الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
أُطلق اسم مسار دارلينجتونيا على الطريق في كاليفورنيا نسبةً للمستنقع المحيط به، والذي يعج بنباتات دارلينجتونيا كاليفورنيا، وهي نباتات إبريقيه لاحمة تُعرف بلقب «زنبق الكوبرا»، نظراً لشكلها الذي يحاكي الكوبرا في وضع الهجوم، وتقوم هذه النباتات باصطياد الحشرات، التي تُعد مصدرها الرئيسي للنيتروجين.
عند الوصول إلى الرصيف الأول على الطريق، يمكن مشاهدة المستنقع في ذروة ازدهاره، إذ يكون مغطى بمئات من نباتات الإبريق المدهشة، وبعضها يتفتح بأزهار زاهية، وعلى بعد بضعة أميال من المستنقع، يتدفق نهر يُعرف باسم سميث، كما تغطي المنطقة معادن تُدعى «السربنتين»، والتي تمنح نهر سميث لونه الأزرق والأخضر البراق، إذ تسهم عملية التجوية «السربنتينية» في إطلاق المغنيسيوم والسيليكا والحديد في التربة، ما يقلل من مستويات الكالسيوم والبوتاسيوم والألمنيوم وذلك للحصول على النيتروجين والفوسفور اللازمين للنبتة، بالإضافة إلى ذلك تعتمد النباتات على مصدر بديل: الحشرات.
تطورت نباتات الإبريق لتفرز رحيقاً يجذب الذباب والنمل والعناكب، والخنافس، والفراشات، والعث، إذ تدخل الحشرات إلى داخل النبات وتنزلق إلى أسفل المريء الطويل الشبيه بالبوق، في حين تُحبس في القاع وتغرق وتتحلل ببطء، ما يتيح للنبات استهلاكها، وفيما يخص المعادن، شهدت المنطقة استخراجاً مكثفاً خلال وبعد فترة حمى الذهب في كاليفورنيا، وعلى طول الطريق، يمكن رؤية عمود منجم استكشافي، ربما حُفر لاختبار المعادن المناسبة للاستخراج والتنقيب، وعلى الرغم من عدم العثور على شيء ذي قيمة هنا، فإنّ المنطقة أنتجت الذهب والكروميت والنحاس.
