ماذا بعد انسحاب بايدن؟

00:06 صباحا
قراءة 3 دقائق
افتتاحية الخليج

من الواضح أن انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق الرئاسي المقرر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لم يكن قراراً بمحض إرادته، فهو كان قد أصرّ حتى اللحظات الأخيرة قبل إعلان انسحابه، على المضي قدماً في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لكن تعرضه لضغوط شديدة من قيادات ديمقراطية، وربما من عائلته، اضطرته لاتخاذ هذا القرار بعدما أدرك هؤلاء أنه ليس في وضع صحي أو ذهني يمكّنه من الانتصار على ترامب، خصوصاً بعد ظهوره الكارثي خلال المناظرة الأخيرة التي جمعتهما.

ربما كان أفضل لبايدن الانسحاب في وقت مبكر لإعطاء الحزب فرصة اختيار بديل مع اقتراب موعد الانتخابات، والتخلي عن حالة إنكار وضعه الصحي، ومع ذلك فإن انسحابه الآن يوفر للحزب الديمقراطي فرصة لهزيمة ترامب رغم ضيق الوقت، إذا ما عرف الديمقراطيون كيف يديرون حملتهم الانتخابية، ويختارون المرشح المناسب الذي ينافس المرشح الجمهوري.

الرئيس بايدن وبعد انسحابه، أعلن دعمه وتأييده لترشيح نائبته كامالا هاريس لتكون مرشحة الحزب لانتخابات الرئاسة، وقال في صفحته على موقع (إكس): «أود أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام.. أيها الديمقراطيون، حان الوقت للعمل معاً وهزيمة ترامب.. هيا بنا نقوم بذلك».

بعد هذا الإعلان، اتهم المرشح الجمهوري ترامب الرئيس الحالي بأنه «أسوأ رئيس على الإطلاق في تاريخ بلادنا»، وقال «إن هزيمة كامالا ستكون أسهل من هزيمة بايدن»، لكن وفقاً لخبراء ومحللين، فإن كامالا يمكنها هزيمة ترامب إذا ما رص الحزب الديمقراطي صفوفه وتوحد خلفها وخاض حملات انتخابية ناجحة من خلال الإنجازات التي تحققت؛ مثل الاقتصاد القوي والطاقة الخضراء والتقدم الذي تحقق على الصعيدين الصحي والاجتماعي، ومشاريع المناخ والوظائف، وتصويب بعض سياسات إدارة بايدن في ما يخص الحرب الأوكرانية، و«دعمه لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة»، كما تقول مويرا دونيجان الصحفية في صحيفة «الغارديان».

هناك فرصة أمام هاريس، 59 عاماً، فهي لا تزال مفعمة بالحيوية والقدرة على المنافسة في مواجهة ترامب الذي يبلغ من العمر 78 عاماً، والذي لا يجيد سوى ترديد مواقف ضد المهاجرين، أو كيل الاتهامات الشخصية للخصم السياسي، والحديث عن تعرضه للمؤامرات والظلم.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته (رويترز/إبسوس) في 15 و16 يوليو/تموز الحالي، تعادل هاريس وترامب، إذ حصلا على تأييد 44 في المئة من الناخبين.

ومع أن هاريس هي الأوفر حظاً لخلافة بايدن، إلا أن هناك العديد من المرشحين الديمقراطيين لاستكمال معركة الرئاسة؛ مثل جريشن ويتمر، وجافن نيوسوم، وجي بي بريتزكر، وجوش شابيرو، ومع ذلك فإن مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي يعقد في شيكاغو في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس/آب المقبل عليه أن يحسم الأمر ويختار المرشح للرئاسة.

وإذا كان بايدن قد رشح هاريس، فإنه لا يملك سلطة مباشرة على اختيار المرشح الرسمي للمندوبين الذين يبلغ عددهم 4700 مندوب، وتحتاج هاريس إلى دعم 1969 مندوباً.

وفي حال تم ترشيح هاريس لخلافة يايدن، فإنها ستكون أول امرأة على الإطلاق من الملونين تخوض سباق الرئاسة في الولايات المتحدة، وهذا يعطيها ميزة الحصول على أصواتهم.

في مطلق الأحوال، دخلت الانتخابات الرئاسية الأمريكية مساراً جديداً، وتحولاً غير مسبوق في وقت متأخر للحاق بالمرشح الجمهوري ترامب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5cdxxbd8

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"