في السعي الواضح نحو استبدال الطاقة الأحفورية، إلى طاقة مستدامة نظيفة، حدثت بعض المفارقات، هناك من يرى الأهمية القصوى لاعتماد الطاقة النظيفة، مثل، الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، أو الطاقة المائية، ونحوها، وإدخالها في الحياة البشرية بشكل سريع، وإلزام الناس باستخدامها بدلاً عن الطاقة السائدة، وهناك من يرى المزج بين الطاقة الأحفورية والطاقة المستدامة، وفريق ثالث يرى بأن هذا الموضوع برمته يخضع لقانون العرض والطلب، وقانون الجدوى الاقتصادية، وقانون الوفرة والفائدة، فإذا رأوا الناس أن الطاقة المستدامة، أكثر جدوى وأرخص، ومتطورة بما يكفي لتلبي احتياجاتهم، فإنهم دون شك سيتوجهون لها، وستكون هي الطاقة المهيمنة، ولا يوجد ما يدعو لأي تحرك دعائي لجذب اهتمام الجمهور بهذا النوع من الطاقة أو ذلك النوع، فالموضوع يخضع لقانون الحاجة، والوفرة، والفائدة، والتوفير..في تصوري أن تعدد الآراء في مجال الطاقة واستخداماتها، غير مبرر، لأننا نلحظ ونشاهد بأن الطاقة المستدامة، ليست بالقوة الكافية، التي تشغل المصانع، وتحرك النهضة البشرية وتتواكب مع النمو والتطور الحضاري، هي متواجدة نعم، وتحتاج للمزيد من الابتكارات والمخترعات، وتحتاج لانخفاض قيمتها ليتمكن الناس من استخدامها على نطاق واسع. لا يمكن إزاحة الطاقة الأحفورية بقرار، أو برغبة، لأنها الطاقة التي تمد العالم بشريان الحياة، هي الطاقة التي قامت عليها الآلات، وهي الطاقة التي نهضت بواسطتها شبكة الإنترنت، وفي ظلها حدثت ثورة الاتصالات، وتطورت التكنولوجيا على تعددها وتنوعها.
لا يمكن أن نوقف هذه الطاقة، مع أن الرغبة ماثلة باستبدالها بالطاقة المستدامة، لاعتبارات عدة، منها، أن الطاقة النظيفة، يفترض فيها الاستمرار، وأيضاً عموميتها وشموليتها، والأهم أنها ستكون أرخص، ولا يجد الناس صعوبة في الحصول عليها، ودون شك أن الطاقة المستدامة، ستكون أفضل للناس، وللبيئة الطبيعية، لكنها تحتاج، أولا للتطور، وتطور التكنولوجيا المستخدمة فيها، وثانياً لانخفاض أسعارها لتكون في متناول الجميع، ثم ثالثاً، تحتاج للوقت لتزاحم وتأخذ مكان الطاقة السائدة حالياً.
دون شك أن تزايد الاهتمام بالطاقة النظيفة البديلة المستدامة، أمر إيجابي، وصحي، ولكن يجب أن يتم في إطار صحيح ومخطط له، الثورة التكنولوجية، أسهمت في تحريك هذا التوجه بشكل أسرع، ونرى دخول تقنيات جديدة وحديثة في الصناعات التي تستهدف توليد الطاقة الشمسية من الكهرباء، ومن الرياح، ومن المياه، ومن الحرارة الجوفية، وهذه جميعها جهود رائعة ومبشرة بمستقبل أخضر واعد للبشرية.
