دون شك، يقع على كل أب وأم مسؤولية ملاحظة موهبة أبنائهما، وما يتمتعون به من قدرات، وهما أيضاً المسؤولان عن تنمية هذه الموهبة للحد الأقصى، وزيادة وعي الطفل بما يملكه من قدرات حتى يتدرب على تطويرها وزيادة فاعليتها.
ولتحقيق هذه الغاية، وتحقيق هدف اكتشاف ما يتمتع به الطفل من موهبة، هناك بعض الطرق والمهارات التي يجب على كل من الأب والأم نهجها والعمل وفقها، مثل ملاحظة سلوك الطفل واهتماماته؛ على سبيل المثال: هل يقضي الطفل ساعات في القراءة، أو لديه غزارة في تأليف القصص؟ هل يحب الأرقام، أو الفنون، سواء الموسيقى أو الرسم، ونحوها؟ من هنا تبدأ مرحلة التشجيع والتجريب، بمعنى أن نتيح للطفل فرصة الاكتشاف والتطوير لكل ما يهتم به وما يلفت انتباهه، نمنح الطفل المساحة للسؤال والتعبير عما يهتم به، دون قمع أو مقاطعة أو تذمّر أو توجيه، والحكم على اهتماماته. بمعنى توفير جو وبيئة داعمين ومحفزين للطفل، ومعها نوفر له الموارد والطرق والوسائل التي تنمي موهبته أو اهتماماته. من الممكن أيضاً أن نقدم له تعليماً إضافياً في قالب من اللعب والتسلية والترفيه، ونمكّنه من المشاركة في أنشطة خارج المنزل، بإشراف وصحبة الأب أو الأم. ولا ننسى التنسيق والتعاون مع المؤسسة التعليمية والمعلمين؛ لأن هذا يقوّي الطفل ويزيد من ثقته بنفسه، فللمعلم أثر كبير في نفسية الطفل وروحه المعنوية.
اكتشاف موهبة الطفل مبكراً له أثر كبير في مستقبله؛ حيث يكون هناك أثر إيجابي كبير فيه، وهذا مثبت علمياً؛ كما ورد في دراسة نشرتها مجلة: Gifted Child Quarterly في عام 2021 تحت عنوان: «الفوائد طويلة الأجل لتحديد وتطوير المواهب في مرحلة الطفولة».
هذه الدراسة تتبعت مجموعة من الأطفال الموهوبين والمتفوقين؛ حيث تم اكتشاف مواهبهم، واستثمارها في مرحلة الطفولة المبكرة. وكانت النتائج التي أظهرتها الدراسة أن هؤلاء الأطفال «حققوا نتائج متميزة في مسيرتهم التعليمية والمهنية عندما كبروا، مقارنة بأقرانهم». وخلصت نتائج الدراسة إلى أن اكتشاف المواهب وتنميتها في الصغر يسهمان في تعزيز الثقة بالنفس والدافعية والمهارات القيادية لدى الأطفال».
إن اكتشاف مواهب الأطفال وتنميتها هو استثمار ثمين في مستقبلهم. من خلال الملاحظة والتشجيع والدعم المستمر، يمكننا المساعدة في إطلاق إمكانات أطفالنا إلى أقصى حد. تذكروا أن كل طفل بالفطرة لديه موهبة خاصة به، يجب اكتشافها.
