بايدن والانسحاب من المعركة

00:28 صباحا
قراءة 3 دقائق
2

بعد إصابته ب«كورونا» والتزامه الحجر الصحي في منزله بديلواير تزايدت مخاوف الحزب الديمقراطي حول صحته وسنه، بعد أدائه الكارثي في المناظرة الأخيرة مع المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب الذي نجا من محاولة اغتيال يوم السبت الماضي في بنسلفانيا أعطت حملته الانتخابية زخماً وزادت من احتمالات فوزه والعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

الحزب الديمقراطي يشعر بأن منصب الرئيس سوف يضيع من بين يديه في حال واصل الرئيس بايدن التمسك بموقفه والمضي في الترشح، خصوصاً أن استطلاعات الرأي تعطي الأفضلية لترامب بالفوز في حال كانت المواجهة مع بايدن، لذلك تتزايد الضغوط الداخلية عليه للانسحاب وإعطاء فرصة لمرشح آخر أوفر حظاً.

الرئيس الأمريكي يقول إنه بخير، لكنه سوف ينظر في مسألة الانسحاب «إذا واجه مشكلة صحية خطِرة وفقاً لنصيحة الأطباء»، أي أنه أبقى على الباب موارباً، إلا أن ذلك لم يقنع الديمقراطيين الذين يصرون على التخلي عن ترشيحه لأن واقع الأمر ليس كما يقول، حتى أن الرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي أبلغت بايدن بأنه «قد يقضي على حظوظ الديمقراطيين في الانتخابات التشريعية التي تترافق مع الانتخابات الرئاسية»، مشيرة إلى تراجع فرص ترامب في استطلاعات الرأي. كما أن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ شاك شومر تحدث مع بايدن، وأشار إلى أنه سيكون من الأفضل له وللحزب الديمقراطي وللبلاد أن ينسحب. ووفقاً لصحيفة «واشنطن بوست»، فإن الرئيس السابق باراك أوباما، قال لمقربين منه إن بايدن يجب أن يعيد النظر في ترشيحه لولاية رئاسية ثانية لأن فرصه بالفوز تقلصت.

قد يتخلى بايدن عن عناده ويقرر الانسحاب قريباً نزولاً عند رغبة قيادات بارزة في الحزب الديمقراطي مثل بيلوسي وشاك شومر وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز الذين التقوا بايدن مؤخراً وأعربوا عن قناعتهم بأنه بدأ يتقبل مسألة الانسحاب، وقد يقتنع بأن المضي في الترشيح ليس في مصلحته ولا في مصلحة الحزب الديمقراطي، وأن الانسحاب «مسألة وقت»، وذلك قبيل المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي سيعقد في شيكاغو يوم 19 أغسطس/آب المقبل. في حين ذكرت شبكة «نيو نيشن» بأن بايدن سينسحب من السباق الرئاسي في الأيام القليلة المقبلة. ووفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجرتها (رويترز/ إبسوس)، فإن نحو 49 في المئة من الناخبين الديمقراطيين يرون أنه يتعين على بايدن التخلي عن محاولة إعادة ترشيحه، وأيدهم في ذلك نحو 65 في المئة من الناخبين المستقلين.

في حال قرر بايدن الانسحاب من المعركة، فإن الساحة الديمقراطية لا تخلو من المرشحين، ومن بينهم كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن، لكن هناك مخاوف من فشلها بسبب افتقارها للشعبية اللازمة، وهناك غافن نيوسوم حاكم ولاية كاليفورنيا، ومارك كيلي السيناتور الديمقراطي عن ولاية أريزونا، وويس مور حاكم ولاية ميريلاند، وجوش شابيرو حاكم ولاية بنسلفانيا، وفريتشين ويتمر حاكمة ولاية ميشيغن.

أيام قليلة وتتضح الصورة أكثر، وعمّا إذا كانت الضغوط سوف تنجح في حمل ترامب على الانسحاب رسمياً.

وفي الجهة المقابلة، فإن ترامب يتصرف وكأنه عائد إلى البيت الأبيض حكماً، فقد بدأ يوجه رسائل عدة للداخل، وأعلن في مؤتمر الحزب الجمهوري بولاية ويسكنسن: «سنعود دولة عظيمة ونعيد الحلم الأمريكي»،وأنه «سيغلق حدود بلاده مع المكسيك» في اليوم الأول لتوليه منصب الرئيس، و«سأنهي أزمة الهجرة باستكمال بناء الجدار»، وطالب الديمقراطيين بالتوقف فوراً عن وصفه ب«عدو الديمقراطية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ypbw7ae7

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"