البناء.. معركة الإمارات

ما أسهل الكلام وما أصعب الفعل!(3)
01:47 صباحا
قراءة دقيقتين
2

قيل «منبر الإنسانية قلبها الصامت لا عقلها الثرثار»، والإمارات التي جُبلت على الخير، تنطلق من مفهوم واضح، هو أن التنمية والعمل الإنساني كلٌ لا يتجزأ، لأنهما يصبان في مجرى واحد هو الإنسان الذي يمثل الحقيقة البشرية في أجمل تجلياتها.

هما بالنسبة للإمارات، نهجاً وثقافة، يقومان على الإيثار والصدق والعمل بصمت، من دون صخب أو ضجيج. فهي موجودة في أي مكان ترى فيه معاناة، وهو المكان الذي تريد أن تكون فيه، والذي يجلب لها السعادة. وهي تعمل وفقاً للنهج الذي كرّسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أكد أن «التعاون بين البشر يؤدي إلى التراحم الذي حثّ عليه الخالق سبحانه وتعالى، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً بأخيه، فالله عزّ وجلّ يرحم من يرحم». كما أكد أن «الغنيّ يجب أن يساعد الفقير، والله العلي القدير منحنا هذه الثروة لتطوير بلادنا، وفي الوقت نفسه للمساهمة في تطوير الدول الأخرى». لذا عمّ عطاؤه مختلف دول العالم.

هذه الوصية من القائد المؤسس تحولت إلى أحد الأقانيم التي تسير عليها الإمارات في علاقاتها مع دول العالم، خصوصاً مع الدول والشعوب التي تعاني الفقر والجوع والأمراض والأمية، فأصبحت يدها ممدودة على اتساع العالم، من خلال المؤسسات الخيرية والتنموية التي تقدم بسخاء وأريحية وصمت، ومن دون تمييز بين عرق ولون ودين، من بناء المستشفيات وشق الطرقات وتشييد المدارس ومحطات المياه، وحفر الآبار الارتوازيّة، إضافة إلى حملاتها المتواصلة للقضاء على الفقر، حيث تتبوّأ الإمارات المراكز الأولى عالمياً ضمن كبرى الجهات المانحة قياساً إلى دخلها الوطني.

هذا غيضٌ من فيض ما قدمته، وما تقدمه الإمارات من دعم إنساني لأنها مجبولة على الرحمة والتضحية وحب الآخر، ولأنها ترى في صورة الإنسان الذي خلقه الله صورتها التي تتجلى في الروح الإنسانية. فالإنسانية ليست ديناً، إنما هي رتبة لا يصل إليها إلا البعض، وقد وصلت إليها الإمارات وصارت بحراً يحاول البعض خوض عبابه للحاق بها.

أما على صعيد التنمية البشرية فما زالت الإمارات تتقدم في مختلف المجالات، إذ احتلت المرتبة ال 26 عالمياً، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتصدرت دول العالم في 16 مؤشراً مرتبطاً بتحقيق أهداف التنمية المستدامة ال17، وحلت في المركز الأول في 3 مؤشرات مرتبطة بهدف الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، كما تصدرت دول العالم في مؤشرين ضمن هدف السلام والعدل.

لم يكن ذلك ضربة حظ، إنما هو جهد وتخطيط وصبر وإصرار على أن تكون في المقدمة، وأن تسابق الزمن للحاق بركب التطور، والتقدم، وتحقيق المعجزات على الأرض وفي الفضاء، لأنها وضعت بناء الإنسان الإماراتي في صلب نهجها التنموي، وشكلت منه قاعدة لإطلاق كل مكامن القوة التي بين يديها، ونجحت وما زالت تحثّ الخطى لمزيد من النجاح..

لا يصبح الإنسان عظيماً إلا بالقدر الذي يعمل فيه من أجل أخيه الإنسان، وبالقدر الذي يبني فيه الإنسان.. والإمارات جمعت المجد من أطرافه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/38sx7d46

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"