الأرض تستغيث

00:45 صباحا
قراءة دقيقتين
2

لمناسبة «اليوم العالمي للبيئة» الذي صادف في الخامس من الشهر الجاري، حذّر العشرات من أبرز العلماء والباحثين في العالم، من أن ارتفاع حرارة الأرض الناجم عن النشاط البشري بلغ «مستوى غير مسبوق»، فيما تضيق الفترة الزمنية المتاحة للحدّ من ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية.

ستون باحثاً وعالماً قدموا مؤشرات علمية حول المناخ، لا تدعو إلى الشك في أن الاحترار يتزايد، وأن الوسائل والإجراءات المتخذة لا ترقى إلى المستوى الذي يحول دون ارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي مواجهة الكوارث الطبيعية التي تضرب الكرة الأرضية، وتتسبب بالفيضانات، والأعاصير، والحرائق، والعواصف، والجفاف، وتداعياتها الكارثية على البشر.

من الصين إلى الهند، وبنغلاديش، وكينيا، وتنزانيا، والبرازيل، وتركيا، والولايات المتحدة، وخلال أسبوع واحد، ضربت الأعاصير، والفيضانات، والعواصف هذه الدول، ما أدى إلى مصرع وفقدان العشرات، وتدمير المباني، والطرقات، والبنية التحتية، والحقول الزراعية، جراء زيادة انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، واعتماد الإنسان على الوقود الأحفوري بشكل بات يهدد مستقبل البشرية.

ورغم الاجتماعات والمؤتمرات العالمية التي انعقدت على مدى السنوات الماضية، لوضع خطط وإجراءات تحدّ من الانبعاثات السامة التي تؤدي إلى الاحترار وتهدد النظم البيئية، إلا أن جشع الدول الصناعية لم يقف عند حد، بل إنها لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر باريس عام 2015 بإبقاء ظاهرة الاحتباس الحراري عند مستوى 1.5 درجة مئوية، ولتحقيق هذه الغاية ينبغي الوصول إلى «صافي صفر» من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بحلول عام 2050، ويعني ذلك خفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى أقرب مستوى من الصفر، وإزالة أي انبعاثات متبقية من الغلاف الجوي، لكن هذا الهدف يبدو بعيد المنال، لأن ما اتُّخذ من إجراءات حتى الآن لا يحقق هذا الهدف، لأن انبعاثات غازات الدفيئة بلغت مستويات قياسية بسبب الاستخدام المكثف للوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم)، إذ إن الانبعاثات بلغت نحو 53 مليار طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً خلال الفترة من 2013 إلى 2022.

يقول العلماء «إننا نعيش عقداً حاسماً» لإنقاذ الأرض، أي لإنقاذ البشرية والحضارة التي نعيشها. نحن لا نملك إلا أرضاً واحدة، والدعوة إلى إنقاذها لا تحتاج إلى انتظار، فاحترار الأرض يتسارع، والمناخ يتغيّر، والكوارث نرى بوادرها، ونعيشها.

في يوم البيئة العالمي تجددت الدعوة لمواجهة المخاطر المتعلقة بالبيئة، واتخاذ الإجراءات لحماية الأرض، وزيادة الوعي بالإجراءات الإيجابية حول البيئة الخاصة بالتغيّر المناخي، وفقدان التنوع البيولوجي، واستمرار تعرّض كوكبنا للخطر جراء التلوث. ذلك أن البشرية التي تمضي في استهلاك الوقود الأحفوري فإنها تدمّر النظم البيئية للأرض، حيث يفقد العالم كل ثلاث ثوانٍ غابات تقدر مساحتها بمساحة ملعب كرة قدم، وتم فقدان ما يصل إلى 50 في المئة من الشعاب المرجانية.

وإذا كان قد تحقق بعض التقدم في بعض المجالات، مثل نمو الطاقة المتجددة، والسيارات الكهربائية، واتجاه بعض الدول للتحول بعيداً عن الوقود الأحفوري، إلا أن ذلك لا يكفي، لأن العبث بالأرض تجاوز كل حد، ولا بد من إجراءات جذرية لإنقاذها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2y6vturh

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"