عادي

جامعات المنطقة الشرقية.. هدية سلطان لأبنائه

00:59 صباحا
قراءة 7 دقائق
سلطان يتوسط الحضور خلال حفل في أكاديمية الشارقة للنقل البحري (أرشيفية)

الشارقة: «الخليج»

ثمّن طلبة وأولياء أمور من مدن المنطقة الشرقية في مدينة خورفكان ومدينة كلباء ودبا الحصن والمناطق المجاورة، حرص صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على إنشاء سلسلة من الجامعات والصروح العلمية من مؤسسات التعليم العالي الرائدة، في مختلف مدن المناطق الشرقية، لينعم الطلبة بتعليمهم الجامعي، وليضع بين أيديهم نخبة من التخصصات العلمية الحديثة بالقرب من أسرهم ومساكن ذويهم، لتوفير الجهد والوقت وعناء الانتقال إلى المدن الكبيرة كما كان في السابق.

وقد افتتح سموّه، خلال السنوات الأخيرة «أكاديمية الشارقة للنقل البحري» في خورفكان، وأتبعها بافتتاح «جامعة خورفكان»، ومكملاً لهذه المشاريع التعليمية العملاقة بافتتاح «جامعة كلباء» لتستقبل طلبتها من أبناء كلباء والمناطق المجاورة لها.

الصورة

قال الدكتور أحمد إبراهيم الشماع، مدير جامعة خورفكان «أسّست جامعة خورفكان وفق مرسوم سام من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في السادس من يونيو عام 2022، وتزامن تأسيس الجامعة مع إطلاق كلية جديدة فريدة، وهي «كلية علوم البحار» والأحياء المائية بالشراكة مع جامعة إكستر البريطانية، مع الكليات الأخرى في الجامعة وهي الآداب والعلوم، وتقنية المعلومات، والشريعة والقانون وإدارة الأعمال».

وتضم الجامعة، منذ تأسيسها في يونيو 2022، نحو 1400 طالب وطالبة في مختلف التخصصات العلمية، وتطرح تخصصات البكالوريوس، وبرامج الدراسات العليا بما يوائم استراتيجية دولة الإمارات 2030.

وبيّن أنه، في ظل توجيهات صاحب السموّ رئيس الجامعة، تسعى إلى التحول إلى بيئة جامعية رقمية، بالسعي إلى التحول الرقمي والانتقال من بيئة العمل التقليدية إلى بيئة عمل رقمية ومُستدامة، وتجلت مظاهر هذا التحول في استخدام برنامج ERP، لإنشاء قاعدة بيانات رقمية تربط جميع إدارات وكليات الجامعة بنظام رقمي موحد، وهو «تخطيط موارد المؤسسة»، و(إنشاء مركز الاستدامة للحفاظ على بيئة تعليمية مستدامة تماشياً مع توجهات الإمارة).

وأشار إلى، البرامج المستقبلية التي تتوجه جامعة خورفكان إلى إنشائها وهي: الدكتوراه في التاريخ والقانون البحري، وبرامج الماجستير في إدارة الأعمال والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وإنشاء مركز البحوث البحرية وهو الأول في العالم، ومختبر العلوم الجنائية، وعدد من المشاريع المستقبلية الأخرى.

الصورة

الريادة التعليمية في كلباء

تأسست جامعة كلباء في 26 يونيو عام 2023، تحت رعاية صاحب السموّ حاكم الشارقة، رئيس الجامعة، لتكون إحدى المؤسسات التعليمية الرائدة في المنطقة، حيث تسعى إلى توفير بيئة تعليمية ممتازة ومتطورة للطلاب والمجتمع.

ووفقاً للدكتور سيف القايدي، مدير الجامعة «تتكون الجامعة من أربع كليات رئيسة وهي: الآداب والعلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، والقانون، وإدارة الأعمال، وعلوم الرياضة، وتطرح هذه الكليات مجموعة واسعة من البرامج الأكاديمية المعتمدة أكاديمياً من وزارة التربية والتعليم.

وتتميز الجامعة ببيئة تعليمية حديثة، تضمّ مرافق علمية متطورة تشمل، المختبرات العلمية المزودة بأفضل الأجهزة والتقنيات التي توفر فرصاً تعليمية متنوعة، هدفها تحقيق التميز الأكاديمي وتنمية قدرات الطلاب، بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل والمجتمع. مع وجود هيئة تدريسية متميزة بخلفيات علمية متنوعة تسهم في خلق التفاعل العلمي المنشود الذي يحقق أعلى درجات الإنجاز الأكاديمي، ويضمن تطوير مهارات الطلاب لتحفيزهم على التعلم الذاتي لمواجهة المستقبل وتحدياته.

يوسف المنصوري

تعزيز التميز في التعليم

وبيّن الدكتور القايدي، أن أهم ما يميز جامعة كلباء، برنامج البكالوريوس في تخصص التربية البدنية والعلوم الرياضية الذي تطرحه كلية علوم الرياضة، وهو مخصص لتعزيز التميز في التعليم والبحث والممارسة المهنية في التربية البدنية وعلوم الرياضة.

ولفت إلى الإعلان أخيراً، عن فتح باب القبول والتسجيل للبرنامج لفصل الربيع من عام 2024، وتفخر الجامعة، بأن هذا البرنامج هو الأول في الدولة، وصمم بالشراكة مع «جامعة موناش» التي تعد واحدة من أعرق مؤسسات التعليم العالي في أستراليا والعالم، وكلية التربية فيها من أفضل الكليات، فقد صنّفت في المرتبة الأولى في أستراليا (تايمز للتعليم العالي 2023)، والمرتبة 14 عالمياً (تايمز للتعليم العالي 2023).

د. سيف القايدي

وبيّن الدكتور القايدي، أن الجامعة تهدف إلى تشجيع البحث العلمي والابتكار، وتعزيز الروابط مع المجتمع المحلي والعالمي عبر الشراكات والبرامج التعليمية والمبادرات البحثية، والجامعة تسعى جاهدة لتوفير تجربة تعليمية مميزة وشاملة لطلابها، ما يعزز من مسيرتهم الأكاديمية والمهنية في مختلف المجالات.

الأكاديمية البحرية

وأكد يوسف يعقوب المنصوري، مدير مكتب رئيس مجلس أمناء فرع أكاديمية الشارقة للنقل البحري، حرص صاحب السموّ حاكم الشارقة على إنشاء الأكاديمية في خورفكان، وقال: «أسست الأكاديمية بجهود صاحب السموّ حاكم الشارقة، حيث يعدّ إنشاء هذه الأكاديمية خطوة مهمة في توفير فرص التعليم العالي والتدريب المهني البحري لشباب الدولة والإمارة، وخاصة أبناء المنطقة الشرقية.

ويأتي اختيار صاحب السموّ، حاكم الشارقة، إنشاء الأكاديمية في مدينة خورفكان للقرب من ميناء خورفكان العريق، الذي يعدّ من أفضل الموانئ الطبيعية في العالم المطل على خليج عمان، ويستقبل أكبر السفن التجارية والسياحية.

د. هاشم الزعابي

ويعكس هذا اهتمام سموّه، حاكم الشارقة الدائم بتعزيز التعليم بجميع أنواعه ومواكبة التخصصات الجديدة، وتحسين التعليم وتطوير مهارات أبناء دولة الإمارات وخاصة إمارة الشارقة والمنطقة الشرقية، والتوجيه بعمل التخصصات المطلوبة في سوق العمل لمواكبة التطورات العالمية.

ويعدّ هذا الصرح، إسهاماً كبيراً في تطوير الكفاءات والمهارات اللازمة لسوق العمل في المجال البحري، وتقديم البرامج التعليمية المتنوعة في مجالات عدة، منها الهندسة البحرية والملاحة البحرية وإدارة سلاسل الإمداد، عبر كوادر تعليمية متمكنة وأسس تعليمية عالية الجودة ومنهجية تدريس حديثة.

أهمية الأكاديمية

وأكد الدكتور هاشم الزعابي، مدير أكاديمية الشارقة للنقل البحري، أهمية الأكاديمية مبيناً أن، قطاع النقل البحري من أهم أركان اقتصاد الدولة المستدام في المستقبل، الذي يرتكز على الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات في قلب طرق التجارة العالمية، فضلاً عن البنية التحتية البحرية المتطورة التي تمتلكها الدولة، التي أهلتها لأخذ مرتبة الصدارة في كثير من مؤشرات التميز العالمية كونها أفضل المراكز البحرية حسب التقارير الدولية.

وأضاف، من هنا تأتي أهمية الأكاديمية التي نطمح أن تكون إحدى إهم الركائز الأساسية في دعم القطاع البحري في التعليم والتدريب والاستشارات والبحوث.

وقال: إن الأكاديمية إحدى المؤسسات التعليمية المتميزة التابعة لحكومة الشارقة، ولها دور رائد في التعليم والتدريب وتخريج الكوادر الفنية بالقطاع البحري. كما تعمل الأكاديمية بدعم صاحب السموّ حاكم إمارة الشارقة، حتى تكون واحدة من المؤسسات البحرية الرائدة في العالم، لتطوير قطاع النقل البحري، وإعداد الكوادر المؤهلة للعمل في مختلف المجالات المرتبطة بهذا القطاع الحيوي، استناداً إلى أحدث النظم العلمية والعملية.

د. أحمد الشماع

وتتيح الأكاديمية حالياً التخصصات العلمية: تكنولوجيا الهندسة البحرية الذي يمنح البكالوريوس ويؤهل الطالب للحصول على شهادة مهندس بحري ثالث. والنقل البحري ويمنح البكالوريوس، ويؤهل الطالب للحصول على شهادة ضابط بحري ثان. واللوجستيات البحرية وإدارة سلاسل الإمداد، ويمنح البكالوريوس.

وأشار الزعابي إلى، أن الأكاديمية تمتد على مساحة 174,014 متراً مربعاً وتضمّ إمكانيات عالية لخدمة الطالب والمتدرب وضمان أفضل المستويات التعليمية والحياة الطلابية، وتضم مركز المؤتمرات ويسع 900 فرد، ويحتوي على أقسام عدة أهمها: المسرح والعيادة ومركز التسوق، ومسجد يسع 350 مصلياً، ومدرج وملعب يسع 700 فرد، ومركز الطلاب ويضم الصالات الرياضية (رجالاً ونساء) وملعبي اسكواش ومنطقة الترفيه. كما يضم مركز التفوق الأكاديمي ومركز الإرشاد الوظيفي.

علوم البحار

وعن تجربتها التعليمية قالت الطالبة شهد الزرعوني، من كلية علوم البحار: إن المرحلة الجامعية من أهم المراحل التي يمر بها الطالب، فهي تحدد مسيرة حياته، في هذا العالم الحديث والمملوء بالتغيرات، وكانت بداية مشواري التعليمي، أني التحقت بجامعة خورفكان التي تتمتع بمميزات فريدة، حيث سعى صاحب السموّ حاكم الشارقة، لتوفير أحدث تقنيات التعليم وأنجح التخصصات الحديثة في دولة الإمارات.

وأضافت، أن الكلية تجمع بين العلوم البحرية والأحياء المائية مثل: تخصصات الهندسة البحرية، وإدارة المناطق الساحلية ومصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية، وتسهم في تعزيز مهارات الطلبة بدعم التعليم في جميع البرامج والأنشطة وتوفير البيئة المناسبة المحفزة للطلبة وتطوير كفاءة الأداء الأكاديمي والإداري.

ووفقاً للطالبة نوف البلوشي (إدارة أعمال): جامعة خورفكان خيار متميز للطلاب الطموحين الساعين لبناء مستقبلهم الوظيفي، وتحقيق أهدافهم الأكاديمية، وخصوصاً أنها أنشئت في مدينتنا، واخترت من بين الكليات المتاحة، إدارة الأعمال لأسباب عدة، منها أنها توفر برامج تعليمية هدفها رفع الحسّ الإبداعي وتمكين الطلاب من إدارة حياتهم بشكل منظم واقتصادي في مختلف المجالات، وتضم تخصصات مثل: إدارة المبيعات، وإدارة المشروعات، وإدارة الموارد البشرية، والتسويق، والمحاسبة، والتخطيط المالي، تمثل مجالات مهمة يدرسها الطلاب لتحقيق تخصص شامل ومستقبل وظيفي متنوع.

وقالت الطالبة حواء ممتاز حسين: تخصصت في علم الاجتماع، وأجد أن الدراسة الجامعية رحلة مثيرة تمزج بين الفهم العميق لتفاصيل العلاقات الاجتماعية وتجارب الحياة الجامعية، وهذا التخصص ليس تحليقاً في عالم النظريات الاجتماعية فقط، ولكن استكشاف للتجارب الشخصية التي تشكلت خلال رحلتي الأكاديمية.

وأشارت إلى البيئة الأكاديمية في جامعة خورفكان الداعمة، حيث يسهم الهيكل الدراسي المتطور والأساتذة المتخصصون في توجيه الطلاب نحو فهم عميق لعلم الاجتماع، والفعاليات الثقافية والمجتمعية توفر فرصاً للتفاعل مع زملائها، وتوسيع دائرة التفكير الاجتماعي.

وقال الطالب حسن الحوسني، من كلية الآداب والعلوم وتقنية المعلومات التاريخ والحضارة الإسلامية مسار الإرشاد السياحي: «نحن نسير اليوم على طريق مهّده لنا والدنا سلطان، وهي خطوتي الأولى نحو تعليمي الجامعي بإنارة بداية طريقي من جامعة خورفكان، منارة العلم التي شيدها سموّه. ووجود الجامعة قريباً من مقر سكني سهل لي طريق العلم. فضلاً عن إجراءات التسجيل تمت بدقائق معدودة، لأبدأ أول أيام حياتي الجامعية في تخصصي لأجد نفسي أمام كوكبة من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية».

الصورة

الإناث والإبحار

واستعرضت الطالبة هيام هيثم، تجربتها: «اخترت دراسة المجال البحري بالأكاديمية، لاهتمامي الكبير بحياة البحر، هذا المجال الذي يتيح لي فرصة للتعمق في مدى اتساع المحيطات والبحار ويساعدني على استكشاف العالم الواسع بفرصه التي لا حدود لها، ويقوي قدرتي على التكيف والعمل الجماعي. إنها رحلة مشوقة يشرفني أن أكون جزءاً منها، ويسعدني أن أرى إلى أين ستأخذني بعد ذلك». وتجد زميلتها الطالبة موزة القايدي، أن وجود المرأة في المجال البحري، دافع ملهم للفتيات لتحقيق أحلامهن بلا خوف، فقد اختارت دراسة المجال البحري، لتأكيد أنه لا حدود لطموح الإماراتية، فالتخصص في هذا المجال تجربة مثيرة تتيح التعرف إلى السفن والملاحة وعجائب المحيطات.

وعبرت الطالبة مهرة الحمادي، عن رضاها عن تخصصها وقالت: «لطالما كنت مفتونة بالبحار والسفن، وكانت دراسة المجال البحري بالنسبة لي حلماً، والآن أصبح حقيقة، بإنشاء الأكاديمية، وأستطيع أن أتعلم المزيد عن تصميم السفن والاتصالات البحرية، أنا مستعدة للإبحار».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc7symvd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"