كنوز إفريقيا.. لمن؟

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

وليد عثمان

الموارد المتنوعة في إفريقيا ليست اكتشافاً تبني عليه معظم القوى الكبرى في العالم مستقبل علاقاتها مع القارة السمراء التي بقيت طويلاً مستعمرات تعطي مكرهة كل خيراتها لأوروبا.

وحتى بعد تحرر دول القارة من الاستعمار العسكري، اتخذ التنافس على البقاء والنفوذ فيها أشكالاً جديدة، وكانت الغلبة فيه لفرنسا والولايات المتحدة، غير أن ما يسميه المراقبون تحرراً جديداً أو تمرداً على الدولتين أضاء مجدداً على ما تنعم به إفريقيا من كنوز وسعي قادتها الجدد إلى علاقات مع العالم على أسس عادلة تفيد كل الأطراف.

المصالح مرتكز أبدي ومقبول في كل العلاقات السياسية، لكن طرق إدارة هذه المصالح تتباين، وأجداها هو ما يبعد عن استئثار طرف بكل المنافع وحرمان الآخر منها. ولعل هذا هو المفهوم الجديد الذي تدير به القوى الكبرى في العالم علاقاتها مع إفريقيا، بعد الخروج شبه النهائي لفرنسا وأمريكا منها إثر التغيرات السياسية المتلاحقة في عدد من دولها.

الصين قد تكون الأكثر تطبيقاً لمفهوم المنافع المشتركة مع إفريقيا وتؤسس لمصالح متينة بينهما منذ عقود، وكذلك تفعل دول عربية إفريقية وآسيوية، وتنشط روسيا لتعزيز وجودها في القارة السمراء. وفي هذا الإطار، تتحرك كوريا الجنوبية للاستفادة من الموارد المعدنية الغنية الموجودة في إفريقيا والتوسع في أسواقها التصديرية الشاسعة. وتحرص كوريا الجنوبية على تأكيد أن إفريقيا تمثل «شريكاً حيوياً» لها لتحقيق مزيد من التقدم في المجال الصناعي، وأن «التعاون مع إفريقيا ليس خياراً بل ضرورة»، حسب كيم تاي-يو نائب مستشار الأمن القومي الكوري.

بهذه القناعة، تستضيف كوريا الجنوبية قمة مع زعماء 48 دولة اليوم، وتخطط لتقديم المساعدة في مجالي البنية التحتية الصناعية والتحول الرقمي باستضافة قادة الأعمال فيها غداً، قمة أعمال تركز على الاستثمار والتنمية الصناعية والأمن الغذائي. وينتظر توقيع اتفاقيات ترسي أساساً للتجارة والاستثمار الكوريين مع عدة دول إفريقية، مما سيسهم في إنشاء البنية الإدارية اللازمة لتعزيز التجارة الحرة وتطوير نظم إدارة الجمارك. وكذلك يتضمن جدول الأعمال المساعدة في مجال التكنولوجيا الزراعية وخطط للتعاون في مكافحة تغير المناخ.

كل ذلك يعبر، وفق المسؤول الكوري، عن الإيمان بأن «الأهمية الاستراتيجية لإفريقيا باتت أكبر من أي وقت مضى»، بالنظر إلى أنها تمثل سوقاً واسعة وسريعة النمو تضم 1.4 مليار شخص، غالبيتهم في سن 25 عاماً أو أقل.

في الأثناء، بدأ سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أمس، جولة في إفريقيا غايتها تعزيز نفوذ بلاده فيها. وأحد الأهداف ضمان الحصة الروسية من ثروات القارة السمراء بالتعاون مع القادة الجدد لبعض بلدانها الذين انقلبوا على الوجودين الفرنسي والأمريكي ويسعون إلى تنويع مسارات علاقاتهم مع الغرب على قاعدة المصالح المشتركة.

ويلتقي هؤلاء مع قناعة روسيا بأهمية إنشاء نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب ومحاربة «الاستعمار الجديد».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mv3mdccw

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"