عادي
إبداع إماراتي في التصميم ينطلق إلى العالمية

تجربة ثمينة

23:40 مساء
قراءة 5 دقائق
عزّة برفقة بناتها
عزّة القبيسي مع والدها في مرحلة الطفولة
عزة برفقة والدتها وشقيقاتها أيام الدراسة
أبوظبي: عدنان نجم

أكدت عزة القبيسي، مصممة صناعة المجوهرات والمنتجات والنحت، أهمية دور الأسرة في دعم أفرادها، وتوجيههم نحو الإبداع والابتكار، خصوصاً عندما تضع الأسرة ثقتها في أبنائها، فهي ترى أن والدها أعطاها حرية اختيار المجال الفني الذي تختص به، حتى أصبحت مشغولاتها الثمينة والفنية تعرض في كتب ضمن أهم الأعمال العالمية.

ولفتت إلى أن المرحلة التي نشأت بها كانت تختلف من حيث الأوضاع والإمكانات، عما هي عليه الحال الآن، التي تشهد توافر مراكز متخصصة في الدولة، لاكتشاف مواهب الأطفال والأبناء، في مختلف المجالات الفنية والعلمية وغيرها.

وأكدت أهمية دور الأسرة في دعم أبنائها الروّاد والمبدعين، حيث يوجد فرق بين الأسرة التي تدعم أبناءها، والتي تختلف أوضاعها في توفير هذا الدعم، بحسب المستوى التعليمي والثقافي والمجتمعي، لأن لكل هذه الأمور دوراً كبيراً.

قالت عزة القبيسي: «تجد في الجيل الجديد أن أولياء الأمور متعلمون وحاصلون على درجات جامعية، وقد اختلفت همومهم عن التي كانت لدى أولياء أمورنا في السابق، حيث تتوافر فرص للتعلّم، ودعم المواهب للإبداع والابتكار».

وتضيف: «من التجارب التي عشتها اليوم وجود مراكز في مناطق عدة في إمارة الشارقة، تقدم دورات تخصصية ونشاطات رياضية، ويستقطبون لزيارتها فنانين ومبدعين معروفين، كما توجد غرف تخصصية بمساحات كبيرة، تعطي الفرصة للطالب في اختيار التخصص والمجال الذي يحبه».

وتذكر أن دعم الأسرة المباشر أو غير المباشر مهم، حيث تقول: «جزء كبير من إصراري واستمراري في تجربتي يرجع إلى والدي الذي أعطاني الحرية في اختيار المجال الذي أريد العمل والإبداع فيه، حيث كان يخشى عليّ من عدم النجاح، لكنه منحني الفرصة وجعل القرار لي. ولم أكن لأنجح دون دعم الأسرة ومساندتها حتى وصلت إلى المكانة التي أنا عليها».

وأضافت «محظوظة لأن والدي كان منفتحاً، ليحمّلني مسؤولية نجاحي أو فشلي، وقد يرى بعضهم أن هذا تحدٍّ كبير، وقد لا يقوم بهذه الخطوة، أو يأخذ التخصص الذي يختاره الأهل له، ثم يتجه للتخصص الذي يحبه، وشاهدت نماذج على هذه الشاكلة في الخارج».

فكر جديد

تحدثت عزة القبيسي عن تجربتها في صناعة الجواهر والمعادن الثمينة: «بدأت تجربتي عام 2002، وأواصلها حتى اليوم، وكنت أول فنانة في هذا التخصص، وتمكنت من خلق حركة فنية وفكر محلي جديد في عالم المجوهرات، وأسست قبل 10 سنوات أول مسابقة محلية للجواهر، لإتاحة الفرصة أمام الراغبين في دخول هذا المجال للعمل به والإبداع به والتواصل معهم، لأن هذا المجال كان مقتصراً على التجّار وفئة معينة فقط، ولكن العمل في صناعة الجواهر أصبح متاحاً أمام المصممين للدخول بشكل جديد ومواد مختلفة، منهم الذي تخصص بالألماس أو الفضة أو غيرها».

وعن أهم الأعمال والمشغولات التي قدمتها، قالت «نفذت مجموعات من الجواهر، وكل مجموعة تحمل قصة وانطباعاً خاصاً بي، وقدمت مجموعة «دموع الملائكة»، التي تروي قصص الغواصين، وتعدّ من أهم المجموعات، وعملت على هذه المجموعة عقب حصولي على مجموعة من اللؤلؤ، وبحثت كثيراً عن الغوص لكي أقدمها».

دعم ومساندة

تؤكد عزّة القبيسي أن في بداية مسيرتها لم تتح الإمكانيات والدعم الموجود حالياً، أي قبل 20 عاماً، «حيث كنت أستغرق نحو عامين لعمل معرض فني لاستعراض مجموعاتي من المشغولات، بينما الآن يستغرق الأمر شهرين أو ثلاثة أشهر، حيت كانت الإجراءات في السابق تأخذ وقتاً أطول».

وأضافت: «لم تقتصر تجربتي على الطرق التقليدية، ووصلتني دعوات لتمثيل الإمارات في معارض دولية مهمة، مثل معرض ألف خطوة وخطوة في فنلندا، لكنني لم أجد الدعم لشحن مجموعاتي إلى البلد المنظم».

وقالت «يوجد صندوق مخصص لدعم الفنانين من الجهات المسؤولة والمعنية رسمياً، وأنظمة الدعم للفن التشكيلي، بدأت تتأسس بالشكل المناسب تحت نظم وآليات معينة، وتوجد فرص تتاح أمام الفنانين إلى جانب تعدد المعارض، التي يمكن للفنان المشاركة بها، كما يوجد اليوم هدف لإبراز الفن المحلي والحركة الفنية، وارتفاع عدد المشاركات والمبادرات ووجود جهات تدعم هذه الحركة الفنية النشطة، وقد تضاعف هذا الأمر ما يفوق 10 مرات عما كنا عليه في السابق».

جوائز وتكريم

عن أهم الجوائز التي حصلت عليها، أجابت عزّة القبيسي: «حصلت على جائزة المرأة الإماراتية التي تنظمها دبي للجودة، وهي من أهم الجوائز المحلية، إلى جانب جائزة من المجلس البريطاني، وغيرها من الجوائز التي تبرز إنجازاتي وإبداعاتي». وأضافت: «لا يمكن حصر المعارض التي أشارك بها، لكنها تتراوح بين 10-15 معرضاً سنوياً، محلياً أو دولياً. والمرحلة الراهنة تشهد تنظيم كثير من المعارض والمحافل الفنية في مختلف إمارات الدولة، التي تضم مؤسسات تدعم روّاد الأعمال مثل صندوق خليفة للمشاريع، الذي يوفر الدعم والتمويل لأصحاب المشاريع، ومؤسسات محلية في كل إمارة تدعم روّاد الأعمال أيضاً».

وذكرت أن وجود مسابقات بمستويات مختلفة سواء في المدارس أو الجامعات أو مرحلة ما بعد الجامعات، يعطي فرصة للإضاءة على أصحاب المواهب وتقييم أعمالهم، خصوصاً مع وجود برامج ومحاضرات وورش في المدارس وخارجها لأن الفرص موجودة، وعلى أصحاب المواهب السعي لإثبات قدراتهم وجهودهم.

جوائز المهرجانات

أفادت عزة القبيسي بأنها أصبحت تصمّم الجوائز، مثل «كأس رئيس الدولة للصقور»، وجوائز «مهرجان الشيخ منصور بن زايد لسباق الخيول»، وجوائز «شاعر المليون»، وتقول: «كان لي شرف تصميم وإنتاج هذه الجوائز والكؤوس المهمة في الدولة. كما صمّمت وأنتجت جوائز وكؤوساً لجوائز ونشاطات خارجية، والحمد لله، هذا تكريم أعتزّ به، عبر وضع بصمة وفكر محلّي في فعاليات وأنشطة عالمية، بمعنى أن هذه الجوائز يجري تقديمها في فعاليات تقام خارج الدولة.

بريق العود

قالت عزة القبيسي: «قدمت مجموعة «بريق العود»، عام 2006، وكانت من المجموعات الأولى التي أدخلت بها العود ضمن تصاميمي، وأرّخت عبرها جمال الخامات الطبيعية، وتغيّر العادات والتقاليد، بالتزامن مع التغيرات الاقتصادية، واليوم معظم العود الموجود في الأسواق زراعي، وليس كما كان معروفاً بالسابق، حيث ننتظر عشرات السنوات لتكوّن كسر العود في الأشجار. وكنت أحب أن أنفذ هذه المجموعة لتسرد قصته، وأهميته، وجماله خامة طبيعية».

وأشارت إلى أن أعمالها دخلت في كتب مهمة مثل كتاب «أبرز 100 حلق»، حيث عرض قطعتين صمّمتهما، وكتاب «أبرز 500 حلق»، عرض لها قطعتين أيضاً، واختيرا من بين 7500 قطعة، موضحة أن هذه التجارب تعطي فرصة لوضع الفنان ضمن منظور عالمي أوسع، وأكبر من المنظور المحلي، أو الإقليمي، كما أتاح ذلك لها الحصول على جوائز تقديرية عن تجربتها الفنية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3sx6cyzr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"