عام جديد

وانتهى العام، ويبدأ غداً يوم جديد في سنة جديدة، ولعل العديد من المخططين، الطامحين، أنجزوا مخططاتهم للعام الجديد قبل نهاية العام، وراجعوا إنجازاتهم التي أتموها في العام الماضي، وكم جميل حين نكن من أولئك المخططين ونضع هدفاً طويل الأمد ينجز خلال العام، وأهدافاً صغيرة تنجز في كل ربع من العام. 
وليس شرطاً أن يكون المخطط ناجحاً، في وضع الخطط، لكن الناجح فعلاً من يرسم خطته بكل تفاصيلها وينجز منها ولو الجزء الذي يجعله يفخر بذاته، فالدور الذي ينتظر منك في بداية كل عام أن تدون أهدافك، فالكتابة تنقلها من عالم الأمنيات إلى عالم الواقع ولو بشكل يسير المهم أن ترسو أقدامك للأهداف التي تنوي أن تحققها. 
هنا الناجح فعلاً من يعرف دربه ومستقبله، من الذي يخطط له، بدلاً أن يقع فريسة مخططات الآخرين وأهدافهم، لك أن تقسم أهدافك إلى مجالات رئيسية منها الاجتماعية والدينية والمهنية، والشخصية وأن تولي نفسك الاهتمام الكافي وتمد الاهتمام لمن حواليك، وبذلك يكبر رصيدك المعنوي وتعزز من رصيد إنجازاتك. 
عام جديد وصفحة من كتاب حياتك، تبدأ غداً بإذن الله تعالى، فحاول قدر المستطاع أن تملأها بالحسنات وتبتعد عن المشاحنات وكل ما يضايقك لا تعره ذلك الاهتمام المبالغ فيه فتتأثر صحتك وكيانك، وكل موقف استصعب عليك افهم رسالته، وتذكر أن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، فأنت على قدر ذلك الحمل، فقط اجتهد أن تخرج منه بأقل الخسائر وأكثر الفوائد لك بحياتك، فقط أمعن النظر بوجوده ولا تهول وتكبر المواضيع، وتأكد بأنك قادر على إنهائها بأسهل الطرق. 
ومهم جداً أن تعطي نفسك بين الحين والآخر فرصة لمراجعة الذات ولتكن كل نهاية شهر تخلو بها بنفسك، وتدون ما أنجز من مخططاتك ولو الشيء البسيط، وحاول أن تركز على كل جديد وكل تطور تقدمه، وبذلك سيكبر الإنجاز وتحقق به ما ترجوه في نهاية العام. 
وإن استعسرت في أمر ما لا تصعب الأمر، انظر إلى رديفه أو القريب له، ولربما كان وضعك لذلك الهدف ينحى بك بهدف آخر يتناسب مع متطلعاتك، فقط كن مرناً ومتقبلاً للتغير أينما وجد.
[email protected]