عادي
موسيقى الروح

دراسة الموشحات

23:32 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي

يبدو أن الوشّاحين الأندلسيين كرّسوا للمراثي عناية كبيرة تستحق كل التقدير والثناء، فقد أبدعوا إبداعاً يفوق قدرة الخيال في وصف آلام الفراق عند الرثاء، خاصة من حيث المصداقية والحيوية وحرارة اللوعة عند وقوع البلاء أو الإصابة بالضراء أو الابتلاء. ولا بد أن نأخذ هذا القسم بالذات بكل جدية واحترافية من الألف إلى الياء، فمن الظلم أن نمر مرور الكرام على كم هذا الإبداع في هؤلاء الأدباء، ولا بأس إن قلنا إنه من الغباء أن نتغاضى عن تراثٍ كهذا، ونتركه بيد الدخلاء أو الغرباء، ليقوموا بأنفسهم بتحليل تراثنا وتصنيفه كما يشاؤون حد الإفتاء وربما الافتراء! نحن فعلياً الأحق بدراسته من جميع الأنحاء وشتى الأرجاء، وإن كان يسعدنا ويرضي غرورنا العربي أن يقوم غيرنا بتعلم حروف الهجاء، في سبيل فهم ما يقوله العرب أجمعون وبالتحديد الشعراء، فهذا بحد ذاته يعتبر نوعاً فاخراً من الإشادة والإطراء، ولا بأس بأن نتقبل بعض المداخلات وأن نناقش معهم مختلف الآراء، كأن نحاورهم حول أسرار جمال لغة الضاد، فنحن الأكفاء وأهل الوفاء والعطاء. وليس في هذا أي انتقاصٍ لأي أحد أو كِبَرٍ واستعلاء، وإنما فيه أعذب ملامح العروبة الأصيلة وأجمل أطوار الارتقاء، فلا ضير في أن نعين العجم على استيعاب أصالتنا العربية وعراقتنا حد الاكتفاء، وأن نشرح لهم فنون نظم القصيد وأساليب الجمال في الإلقاء، أو أن نغير نظرتهم إلينا ونصحح لهم مجمل الأخطاء، دون أن نترك لهم الجمل بما حمل فتضيع هويتنا وجهودنا هباء.

Eman_Alhashimi13 @

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/jdv4waa8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"