عادي

«الثقافة والعلوم» و«شمس» تناقشان الحكاية في صناعة المحتوى

17:23 مساء
قراءة 6 دقائق
من اليمين رشاد بوخش، د. صلاح قاسم، منى عبدالله، مريم الزعابي، عائشة سلطان، د. خالد المدفع، بلال البدور، محمد حسن أحمد، فجر قاسم علي، علي الشريف
محمد المر متحدثاً
عائشة سلطان تتوسط من اليمين مريم الزعابي ومنى عبدالله ومن اليسار محمد حسن أحمد وفجر قاسم علي
  • محمد المر: على المسرح والسينما الإماراتية الاستعانة بنصوص عالمية
  • عائشة سلطان: ورش الكتابة الإبداعية بدأت في أمريكا منذ الستينيات
  • محمد حسن: الورش تساعد في حل أزمة كاتب النص الإماراتي

عقدت ندوة الثقافة والعلوم، بالتعاون مع مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، أمسية بعنوان «الحكاية في صناعة المحتوى»، بحضور محمد المر، رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، ود. خالد المدفع، رئيس المدينة، وبلال البدور، رئيس مجلس إدارة الندوة، ود.صلاح القاسم، المدير الإداري، وجمال الخياط، المدير المالي، وعلي الشريف، والمهندس رشاد بوخش، عضوَيْ مجلس الإدارة، ود.عبدالخالق عبدالله، ود.عبدالرزاق الفارس، والفنان ناجي الحاي، والإعلامي جمال مطر، ونخبة من المهتمين.

أدارت الأمسية الكاتبة عائشة سلطان، عضو مجلس إدارة الندوة، مؤكدة أن «كتابة النص الأدبي، أو النص الذي يتحوّل لاحقاً إلى عمل درامي سينمائي أو تلفزيوني واحدة من هموم تلك الصناعة، فهناك دائماً أزمة نص، وتحال لعدم وجود كتّاب، وذلك في كثير من الدول، وليس دول الخليج أو الدول العربية فقط».

وأضافت أن «الكتّاب على مدار مسيرة الأدب والدراما حاولوا الاعتناء بتلك النقطة، وهي كيفية إيجاد كتّاب وصقل مهاراتهم ومواهبهم ليكملوا طريقهم في عالم كتابة النص، ولذلك الأساس هو البحث عن الموهبة وصقلها، وتركز الأمسية على أهمية الحكاية في صناعة النص أو المحتوى، علماً بأن ورش الكتابة الإبداعية قد بدأت في أمريكا منذ ستينيات القرن الماضي، وفي السبعينيات كانت هناك محاولات دؤوبة لعمل ورش كتابة إبداعية، وخرجت تلك الورش بأن هناك شباباً يعرفون تقنيات الكتابة، ولكن ليس لديهم ما يقولونه؛ لذلك فالحكاية هي الأصل في تقبل الجمهور للعمل».

وتساءلت عائشة سلطان: «كيف بدأت غرفة الكتابة، والتي وصلت إلى ما يقارب 40 ورشة، ونجحت بعض مخرجاتها من نصوص أن تجد طريقها للدراما؟».

وذكر السيناريست والكاتب محمد حسن أحمد، أن «انطلاقتي كانت مع السينما، التي كانت تنظر إلى الحكايات الإماراتية الموجودة، وكان التلفزيون أكثر حضوراً، وأن مع بداية صناعة السينما، كان الجميع يعمل في الإخراج، ولم يكن يوجد من يكتب السيناريو، ولذلك اتجهت لكتابة السيناريو لما يقارب 22 عاماً، ومع انتشار صناعة السينما منذ زمن المجمع الثقافي في أبوظبي، ومهرجانات السينما في أبوظبي ودبي، كنت أجد أن هناك حكايات، ولكن من يكتبها، لذلك كانت فكرة غرفة الكتابة لاكتشاف وتطوير المواهب والقدرات في هذا المجال».

وأضاف أنه قدّم العديد من الورش في مهرجان الدوحة للأفلام، وهيئة الأفلام السعودية، «وكانت هناك فكرة لعمل ورش دائمة في الإمارات، وكانت الانطلاقة مع «شمس» التي تبنّت مشروع حكاية «غرفة الكتابة» الذي يهدف إلى اكتشاف المواهب وإعطائها الفرصة لتطوير مهاراتها في كتابة السيناريو، والعمل على استراتيجيات مستدامة في الصناعة، من خلال تأهيل وتدريب كتاب للمحتوى».

ويقدّم المشروع عدداً من الورش التي تهدف إلى جذب أصحاب المواهب والطامحين إلى دخول عالم كتابة السيناريو، ومن خلال غرفة الكتابة يتم معالجة وتطوير كتابة النصوص، مثل: معالجة النصوص، والمعالجة الدرامية للنصوص (السيناريو)، والقراءة الفنية للنصوص، وجلسات تطوير النصوص.

وأكد حسن أن الكتابة منطقة إبداعية ومهنية، وأن ورش الكتابة تحاول أن تساعد في حل أزمة كاتب النص الإماراتي بشكل خاص، ومن المهم أن تكون هناك حاضنة لتقود تلك القدرات والمواهب لطريقها الصحيح.

ولفت إلى أن هناك كثيراً من المناطق التي لم يكتب عنها؛ لذلك لابد من جرأة الطرح، مؤكداً أن هناك طاقات إماراتية في كثير من المجالات، ولكن إنتاج الدراما محدود. والدراما بحاجة إلى مزيد من الدعم والانتشار، ولذلك وجود الحاضنات مهم، فالمبدع الإماراتي موجود، لكنه بحاجة لدعم ورعاية في العمل الثقافي والفني.

وأشار فجر قاسم، مستشار قطاع تطوير الإعلام في «شمس»، إلى أن «هناك الكثير من الورش، ولكن من يدخل منتسبيها لسوق العمل، هذه هي الإضافة التي تقدمها المدينة، وهي تأهيل الشباب، والتواصل مع شركات الإنتاج لترويج وبيع إنتاجهم من النصوص، على أن يتحلى بالمهنية والاحترافية لسهولة الترويج والبيع، تشجيعاً للكاتب والمواهب من الشباب، ولضمان استمرارية إنتاجهم الإبداعي».

وأضاف فجر قاسم أن المدينة في عام 2019 تبنّت مشروع «التجربة الفنية الإماراتية»؛ بهدف إعطاء فرصة لشباب الإمارات الذين يرغبون في العمل بمجال صناعة الأفلام، وكان هناك 30 فريقاً من 2500 من أبناء الإمارات، وبعد تصفية المتدربين أصبح هناك 50 متدرباً في مجالات صناعة الأفلام، وكانت هناك مخرجات سينمائية مبشرة.

ونوّه فجر بأن «في ورش الكتابة يتم اختيار أربعة إلى خمسة أشخاص؛ للمشاركة في جلسات العصف الذهني التي تستمر لخمس أو ست جلسات، يتم فيها تداول الأفكار، ووضع تصور للمسلسل من خلال الحبكة الدرامية والشخصيات المقترحة واختيار الزمان والمكان. بعد الانتهاء من العصف الذهني يتم اختيار كاتبين اثنين لكتابة المسلسل الذي يتكون من ست إلى ثماني حلقات».

وأشار إلى أن «من الموسم الأول إلى الثالث الحالي تم كتابة سيناريو 11 مسلسلاً، ستباع إلى شركات الإنتاج المحلية والإقليمية. وتم تقديم ما يقارب 40 ورشة للجهات الحكومية والجامعات والجمهور العام، فالمواهب الإماراتية في جميع المجالات موجودة، لكنها بحاجة للاحتضان للدخول لسوق العمل».

وذكرت منى الملا، مشاركة في غرفة الكتابة، كتبت مسلسل اسمه الجائزة من 8 حلقات مع مجموعة كتاب في شمس، تعمل في دبي الإنسانية تخصص إدارة أعمال، ورغم بعد وظيفتها عن الكتابة، إلا أن الكتابة شغفها الأكبر، فهي تكتب مقالات أدبية واجتماعية وقصصاً قصيرة، ورغم مشاركتها في العديد من الورش في كتابة المحتوى، إلا أن ورشة «شمس» كانت المنعطف الذي غيّر حياتها؛ لأنها تدعم أفكار الشباب وتحوّلها إلى واقع ملموس من خلال شعار «ولنا في الخيال حياة»، وتعلمت أن الحكاية هي العمود الفقري لأي سيناريو، وهي الهيكل الدرامي الذي يبني الحبكة، ويؤدي إلى تماسك النص وجذب الجمهور، فالحكايات تلعب دوراً محورياً في تشكيل هوية الشعوب ونقل تراثها الثقافي. وبناء الجسور بين الثقافات، وهي الأساس الذي يبني عليه السيناريو، وبدونها يفقد التوجيه والتماسك، ما يؤدي إلى تجربة مشاهدة ضعيفة وغير ممتعة.

وأشارت إلى أن الكتّاب الشباب يتميزون بروح الابتكار والتجديد، ويعكسون في حكاياتهم التحديات والآمال التي يعيشونها، يُسهمون في إضفاء نكهة جديدة على الأدب الحديث، بفضل وجهات نظرهم الفريدة وتجاربهم الشخصية، مما يُسهم في بناء مجتمع ثقافي نشط ومؤثر.

وذكرت مريم الزعابي، كاتبة روائية، وانضمت لمجموعة فريق منذ دورته الأولى، وشاركت في فرق عدة، وفاز فريقها بالمرتبة الرابعة في الكتابة، وكانت ورش الكتابة في «شمس» أكثر داعم للكتابة السينمائية، وكانت «شمس» بوابة عبور لعالم الكتابة والسينما والدراما.

وأضافت أنه تم ترشيحها لكتابة مسلسل من 30 حلقة، وجارٍ تسويق المسلسل، وتجربتها في كتابة السيناريو أتاحت لها فرصة أوسع للتعامل مع عدد من المنتجين، سواء داخل الإمارات أو خارجها، وهذا ما أتاحته لها تجربتها في ورش الكتابة، مشيرة إلى أنها حاولت تحويل إحدى رواياتها لمسلسل، ولكن تم تأجيل العمل.

وأجمع المشاركون أن «على القنوات المحلية دعم الدراما الإماراتية، وزيادة عدد المنتج منها، باعتبارها القوة الناعمة التي تقدم الهوية الإماراتية، في ظل وجود طاقات ومواهب شابة بحاجة إلى مزيد من الدعم والاحتضان، باعتبار أن المنافسة أوسع، ليس على المستوى العربي فقط، لكنّ هناك إقبالاً وشغفاً من نسبة كبيرة من المشاهدين لمتابعة الدراما غير العربية، وأنه إذا كانت هناك أزمة نص درامي، فهناك عديد من الأعمال الأدبية من رواية وقصة قصيرة من الممكن أن تكون نواة درامية ناجحة».

الاستعانة بنصوص عالمية

عقّب محمد المر بأنه سعيد بفكرة مشروع «كتابة»، وأشار إلى «الكاتب المعروف نجيب محفوظ، والذي كان يكتب الرواية فقط، لكن في مشروع فيلم «جعلوني مجرماً» طلب منه الفنان فريد شوقي أن يكتب سيناريو الفيلم، وكانت هذه المرة الأولى لنجيب محفوظ في كتابة السيناريو لمدة 6 أشهر، وفي نهاية المشروع رفض تقاضي مستحقاته، باعتبار أن ما قدمه بمثابة فترة تعلم فن كتابة السيناريو، وهو ما أفاده على مدار تجربته في كتابة حوالي 40 سيناريو في تاريخ السينما العربية».

وأكد المر أن «كتابة السيناريو فن له قواعد، ولذلك استفاد المسرح والسينما المصرية في البدايات من الأعمال الفرنسية والأجنبية، وإعادة تمصيرها، وكانت ناجحة لدرجة كبيرة، وكانت تلك عبقرية إعادة كتابة السيناريو والتي أتاحت الفرصة لبروز عدد كبير من كتاب السيناريو المصريين».

وأشار إلى أن «المسرح الإماراتي في أغلبيته يعرض مشكلات اجتماعية متعلقة بغلاء المهور أو الغوص، وأنه أتى لمجموعة من المسرحيين بنص مسرحية «على جناح التبريزي»، وأعيدت كتابتها بصيغة محلية وعرضها، ولاقت نجاحاً كبيراً، لذلك على المسرح والسينما الإماراتية الاستعانة بنصوص عالمية، وإعادة كتابتها وعرضها؛ حتى تكون الانطلاقة بنصوص قوية، وتستمر، لأن هناك مخرجين وممثلين وكوادر فنية جيدة وتستحق المشاهدة والمتابعة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4a8xf3x4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"