كما هو واضح، فإن التطور البشري، وتطور الصناعات، والنمو العالمي، فضلاً عن سوء الاستخدام للموارد الطبيعية، أحدثت خللاً في مجالات بيئية، وتبعاً لذلك ستتأثر جوانب الاقتصاد والمجتمعات. وجاء التوجه العالمي نحو استخدام الطاقة المتجددة والنظيفة، ليكون واحداً من أهم الحلول، بل المستقبل الذي ينظر له بتفاؤل واستبشار. ولا شك أن التطورات المتلاحقة والمستمرة في مجالات الطاقة النظيفة جعلتها هدفاً وغاية، والحقيقة أن دخول الطاقة النظيفة سيُسهم في المزيد من التطور؛ لأنها طاقة مستدامة، وتصلنا من البيئة نفسها، من دون إلحاق أي أضرار بها.
وموضوع الطاقة النظيفة، واسع جداً، وهو أيضاً متعدد؛ لأن مصادر الطاقة النظيفة، متعددة، وليست في مجال واحد، وبالتالي التطور يتطلب تطوراً في مختلف تلك المجالات. لدينا الطاقة الشمسية، والرياح، والمائية، والحرارية، والمد والجزر، والطاقة الحيوية، وجميعها لها خاصية تتعلق بالاستدامة والفائدة، ولكننا نحتاج للمزيد من المبتكرات لتطويرها ولتكون نافعة للبشرية جمعاء. الطاقة الكهربائية يمكن أن تكون نواة للتطور في هذا المجال؛ لأن التطورات في مجالات الألواح الشمسية متواصلة، وقد تحدث اختراقات كبيرة في هذا المجال في لحظة زمنية قريبة. ولا يمكن تجاوز طاقة الرياح التي تعتبر مصدراً حيوياً ومهماً من مصادر الطاقة؛ حيث نرى ونشاهد كيف يمكن تحويل طاقة الرياح لطاقة كهربائية، ولا ننسى دور المياه في توليد الكهرباء، سواء ببناء السدود أو المحطات الحرارية.
وكما هو معروف، تكتسب جميع تلك البدائل لتوليد الطاقة النظيفة أهمية بالغة؛ كونها نظيفة ودائمة وصديقة للبيئة نفسها، فلا توجد انبعاثات للكربون، ولا تلوث جوي، ولا تغير مناخيّ، وأيضاً هي طاقة مشاعة، وستكون في متناول جميع الناس، أو هكذا يتوقع.
تتباين التطورات في كل مجال من مجالات الطاقة النظيفة، وتكسب الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، قصب السبق في هذا المجال؛ حيث تعتبر الأسرع نمواً وتطوراً، حيث نلاحظ توسعاً للصناعات المنتشرة بها، وهذا طبيعي؛ لأن هذين المجالين بالتحديد، لهما أثر كبير وواضح في إمدادات الطاقة النظيفة، وزيادة الاستثمار والابتكار فيهما من شأنها تحقيق عوائد ومكاسب سريعة، وهما واعدان بالكثير من التطورات. ومع هذا، فإن التحديات لا تتوقف، وليست سهلة، فهناك تكلفة باهظة لهذا النوع من الطاقة، وتحتاج لتطورات في مجالات التكنولوجيا ومبتكرات تُسهم في خفض قيمتها وتكلفة تدشينها واستخدامها.
ومع هذا، فإن الآمال واعدة، والمستقبل تتضح معالمه بأنه سيكون أخضر، وسنكون قادرين على التغلب على الصعاب والعقبات.
