العديد من التصميمات لقطع من الديكور والأثاث المقرر تنفيذها، والطريف أن تخطيط عودتي للهواية بهذه الطريقة لن يفصلني عن أسرتي، بل تحمس ابني الأكبر (16 سنة) لأن يساعدني في الاشتراك في المعارض وتسويق أفكاري وبعض القطع التي أنفذها من خلال «إنستغرام»، وفكرة أن تتحول الهواية إلى مشروع صغير يجمعني مع ابني تزيد من حماسي للعمل ليس بسبب الكسب المادي فقط، ولكن لأن ذلك سيزيد من الزخم والمتعة والالتزام في تعاملي مع هوايتي المفضلة بدءاً من العام الجديد.

الصورة

خطوة جدية

بسنت سعد (30 عاماً) تقول عن خطتها للعام الجديد: منذ تخرجي وأنا أحلم باستكمال دراستي وتحضير الماجستير والدكتوراه، ومع المسؤوليات وضغوط العمل، توارى هذا الحلم لسنوات، لكنه بداية كل عام جديد يلوح لي من جديد، والآن قررت أن أخطو خطوات جدية في هذا الإطار وسجلت اسمي لنيل درجة الماجستير في إدارة الأعمال في إحدى الجامعات البريطانية المرموقة التي افتتحت فرعاً لها في دبي.

وتضيف: لم أندم أبداً على تأخير خطوة دراسة الماجستير؛ فما اكتسبته في حياتي العملية والخبرات التي حققتها تضاهي الدراسات العليا في القيمة، ولكني أطمح في تطوير موقعي المهني والترقي وبدلاً من العمل في التسويق المباشر أريد أن أصل إلى مستويات الإدارة العليا التي تخطط لحملات التسويق، وهذا الأمر يحتاج إلى الدراسة أيضاً لأستفيد من التطور الكبير الذي يحدث في العالم، خاصة في الدولة، فالإمارات هي أرض الفرص والطفرة التنموية التي تحدث على أرضها تجتذب الطموحين من جميع أنحاء العالم وتتيح فرصاً واعدة لمن يمتلكون العلم والخبرة وهذا ما أسعى للوصول إليه.

ترقب

القدرة على الحلم والتمني والتخطيط للحياة المقبلة لا تقتصر على الشباب، فلدى نادية سليمان (70 عاماً) خططها لتحقيق أمنياتها في العام الجديد. وتقول: أترقبه بلهفة، فهو يحمل لي العديد من الأمنيات والأهداف، مثل خطط السفر، إذ تنتظر ابنتي التي تعيش في أمريكا مولودها الأول في فبراير/ شباط المقبل، وأخطط لزيارتها لأقضي معها بعض الوقت وأسعد برؤية حفيدي وأساعدها على تنظيم حياتها بعد الولادة. وفي منتصف العام أخطط للسفر إلى الحج مع ابني الأكبر الذي يقيم في الكويت وستكون فرصة جيدة لأداء الفريضة للمرة الثانية لأشكر الله على النعم التي أنعم بها علينا، وأيضاً لأشارك ابني وأحفادي في هذه الرحلة الروحية التي قمت بها للمرة الأولى قبل ثلاثين عاماً وأتشوق لتكرارها.

 

أسهل الطرق إلى الإنجاز

الصورة

هالة متولي، مدربة التنمية البشرية، تقدم مجموعة من النصائح والإرشادات عن أهم أساليب تحويل الحلم إلى واقع، وتفسير فكرة ربط تحقيق الأمنيات بتاريخ معين، أو تخطيط الكثير من الناس لمرحلة جديدة في حياتهم، مع بداية العام الجديد. تقول: ليس للأحلام تواريخ، فكل منا يستطيع دائماً أن يتجه نحو تحقيق أحلامه، وأمنياته، إذا قرر وخطط لها جيداً، ومع ذلك، يمكن لبعض المواعيد أن تمنح الناس نقطة جيدة للبدء، وحافزاً لرصد التغيير الذي يطرأ على حياتهم، وهذا ما يجعل بعض المناسبات، مثل بداية العام الجديد، أو رمضان، أو عيد ميلاد الإنسان، نقاطاً جيدة للانطلاق لبدء مشروعات شخصية، وتنفيذ الأحلام. والمهم، في رأي هالة متولي، ليس اختيار التاريخ، لكن التخطيط الجيد حتى تصبح هذه الأحلام والأمنيات مشاريع قابلة للتنفيذ، فكل إنسان له أحلامه الخاصة التي يسعى لتحقيقها في أسرع وقت، ولكن من ينجح في ذلك هو من اتبع بعض الطرق الفعّالة.

وتحدد عدة خطوات مهمة يجب اتّباعها عند التعامل مع الأمنيات والأحلام لتحويلها إلى حقائق، في ما يلي:

  • عليك أولاً أن تصدق هذه الأحلام، وألا تحلم بأشياء لن تستطيع تحقيقها في يوم من الأيام، أي تتجاوز قدراتك، المادية والمعنوية والجسدية.
  • انظر إلى حلمك وتخيّله كواقع تعيشه، قد يبدو هذا الأمر غريباً نوعاً ما، ولكنه حقيقي بالفعل، إذ إن الإنسان الذي يفعل ذلك سرعان ما سيجلعه حقيقة.
  • تحدث عن حلمك، ولا تُخفه في قلبك وعقلك فقط، ولا تحتفظ به كسرٍّ بينك وبين نفسك، لأنك إذا أردت أن تحققه، عليك أولاً أن تتحدث عنه أمام الجميع، خاصة الأصدقاء المقربين والعائلة، لتعتقد وتؤمن به أكثر وتتحمل مسؤوليته.

أفكار ملهمة لـ 2024

الصورة

إعداد- مصطفى الزعبي

مهما مر من الوقت، لم يفت الأوان أبداً لفتح صفحة جديدة في الحياة، ويوم رأس السنة الجديدة 2024 هو وقت مناسب مثل أي وقت مضى، وهنا قائمة لأفكار قرارات يمكن اتخاذها ستلهم في تحقيق أقصى استفادة من العام المقبل، سواء في العمل أم الصحة الجسدية أو العقلية، أو تحسين التعافي المالي، أو إنشاء علاقات شخصية ذات معنى أكثر، فإن قرارات العام الجديد هذه كلها تستحق أن تتبناها:

  1. استقبل العام الجديد بتحويل غرفة معيشتك إلى استوديو تسجيل منزلي عبر بإنشاء بودكاست مستوحى من اهتماماتك الشخصية، سواء كان ذلك يناقش كتبك المفضلة أو حتى مجرد مشاركة تأملاتك اليومية، وما لا شك فيه أنك ستبدأ صغيراً عبر المشاركة مع الأصدقاء والعائلة وتتطور إلى مستوى عالٍ.
  2. رفع مستوى روتين العمل من خلال الاستثمار للتقليل من عادات الجلوس.
  3. تعلم لغة جديدة في عام 2024 من خلال الاشتراك في فصل دراسي افتراضي أو شخصي أو تنزيل تطبيق سواء كنت تخطط لرحلة إلى بلد آخر أو ترغب فقط في استكشاف ثقافة جديدة وأنت مرتاح في غرفة معيشتك، فإن هذه المهارة ستوسع آفاقك.
  4. تحديد الأهداف والرغبات من خلال إنشاء لوحة رؤية، تتضمن وجهات سفر أو إنجازات مهنية أو نمواً شخصياً، وسيكون تجميع الصور بمثابة تذكير للبقاء متحفزاً طوال العام.

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2s3ws8e7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"