عادي

«الكواليس والدلالات».. القصة الكاملة للهجوم على السفارة الأمريكية في لبنان

15:50 مساء
قراءة 3 دقائق

ألقى حادث تعرض السفارة الأمريكية في عوكر بلبنان لهجوم مسلح، بظلاله على الشارع اللبناني، وسط ردود فعل واسعة، سواء من قبل المسؤولين أو الرأي العام هناك، مع تكشف مزيد من التفاصيل حول ملابسات الحادث النادر، ومن بينها أن السفيرة ليزا جونسون ليست موجودة لبنان.

العديد من وسائل الإعلام اللبنانية، عبرت عن خشيتها من وقوع البلاد رهينة للاحتمالات المفتوحة عقب الحادث، وسط قلق الشارع من حدوث اضطرابات أمنية خطيرة تفاقم من صعوبة الظروف الحالية، في ظل التطورات الميدانية التصعيدية.

هجوم رباعي

مصادر أمنية في لبنان أكدت أن قوات الجيش تمكنت من إطلاق النار على المشتبه فيه في محيط السفارة، وقامت بتوقيفه على الفور، فيما لم تكشف حتى اللحظة عن دوافعه لارتكاب الحادث.

وتظهر المشاهد المتداولة مهاجماً ملطخاً بالدماء يرتدي سترة سوداء مكتوب عليها كلمات باللغة العربية والأحرف الأولى باللغة الإنجليزية «I» و«S»، في إشارة إلى تنظيم «داعش» الإرهابي.

وبحسب وكالة أسوشييتد برس فإن أربعة مهاجمين شاركوا في الهجوم على السفارة الأمريكية، حيث استقلوا سيارة، وقام ثلاثة منهم بإطلاق النار، بينما كان الرابع يقود السيارة. وتمكنت قوات الأمن من قتل أحد مطلقي النيران، فيما أصيب الثاني الذي تم اعتقاله، بينما تمكن الثالث من الفرار ويبدو أن قائد السيارة هو الآخر تمكن من الهرب، وهو ما لم تؤكده إي رواية رسمية.

الحادث أسفر عن إصابة أحد حراس أمن السفارة، إضافة إلى أحد المهاجمين الذي أصبح في عهدة الجيش اللبناني بعد اعتقاله.

بدوره؛ قال الجيش اللبناني إن أحد مطلقي النار على السفارة الأمريكية والذي تعرض للإصابة يحمل الجنسية السورية، وبعد توقيفه تم نقله لتلقي العلاج في أحد المستشفيات، فيما كثفت قوات الجيش وجودها في محيط السفارة بعوكر، وتُجري عمليّة تفتيش في المنطقة المحيطة، بحثاً عن المهاجم الهارب وتأمين الأوضاع.

من جهتها؛ كشفت السفارة الأمريكية أنّه «عند الساعة 8:34 صباح اليوم الأربعاء جرى الإبلاغ عن إطلاق نار من أسلحة خفيفة قرب مدخل السفارة»، مؤكدة أنه «بفضل ردّ الفعل السريع للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والفريق الأمني للسفارة أصبحت منشآتنا وفريقنا آمنين»، وقالت إن: «التحقيقات جارية، ونحن على اتّصال وثيق بالسلطات المعنيّة في البلد المضيف».

وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي اجتماعاً عاجلاً بوزير الدفاع الوطني موريس سليم، وكذلك أجرى اتصالات شملت قائد الجيش العماد جوزف عون وقادة الأجهزة الأمنيّة، وكذلك أجرى اتّصالاً بالمعنيّين في السفارة، للاطمئنان على الوضع وعلى العاملين فيها، نظراً إلى وجود السفيرة ليزا جونسون خارج لبنان، وفق صحيفة النهار المحلية.

قوى سياسية لبنانية من بينها، التيّار الوطني الحرّ، تفاعلت مع الحادث، حيث حضت القوى الأمنية والعسكرية على استكمال عملية الملاحقة وكشف الملابسات وحقيقة ما حدث شكلاً وتوقيتاً، مؤكدة رفضها المطلق لأن يكون لبنان ساحة اختبار أو صندوق رسائل لأي جهة كانت، داخلاً أو خارجاً.

دلالات التوقيت

ويرى مراقبون أن توقيت الهجوم يحمل دلالات بعينها، إذ يأتي عقب إطلاق الرئيس الأمريكي جو بايدن مبادرته بوقف إطلاق النار في غزة، وكان هناك طرف يريد إرسال رسالة برفض تلك المبادرة، إضافة إلى قرب زيارة قائد الجيش اللبناني إلى الولايات المتحدة، وفق ما أفاد النائب السابق فارس سعيد.

كما ربط محللون بين ما يجري من تصعيد على الحدود اللبنانية وحادث السفارة، وأشاروا إلى احتمال كبير بضلوع تنظيم داعش الإرهابي في الحادث.

ولم يكن هذا الحادث هو الأول من نوعه، فقد تعرض مبنى السفارة الأمريكية في التاسع من سبتمبر العام الماضي لإطلاق نار، وبعد خمسة أيام توصلت الأجهزة الأمنية لهوية الجاني الذي يحمل الجنسية اللبنانية، وتوقيفه في عملية نوعية خاطفة في الضاحية الجنوبية لبيروت، لكنه قال في التحقيقات إن دوافعه كانت شخصية، بناء على حادث وقع معه من قبل السفارة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycw3tzk8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"