مروة العقروبي *
في المشهد الاقتصادي النابض بالحياة في الشارقة، حيث يتم دمج النسيج الثقافي الغني مع خيوط التطوير المستدام، يتزايد حضور الإمارة ضمن ما يصطلح على تسميته ب«الاقتصاد البنفسجي»، القائم على الاستثمار في الثقافة والمعرفة من أجل تقدّم ورفاهية الإنسان وازدهار ورخاء المجتمعات، لتظل الإمارة متألقة بالتزامها بجعل الثروة الثقافية جوهر تطورها.
انطلق مفهوم الاقتصاد البنفسجي في فرنسا عام 2011 بدعم من اليونسكو، للتأكيد على أهمية الثقافة كركيزة أساسية للنمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي، ويتجلّى هذا المفهوم في الشارقة من خلال مبادرات عديدة تجسّد رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتعكس دور الإمارة الرائد في الابتكار الثقافي والتجديد الاقتصادي.
هناك مشاريع مختلفة في الإمارة تهدف إلى إحياء المناطق التراثية والارتقاء ببنيتها التحتية وتحويلها إلى وجهات استثمارية وثقافية نابضة بالحياة.
إلى جانب جهود مؤسساتها المختلفة التي تعمل على إنشاء أجندتها السنوية للفعاليات والأنشطة الثقافية، تعزز الشارقة مكانتها كمنارة للاقتصاد البنفسجي، عبر احتفائها المتواصل بالفنون والآداب والتراث والابتكار، من معرض الشارقة الدولي للكتاب ومهرجان الشارقة القرائي للطفل إلى بينالي الشارقة وأيام الشارقة التراثية، تجسّد هذه الفعاليات نهج الإمارة الديناميكي والشامل للثقافة والإبداع.
من بين هذه الفعاليات الرئيسية التي تعزز هذا المفهوم يبرز مهرجان الشارقة لريادة الأعمال، الذي يمثل منصة مثالية لغرس ثقافة الريادة الشاملة والمساهمة في بناء جيل من رواد الأعمال القادرين على مواجهة تحديات التنمية والاستدامة، ويوفر فرصة لرواد الأعمال في المنطقة لقياس آثار أعمالهم على مجتمعاتهم، ويشجع على الابتكار والتفكير الإبداعي.
«الشارقة سيمفونية باللون البنفسجي» ليس مجرد قول أو وصف، بل واقع حقيقي نعيش آثاره الإيجابية كل يوم، ويشهد عليه كل مثقف، وأديب، وفنان، ومبدع، استثمرت فيه الإمارة وقدّمت له كل سبل الرعاية والدعم والتحفيز، فالشارقة دائماً تدعو العالم إلى تجربة مدى غنى تراثها وتقدّم رؤيتها الاقتصادية المستقبلية، قائدة الطريق في تناغم الثروة الثقافية مع الازدهار الاقتصادي والتقدّم المستدام.
* المديرة التنفيذية لبيت الحكمة
