عادي

«جفاف عنيف» يفتك بالموسم الزراعي في المغرب

18:08 مساء
قراءة 3 دقائق
مزارع يتفحص الأرض (أ.ف.ب)
نبته وسط الأرض القاحلة في المغرب حيث يضرب الجفاف الأراضي الزراعية (أ.ف.ب)
أغنام في أرض قاحلة ضربها الجفاف في المغرب (أ.ف.ب)

يحتفظ المزارع عبد الرحيم محافظ بقليل من الأمل في تساقط أمطار تنقذ ما يمكن إنقاذه من محصول الحبوب، في ظل جفاف «عنيف» للعام السادس على التوالي، يهدد هذا القطاع الحيوي للاقتصاد المغربي.

على طول الطريق الرابطة بين الدار البيضاء ومزرعته في ضواحي مدينة برشيد (غرب) تبدو مساحات شاسعة من الحقول عارية، بعدما كانت تغطيها عادة في هذه الفترة من العام «سنابل حبوب تناهز 60 سنتيمتراً»، كما يوضح محافظ.

لا يكاد يبرز أي نبات في مزرعته الممتدة على نحو 20 هكتاراً، تماماً كما هي الحال في حقل المزارع حميد ناجم (52 عاماً) الذي يعرب عن قلقه إزاء موسم قاسٍ لم يسبق أن شهدت مثله.

وترتوي 88% من مزارع هذه المنطقة الممتدة على 155 ألف هكتار بالأمطار مباشرة، وهي أحد أهم مصادر الحبوب في المملكة، وفق وزارة الزراعة.

أما المزارع المسموح سقيها بمياه السدود فتراجعت مساحتها من 750 ألفاً إلى 400 ألف هكتار في مجموع مناطق البلاد، وفق ما أعلن وزير الزراعة محمد صديقي قبل أسبوعين، بسبب جفاف استثنائي وعنيف منذ ستة أعوام.

وشهدت المملكة في كانون الثاني/يناير، تراجعاً في تساقط الأمطار بـ57% مقارنة مع متوسط سنة عادية، وفق ما أوضح وزير التجهيز والماء نزار بركة.

وتفاقم هذا الوضع بسبب تبخر المياه المخزنة في السدود، في ضوء ارتفاع في معدل الحرارة بـ1.8% مقارنة مع متوسط الفترة بين عامي 1981 و2010.

وفي الثامن من فبراير/شباط الجاري، لم تتجاوز نسبة ملء السدود 23%، مقابل 32% للفترة نفسها من العام الماضي.

وفي ظل مخاطر شح مياه الشرب أغلقت السلطات الحمامات العمومية ومحال غسل السيارات لثلاثة أيام في الأسبوع في عدة مدن، مع منع سقي الحدائق وملاعب الغولف بمياه الشرب.

لكن هذه الإجراءات الرامية إلى ضمان مياه الشرب لا تغير شيئاً من الخطر الذي يهدد مردود الموسم الزراعي الحالي، وفق تعبير الخبير في القطاع عبد الرحيم هندوف، علماً بأن الزراعة تستهلك حصة الأسد من موارد البلاد المائية.

ويشير هندوف إلى أن هذا الموسم انطلق أصلاً بتضاؤل المساحة المخصصة لزراعة الحبوب إلى نحو 2.3 مليون هكتار فقط، مقابل متوسط 4 إلى 5 ملايين هكتار في الأعوام الأخيرة، الأمر الذي سيكون له أثر وخيم على الاقتصاد كون القطاع الزراعي يوظف نحو ثلث العاملين في المغرب، ويسهم في نحو 14 في المئة من الصادرات.

بعد خمس سنوات عجاف كان عبد الرحيم محافظ (54 عاماً) يأمل سماء أكثر سخاء هذا الموسم لعله يستدرك ما تراكم من خسائر، وخصوصاً أنه اعتمد تقنية جديدة لزرع البذور بدون حرث أولي، ما يمكنه من الاستفادة من الرطوبة الطبيعية للتربة.

لكن «محصول هذا الموسم ضاع سلفاً» كما يقول آسفا، بدون أن يفقد الأمل في تساقط الأمطار خلال فبراير ومارس بما يوفر على الأقل علفاً للماشية.

يبدو الوضع أقل قسوة بالنسبة لكبار المزارعين، كما هو شأن حميد مشعل الذي يمكنه الاعتماد على المياه الجوفية لإنقاذ محصول 140 هكتاراً من الحبوب والجزر والبطاطس، في ضواحي مدينة برشيد.

وتقدر حاجات المغرب من المياه بأكثر من 16 مليار متر مكعب سنوياً، 87% منها للاستهلاك الزراعي، لكن موارد المياه لم تتجاوز نحو 5 ملايين متر مكعب سنوياً خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.

وتراهن المملكة على تحلية مياه البحر لمواجهة هذا العجز، وتخطط لبناء سبع محطات تحلية جديدة بنهاية 2027 بطاقة إجمالية تبلغ 143 مليون متر مكعب سنوياً، فيما تتوفر حالياً 12 محطة بطاقة إجمالية تبلغ 179.3 مليون متر مكعب سنوياً، وفق معطيات رسمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bdesfhxm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"