أطياف المسك

00:42 صباحا
قراءة دقيقتين

شامخات، واثقات، ولا ينحنين، يمتد أفقهن للسماء، متجاورات وغير مخالفات، ممتدات لأبعاد متجانسات، متوشحات باللون، والحب والإبهار، مرتديات ثوب الماضي في نظرة لا تحجب المستقبل، متأصلات بسبع الإمارات، وفي تربة دبي بدأنا الحكايات، في نور الضوء مشعات، مبتهجات وللمقبل مرحبات، في سماء عالية محتفي بهم ومحتفل. هن أطياف، وبالمسك تعطرن من فرشاة امرأة قالت إنني أرى كل امرأة قصة، وكل قصة فيها من الشموخ والثبات ما يستحق.

هذه أطياف المسك، أطياف د. نجاة مكي الواقفات في عزة وحب في مدخل قبة الوصل في اكسبو دبي ضمن مهرجان «ضيّ دبي»، لتحكي من خلال بصمتها وشخوصها التي نعرفها قصة دبي، في امتداد لقصة كل امرأة على أرض الإمارات، دونما استثناء، كان حلمها فأصبحت ال 5 أمتار واقعاً يسجد فكرها، ورؤيتها، في شفافية ارتداء اللون قصة الأجيال التي تسلم لبعضها وتمد جسوراً من التقارب والتعارف ونقل المشاعر من خلال فن أصيل منبثق من قصتنا، وهويتنا، كانت التربة في الأرض راسخة، تربة الوطن الذي ننتمي له ونعيش لأجله. في عملها المتفرد الواقف هناك أبعاد وقصة ستنطق لك ما إن تراها فهي الرمز لحقيقة، وهي الرمز لتاريخ وهي الرمز لمستقبل ينقلنا وننتقل معه دونما تشويه أو بعد عن هويتنا.

الفن اليوم رسالة، ومسؤولية، وكل فنان مسؤول عما ينتج وينقل، وأشباه الفنانين مهما ازداد عددهم فأمرهم مفضوح وقصتهم مسكوبة، وزيفهم في أفول، فكان لابد من التحري والتدقيق والتروي حين نبدأ قصة الوطن وقصة دبي وقصة التاريخ، في «ضيّ دبي»، وهي مبادرة من ثقافة دبي مع مدينة اكسبو، كانت بداية ل7 فنانين، في توليفة متجانسة نوعاً ما، لنقل صورة تناغمية عن قصة واحدة وهي «دبي وروحها»، في صورة حضارية وتأثير بصري من حداثة الطرح والتكنولوجيا، وجاهزية لاستقبال كل الثقافات والأجناس حول قبة الوصل لقراءة 7 أعمال معروضة، في صورة دبلوماسية حديثة مبهجة ومتنامية البعد والفكر والقصة.

هذه مرحلة جديدة في وضع الإمارات على خريطة الفن العالمي، وهي تجربة جديدة في نقل الفنان من مرسمه وأدواته الأولى ومواده لبعد جديد وفكر عالمي مع أحدث وسائل التكنولوجيا والتطور العلمي الذي لا يشوه العمق والجذور الحقيقية التي يستند إليها كل فنان، الفن رسالة الأمم وهو الجمال الذي تتطلع له العيون، فرفقاً بما نريد ونشاهد وشكراً لمن نقل الجمال وأبهجنا، ويبقى السؤال: متى يصبح الفن ثقافة وصورة متواصلة، ومستمرة طوال العام للجميع، ومتى ننفض الغبار عمن لا يزال مغموراً، ومتى يكثر عدد من يمد يده لغيره ويرفعه معه في مشواره، وهو سائر، التنافس جميل، لكن العطاء الفني والبعد الروحي لخلق أجيال هي أجمل اللوحات التي ستضل تذكر الفنّان وتاريخه. كل الشكر «ثقافة دبي» ومدينة «اكسبو».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2nrjf272

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"