ارتكب الجيش الإسرائيلي فجر أمس الخميس، مجزرة مروعة أسفرت عن سقوط 40 قتيلًا وعشرات الجرحى من النازحين في مدرسة تابعة لوكالة الأونروا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أن إسرائيل قصفت المدرسة «من دون سابق إنذار»، وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالقصف الاسرائيلي الدامي للمدرسة، معتبراً أنه «مثال مرعب جديد عن الثمن الذي يدفعه المدنيون».
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيق في الضربة الإسرائيلية، بينما كشف خبير لشبكة «سي إن إن» أن إسرائيل استخدمت ذخيرة أمريكية في قصف المدرسة، في وقت نفذت «كتائب القسام» هجوماً وصف بالأخطر منذ السابع من أكتوبر حيث جرى اختراق السياج الحدودي في منطقة رفح ومباغتة قوة إسرائيلية قرب الحدود مع مصر، وبينما أكد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أن الجيش الإسرائيلي ما زال بعيداً عن تدمير «حماس»، أكدت منظمة «اليونيسف» أن 90% من أطفال غزة يفتقرون إلى الغذاء اللازم للنمو السليم.
وأوضحت مصادر فلسطينية أن نحو 40 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب العشرات، معظمهم أطفال ونساء، إثر قصف طائرات إسرائيلية مدرسة تابعة لوكالة الأونروا يسكنها نازحون في مخيم النصيرات.
وأشارت إلى أن جثامين القتلى وصلت إلى مستشفى العودة بعد غارة استهدفت مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية «السردي» في «مخيم 2» بالنصيرات التي كانت تؤوي آلاف النازحين. وقال المكتب الحكومي في غزة إن من بين القتلى 14 طفلاً و9 نساء، وأكد إصابة 74 نازحاً بينهم 23 طفلاً و18 امرأة.
ووصفت وزارة الصحة في غزة ما حدث في هذه المدرسة بالمجزرة المروعة، وقالت إن عدد القتلى مرشح للزيادة نتيجة ارتفاع عدد الإصابات وخطورتها.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عبر منصة إكس «تعرضت مدرسة أخرى تابعة للأونروا تحولت إلى ملجأ، لهجوم، هذه المرة في النصيرات في المناطق الوسطى. تعرضت للقصف من قبل القوات الإسرائيلية خلال الليل من دون سابق إنذار للنازحين أو للأونروا». ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى إجراء تحقيق في الضربة الإسرائيلية على مدرسة تابعة للأونروا في غزة. ونقلت شبكة «سي إن إن» عن الخبير بعد تحليل فيديو من مكان المأساة قوله: «في غارة جوية إسرائيلية فجر أمس الخميس على مدرسة تابعة للأمم المتحدة في وسط غزة، حيث كان الفلسطينيون يحتمون، تم استخدام ذخيرة أمريكية الصنع». ووفقاً للشبكة، يُظهر مقطع فيديو من موقع القصف، أجزاء من قنبلتين أمريكيتين على الأقل من طراز GBU-39 ذات القطر الصغير.
وفي الجنوب، دمرت غارات إسرائيلية عدداً من المنازل في حي تل السلطان والحي السعودي غربي رفح، كما استهدفت غارات منازل أخرى في مخيم الشابورة وسط المدينة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن القوات الإسرائيلية ارتكبت 6 مجازر ضد العائلات الفلسطينية خلال الساعات الماضية، وصل منها للمستشفيات 68 قتيلاً و235 مصاباً، ما يرفع حصيلة عدد الضحايا إلى 36654 قتيلاً و83309 مصاباً منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، مقتل جنديّ بمعارك جنوبيّ غزة في حين لم يشر إلى واقعة مقتله، فيما ذكرت الإذاعة العسكرية أن الجيش قرر تخفيض عدد قواته في رفح. وكشفت الإذاعة أن قرار تخفيض القوات جاء من خلال مغادرة لواء «بيتسلاخ»، وبقاء 5 ألوية أخرى في المدينة. (وكالات)
