عادي
التفوق والتميّز ثمرة وعي الأهل

إبداع بالفطرة

23:28 مساء
قراءة 4 دقائق
Video Url
1
علي المظلوم

الشارقة: جيهان شعيب

لدور الأسرة أهمية كبرى في توفير بيئة داعمة للأبناء للتعلم، بالتشجيع المتواصل على الاستمرار في الدراسة، وتعزيز القيم الحقة في نفوسهم من الالتزام والمثابرة وحب الوطن والولاء والانتماء لمجتمعهم ودولتهم، وأسرهم، فضلاً عن إشراكهم في الفعاليات المحلية والوطنية، وتوجيههم لفهم أهمية المشاركة المجتمعية الفعّالة، مع توفير الدعم العاطفي والتوجيه اللازمين، لبناء الثقة بالنفس وتعزيز روح الابتكار والإبداع والتفرد.

من هنا جاءت قناعة المقدم علي المظلوم، من القيادة العامة لشرطة الشارقة، وينتمي لأسرة كبيرة تضم رجال العلم والشعر والثقافة والعلوم، بأن يكون سنداً لبناته، وأن ينمي مواهبهن منذ الصغر، واضعاً نصب عينيه، قواعد أساسية تتمثل في الأقوال السامية لقيادة الدولة، وعلى رأسها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأن الشباب هم قوة وعنصر حيوي في تحقيق التقدم والاستدامة، وأنه يجب توفير الفرص والتحفيز لتنمية قدراتهم، وإشراكهم في بناء مستقبل الوطن، وكذا قول صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، إن الشباب أملنا وقوتنا، يجب أن نمنحهم الفرص، والتحفيز، لتحقيق طموحاتهم، وابتكار مستقبل واعد.

من هذه الكلمات السامية ومثيلاتها التي تشكل دافعاً رئيسياً للجميع، بوجوب الاهتمام بالشباب والنهوض بهم، كونهم القوى البشرية المستقبلية الواعدة، سعى المقدم علي المظلوم، منذ سنوات طويلة لتنمية القدرات الأدبية البلاغية لابنته الأولى مهرة، ولاحقاً لتوأمها مها، الطالبتين في «مدرسة ثانوية التكنولوجيا التطبيقية» بعجمان، التابعة لمجلس أبوظبي للتعليم. وجاءت البداية حينما اكتشف موهبة مهرة وقدرتها (16 عاماً)، على التعبير الأدبي ببلاغة لغوية في واجب مدرسي كانت مطالبة به، ومن جملة «أمي كالقمر»، التي دونتها في دفترها الصغير وألحقتها برسم تعبيري مصغّر، إلى إصدارها كتاب باسمها، وطرحه في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وترشيح نفسها للحصول على جائزة حمدان بن راشد.

مها المظلوم

تنمية القدرات

أما القصة، فيسردها المقدم المظلوم قائلاً: «مما لا شك فيه أن دور الأسرة في تزويد المجتمع بأولاد متميزين، يكمن في توفيرها بيئة داعمة لتنمية قدراتهم ومهاراتهم وتوجيههم نحو تحقيق أهدافهم، بتعزيز العلم والتعليم والقيم الأخلاقية في نفوسهم وعقولهم، لتكون نبراساً لهم نحو التقدم والتطور والنمو الواعي والتفاعل الإيجابي، حيث تؤدّي الأسرة دوراً حاسماً في صناعة جيل متميز قادر على تقديم إسهامات مجتمعية إيجابية».

ويؤكد أن الأبناء بشكل عام أمانة لدينا، ولا بدّ أن نبذل جميع الأسباب لتقديم الرعاية بأساليب تربوية صحية، حتى نجني ثمار هذه الرعاية بالطريقة التي نتمناها؛ ومن الطبيعي بدءاً الاستعانة برب العالمين وبالدعاء والتوكل عليه ليوفقنا في التربية. كما من الضرورة العمل على اكتشاف مواهب الأبناء وتقديم الدعم اللازم لهم، وتشجيعهم بالكلمة الطيّبة المحفّزة، البنّاءة والإيجابية، كون ذلك يشكل الانطلاقة الصحيحة لهم في الحياة إجمالاً؛ أما الانتقاد والتقليل من الشأن، فيسهم في إحباطهم ويشعرهم بالسلبية والدونية، ما لا ينتج عنه أبناء يتمتعون بالصحة النفسية ولا يحققون المأمول والمرجو منهم.

ألقاب محفزة

يواصل المقدم المظلوم «اخترت تلقيب بناتي بألقاب محفزة، وتمثلت بوالدي الذي كان قليل الكلام، لكنه ربّانا بالأفعال الحكيمة، على الأصول والروية والتواصل الطيب مع الناس، والمحافظة على صلة الرحم. وكان يغرس فينا مراعاة العادات والتقاليد الأصيلة، من هنا ومنذ عشر سنوات، انتبهت إلى بلاغة ابنتي مهرة، بعبارة عفوية وصفت فيها أمها بالقمر، وألحقتها برسم تعبيري، مختصرة بذلك رؤيتها الكاملة لأمها، فعملت على لصق العبارة مع الرسم على الحائط في غرفتي، لتراها يومياً، لتنمية اعتزازها بنفسها وفخرها بموهبتها في الكتابة البلاغية، وبقدرتها التعبيرية الجميلة، وظللت أردّد لها أنها كاتبة وشاعرة المستقبل، وأنها إن واصلت الكتابة فسأصدر لها كتاباً بجميع ما تكتبه».

وأضاف «مع الوقت ترسخت لديها القناعة بقدرتها التامة على التعبير الأدبي بما يجول بذهنها، وبدأت بالفعل في مواصلة الكتابة، بتدوين عبارات قصيرة معبرة، هي خواطر متنوعة، وكنت أصحّحها لغوياً لها، وحرصت على أن أكون مثل ظلها في دفعها للمواصلة والاستمرار، ومن ثم تعمدت الانسحاب تدريجاً، كابتعاد تربوي، حتى لا تتعوّد الاعتماد على وجودي، وحتى يتكون لديها دافع ذاتي داخلي، لكن طمأنتها بأني لن أبتعد تماماً عن مساندتها، وإنما سأعمل على توجيهها، والإشراف على ما تكتبه».

وتابع «بالفعل كتبت مهرة ألفي عبارة، فأصبح لديها تحدّ بتجميعها في كتاب، وهنا رفضت ثلاث دور نشر التكفل بإصدار الكتاب لقلة عدد الكلمات، فرأينا ذلك تحدياً وفرصة لزيادة العدد، وعادت لمواصلة الكتابة، إلى أن دوّنت خمسة آلاف كلمة، ووفقنا الله في إصدار الكتاب، واختارت له عنوان: «خواطر الأميرة»، وبدأ اسمها يتردد نسبياً، لاسيما أننا طرحناه في معرض الشارقة للكتاب، فضلاً عن عقدها لورش تعريفية عن كتابها، منها ورشة تحت إشراف منى خليفة حماد، عضوة المجلس الوطني الاتحادي. عدا ذلك فمهرة لديها نية بالترشح لجائزة حمدان بن راشد، ولتحدي القراءة العربية.

مهرة المظلوم

دعم متواصل

أما مهرة المظلوم، فتقول إنها تترأس مجلس الطالبات في مدرستها، فضلاً عن فوزها مع شقيقتها التوأم بجائزة المركز الأول في كرة السلة لمدارس ثانوية التكنولوجيا التطبيقية في الدولة، وتحاول بشكل عام إثبات دور الإماراتية، وقدرتها على الإبداع والتميّز، مع المحافظة في الوقت ذاته على أخلاقها وعادات الدولة وتقاليدها. مشيدة بدعم أسرتها المتواصل لها، وتحفيزها على التفوق، وتتمنى أن تصبح مهندسة طاقة متجددة أو كهرباء، لتسهم في تطوير البيئة والمحافظة على نظافتها وتنميتها.

فيما تقول شقيقتها مها، إن لديها موهبة الرسم والكتابة، وحالياً تعدّ لإصدار كتابها الأول، الذي سيضم مجموعة من القصص القصيرة، وإن والديها يعملان على تشجيعها وأخواتها، ويدفعان بهنّ للتفوق والتميز والتفرد، وتعتزم الالتحاق ب«جامعة خليفة»، لتدرس هندسة الهولوغرام، أو التصميم المتعلق بالرسم، لتنمّي موهبتها، آملة بالأسر كافة تشجيع الأبناء، ودفعهم إلى الأمام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/35zefd55

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"