عادي

مناظرة غير مسبوقة بين ميلوني ومنافستها.. روما لليمين أم لليسار؟

19:41 مساء
قراءة 3 دقائق

«الخليج» - وكالات

ستواجه رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني التي تتصدر قائمة حزب «فراتيلي ديتاليا» اليميني المتطرف الذي تترأسه في الانتخابات الأوروبية، منافستها الرئيسية إيلي شلاين من الحزب الديمقراطي خلال مناظرة تلفزيونية غير مسبوقة في 23 أيار/مايو على خلفية الجدل حول تنظيم البث العام.

وستبث المناظرة ومدتها ساعة على قناة «راي اونو» التابعة لمجموعة راي العامة للإذاعة والتلفزيون، في صلب الرهانات السياسية منذ تنصيب حكومة ميلوني في تشرين الأول/أكتوبر 2022 والتي تتهمها المعارضة وجزء من هيئات التحرير بالتدخل في البرامج التي تغطي أحداث الساعة.

وستبث الحلقة غير المسبوقة في إيطاليا بين شخصيتين سياسيتين- إحداهما رئيسة الوزراء والثانية رئيسة حزب المعارضة الرئيسي- في برنامج «بورتا بورتا» الذي يقدمه برونو فيسبا نجم قناة الراي منذ ثلاثين عاماً والذي أكد أنه سيضمن حسن تنظيمها.

وقال برونو فيسبا إن ايلي شلاين غير المرتاحة عادة على المنبر مثل منافستها «لديها الشجاعة الكافية لتحدي جورجيا ميلوني».

وميلوني وشلاين مرشحتان عن حزبهما في الانتخابات الأوروبية المقررة في 8 و 9 حزيران/يونيو، لكن لن تنضم أي منهما إلى البرلمان الأوروبي، الأولى لتضارب المناصب، والثانية لأنها تريد البقاء نائبة.

وتعود أهمية المناظرة لعداوتهما السياسية وتنافسهما الشخصي.

الأولى ذو الأصول المتواضعة تبلغ من العمر 46 عاماً، وهي من مؤسسي حزب فراتيلي ديتاليا الذي يجعل من مكافحة الهجرة أولوية برنامجه.

الثانية البالغة من العمر 39 عاماً تتحدر من عائلة مثقفة وتمثل الجناح اليساري للحزب الديمقراطي.

وبينما تقود ميلوني حملتها تحت عنوان «إيطاليا تغير أوروبا»، تدين شلاين تفكك نظام الصحة العام والتأخير في ضمان العلاج للمرضى وسوء توزيع المراكز الطبية على المناطق.

«سيطرة ميلوني على التلفزيون»

قبل أقل من شهر من الانتخابات التي ستجرى في إيطاليا في الثامن والتاسع من حزيران/يونيو، يهيمن حزب فراتيلي ديتاليا إلى حد كبير في استطلاعات الرأي وحصل على 27% من نوايا التصويت مقابل 20% للحزب الديمقراطي.

في ستراسبورغ ينضوي حزب فراتيلي ديتاليا ضمن كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين مع حزبي فوكس الإسباني والاسترداد الفرنسي.

وينتمي الحزب الديمقراطي إلى التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين مع رافائيل غلوكسمان الذي يتصدر قائمة الحزب الاشتراكي في فرنسا.

وكانت المفاوضات لتنظيم المناظرة التلفزيونية شاقة، بحسب فريقي الزعيمتين. وتنتقد إيلي شلاين منذ أشهر تدخل تحالف ميلوني في مجموعة راي وتتهمها بأنها حولتها إلى «مكبر صوت الحكومة».

لكن مصادر مقربة من شلاين، قالت للصحافة إن «ميلوني بوصفها رئيسة الوزراء طالبت بأن تبث المناظرة على قناة راي ورفضت دراسة خيارات أخرى».

استقلالية «راي»

التي تبلغ نسبة جمهورها 39% في إيطاليا - كانت دائماً موضع نقاش، بحيث اتهم اليمين اليسار لفترة طويلة بالسيطرة على البث العام. ويتم تمويل راي جزئياً من الرسوم ويشرف عليها رؤساء يعينهم منذ فترة طويلة مسؤولون سياسيون. لكن مع وصول ميلوني إلى السلطة، تزايدت المخاوف.

وبحسب صحفيين تحدثت إليهم وكالة فرانس برس، استبعد بعضهم، لا سيما في البرامج الاستقصائية، وتمت إعادة برمجة التقارير أو التحقيقات المتعلقة بأعضاء الأغلبية أو تم حجبها، وتمت ترقية محررين أو محللين أكثر تأييداً للحكومة.

وقالت إنريكا أغوستيني الصحفية التلفزيونية في قناة راي الإخبارية أمام رابطة الصحافة الأجنبية في روما: «أعمل في قناة راي منذ 20 عاماً، لكنني لم أشعر قط بمثل هذا القدر من الضغوط أو ألاحظ رقابة مماثلة».

ونظم العديد من الصحفيين إضراباً لمدة 24 ساعة هذا الأسبوع تلبية لدعوة نقابة أوسيغراي التي تمثل 1600 صحفي من أصل 2000 صحفي في النقابة. لكن آخرين ينتمون إلى نقابة أونراي التي تم إنشاؤها مؤخراً وميولها يمينية، قاموا ببث النشرات.

وكتب حزب فراتيلي ديتاليا الجمعة، على إكس: «سيطرة ميلوني على التلفزيون من نسخ خيال اليسار».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ysarfm8u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"