عادي

مدرسة باكستانية للصمّ تعيد لتلاميذها الأمل بالحياة

19:32 مساء
قراءة دقيقتين
أطفال داخل المدرسة

في ظل صمت لا يكسره سوى صوت المراوح، يتعلّم تلاميذ في مدرسة باكستانية مخصصة للصمّ كيفية التواصل لإضفاء معنى لحياتهم، فيحرّكون أياديهم وكأنّهم يؤدون رقصة باليه، فيما تظهر الابتسامات على وجوههم.

ومن بين أكثر من مليون باكستاني أصمّ في سن الدراسة، يذهب أقل من 5% إلى المدرسة، وتنخفض هذه النسبة لدى الفتيات. وفي غياب أي لغة للتعبير عن أنفسهم، يتعرّض كثيرون للتهميش من المجتمع أو حتى من عائلاتهم.

وفي لاهور (شرق)، يقوم برنامج «ديف ريتش» الخاص بتدريس لغة الإشارة بالإنجليزية والأردية لأكثر من 200 تلميذ، يتحدّر معظمهم من بيئات مهمشة.

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، تقول قرة العين، وهي تلميذة صماء تبلغ 18 سنة دخلت المدرسة قبل عام: «ثمة خلل كبير في التواصل (في باكستان)، إذ لا يُدرك الناس عموماً لغة الإشارة».

وداخل صفوف أبوابها مفتوحة ويخيّم فيها الصمت، تسود أجواء من الأمل بالحياة. وتتخلل التفاعلات مع المدرّسين، وكثير منهم صمّ أيضاً، ابتسامات عريضة. ولكل شخص حاضر اسم بلغة الإشارة، غالباً ما يرتبط بإحدى سمات مظهره الخارجي.

ويتعلّم التلاميذ الأصغر سنّاً باستخدام العناصر المرئية؛ إذ يتم ربط كلمة وإشارة بصورة ما. وعندما يصعد كل تلميذ إلى اللوح، يوجّه الحاضرون إبهامهم إلى الأسفل عندما تكون إجابته خاطئة، بينما يقومون بإشارة التصفيق التي تتمثل في دوران الأيادي حول نفسها، عند الإفادة بإجابة صحيحة.

ويُحرَم الصمّ من اللغة في عدد كبير من البلدان. ويشير اتحاد الصمّ العالمي إلى أنّ 80% من 70 مليون أصمّ في العالم لا يحصلون على التعليم.

وفي باكستان التي تصل نسبة الأمية فيها إلى نحو 40%، يُتاح التعليم للصمّ بشكل محدود.

وفي المدارس العادية، قد يتعرّض هؤلاء للتنمّر والمضايقة وسرعان ما يُصابون بالإحباط. وفي المدارس الرسمية المخصصة للصمّ، لا يُفرَض تدريس لغة الإشارة الباكستانية الموحّدة في البلاد.

وتختلف لغة الإشارة بين بلد وآخر؛ إذ لكلّ منها ثقافة واختلافات معيّنة.

وفي باكستان قوانين ضد التمييز المرتبط بالإعاقات. ويقول مدير العمليات في المؤسسة التي وضعت برنامج «ديف ريتش» دانيال مارك لانثير: «شهدنا على مر السنين تغيراً كبيراً في العقلية».

ويضيف، «في السابق، لم يكن الناس يظهرون أبناءهم الصمّ إلى العلن لخجلهم من وضعهم، كما لو أنّ الصمم علامة على العار. أما راهناً، فباتوا منفتحين ويطالبون بتعليمهم وتوفير فرص عمل لهم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5yzsbmxn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"