الإمارات والأخوة الإنسانية

00:41 صباحا
قراءة 3 دقائق
2

عندما تحتفل دولة الإمارات باليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2020 والذي وافق يوم أمس، إنما تحتفل بيومها، وهو اليوم الذي كرسها دولة للأخوة الإنسانية، الذي رسمت فيه خريطة جديدة للعالم يعيش فيها بأخوة وسلام، ويتعايش أتباع الديانات والحضارات والثقافات واللغات المختلفة بمحبة من دون خوف أو كراهية، من منطلق أن البشر أسرة إنسانية واحدة، وبما يعزز ثقافة الحوار والتعاون بين مختلف الأديان، وهو ما كرسته وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي في فبراير/ شباط 2019، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أكد على نهج دولة الإمارات في ترسيخ قيم التعايش والتآخي الإنساني، وهي القيم التي وضع مداميكها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وترسخت في ظل قيادتنا الرشيدة، وتحولت إلى مسار تاريخي لكل الشعوب التواقة إلى التعايش والسلام والتآخي.

وإذا كانت الإنسانية تشكل ركناً أساسياً من أركان دولة الإمارات، فلأنها تستلهم ذلك من ديننا الإسلامي الذي يكرّم الإنسان باعتباره خليفة الله على الأرض، وفقاً للآية الكريمة «إني جاعلٌ في الأرض خليفة»، فجعل له حقوقه الكاملة غير المنقوصة في الحرية والكرامة والحياة الكريمة.

وقد أكدت وثيقة الأخوة الإنسانية على أن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بالسلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والعيش المشترك، وأن الحرية حق لكل إنسان، اعتقاداً وتعبيراً وممارسةً، وأن التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة لمشيئة إلهية قد خلق الله البشر عليها، وأن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس من شأنها أن تسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية، خصوصاً في مواجهة آفة التطرف والإرهاب و«الإسلاموفوبيا»، وكل أشكال التمييز والعنصرية والكراهية. وفي عالمنا الذي تتصاعد فيه الصراعات والحروب وتتقلص فيه مساحات السلام، وتتزايد فيه عمليات الإبادة والقهر والعدوان، كما هو الحال في الحرب الإسرائيلية المجنونة على قطاع غزة، حيت تمتهن فيها الكرامة الإنسانية بأبشع صورها، فإننا في أشد الحاجة إلى التمسك بقيم الأخوة الإنسانية، والمواثيق والأعراف والقوانين الدولية لحماية البشرية من الشرور وتجنيب العالم المخاطر التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، والمساعدة في خلق أجيال جديدة تحمل قيم الخير والسلام، وتدافع عن حقوق المقهورين والمظلومين والبؤساء والمغلوب على أمرهم في كل مكان.

إن اليوم العالمي للأخوة الإنسانية يجب أن يكون كل يوم، في الممارسة والفعل والعمل، وعلى الإنسان أن يحيا في كنفها لمواجهة المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية والبيئية التي تحاصره.

يقول الله في محكم كتابه «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير»، وهذا معناه المساواة بين البشر من دون تمييز.

وفي رسالة الإمام علي، كرم الله وجهه، إلى مالك الأشتر والي مصر جاء فيها: «الناس صنفان، إما أخٌ لك في الدين، أو نظيرٌ لك في الخَلْق»، وفيها توجيه إلى مراعاة حقوق الناس بمعزل عن معتقدهم باعتبار أن الجميع خلق الله، وهي الحكمة التي تم اعتمادها في الأمم المتحدة كوثيقة تعتبر أحد مصادر التشريع للقانون الدولي.

وتبقى الأخوة الإنسانية هي الملاذ، وتبقى الإمارات تتولى الريادة الإنسانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5n8uffnw

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"