حرب ومقاومة ومفاوضات

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين
2

في اليوم الـ115 للحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة تستمر الحرب وتستمر المقاومة وتستمر المفاوضات، والأهداف الثلاثة التي حددتها إسرائيل للحرب لم تتحقق، وهي القضاء على حماس، وإنهاء حكمها في القطاع، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين.

ولأن الأهداف الإسرائيلية صعبة التحقق، ولأن الانتصار الإسرائيلي الكامل بعيد المنال، ولأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بات يمارس لعبة «الروليت الروسية»، وهي لعبة حظ مميتة يقامر فيها بين مستقبله السياسي وحياة الأسرى لدى حماس، فلا بد من البحث عن مخرج لوضع حد للمقتلة في غزة، وإقناع نتنياهو بالنزول عن الشجرة أو إخراجه من الوحل الذي بات يشل قدرة الجيش الإسرائيلي على إحراز أي هدف سوى التدمير، والتدمير فقط، مع المزيد من الضحايا المدنيين الذين وصل عددهم إلى نحو 100 ألف، إضافة إلى أكثر من مليون و150 ألف مهجر.

وحين يقول وزير الدفاع الأمريكي أنتوني بلينكن «لا يوجد حل عسكري بشأن مصير حماس»، وحين يقول وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت «لا حل كاملاً لجيوب المقاومة في غزة»، فهذا يعني الإقرار بأن استمرار الحرب لن يقدم لإسرائيل أي انتصار، سوى إطالة عمر حكومة نتنياهو، لعله ينجو من مقصلة القضاء، حيث يواجه تهماً بالفساد والرشوة.

في محاولة جديدة لرسم خريطة طريق تؤدي إلى التوفيق بين مطالب حماس ومطالب إسرائيل عُقدت في باريس «قمة أمنية» ضمت رؤساء المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والمصرية ورئيس الحكومة القطرية.

هذه القمة رسمت الخطوط العريضة لاتفاق من ثلاث مراحل سيتم عرضه على كل من حماس وإسرائيل، وبموجب المرحلة الأولى يتم إطلاق سراح ما بين 35 و40 مختطفاً إسرائيلياً بمن فيهم النساء والرجال فوق ال60 عاماً والذين يعانون أمراضاً، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين يتم الاتفاق على عددهم، وذلك مقابل هدنة لستة أسابيع. وتشمل المرحلة الثانية من الصفقة إطلاق سراح الرجال -الجنود والمدنيين- الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً، وفي المرحلة الثالثة يتم نقل جثث المختطفين لدى حماس. وفي كل مرحلة يتم تحديد عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل مخطوف إسرائيلي، ولم يتم تحديد مدة الهدنة في المرحلتين الثانية والثالثة، وسيتم تحديدها في المفاوضات، لكن مسؤولين إسرائيليين كباراً قدروا أنها ستكون لأسابيع طويلة، ووفقاً لصحيفة «إسرائيل هيوم» فإن الحرب «قد تتوقف بشكل كامل».

صحيفة «نيويورك تايمز» التي تحدثت عن الاتفاق المتوقع، أشارت من جانبها إلى أن «المفاوضات ما زالت في مرحلة مبكرة وتحتاج إلى وضع الكثير من التفاصيل إذا وافقت حماس على ذلك». لكن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي شارك في الاجتماع أعطى انطباعاً إيجابياً تجاه ما تحقق بقوله «لقد حققنا تقدماً في المفاوضات ونحن في مكان أفضل». ووفق موقع «والا» الإسرائيلي، سيتم عقد اجتماع في القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة مع مسؤولين كبار في حماس لمناقشة الخطوط العريضة للاتفاق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2mw22d23

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"