عادي

سكاكين ومخدرات وهواتف..غنيمة «حرب العصابات» في سجن بالإكوادور

00:45 صباحا
قراءة 3 دقائق

بورتوفييخو - أ ف ب

في كيتو، يجلس نزلاء سجن في غرب الإكوادور على الأرض بصدورهم العارية، شابكين أيديهم خلف رؤوسهم المحنية في انتظار انتهاء عملية تفتيش جديدة يجريها عسكريون، بحثاً عن أسلحة ومخدرات في المعتقل الذي يعاني تفشي العنف بصورة مزمنة.

ويطلق شرطي ملثّم التهديدات، وهو يستجوب المعتقلين الأربعاء، خلال عملية بدأت في مطلع الأسبوع، بمشاركة نحو 700 شرطي وعسكري.

ويخرج السجناء مهرولين باللباس البرتقالي من زنزاناتهم، ويجلسون على الأرض في باحة سجن إلروديو في مدينة بورتوفييخو، كبرى مدن محافظة مانابي الغربية.

- «أنا الشيطان»

وتظهر على السجناء أوشام على غرار «أنا الشيطان» أو «100% تشونيرو ناشط»، كاشفة انتماءهم إلى «لوس تشونيروس»، وهي من كبرى العصابات الإجرامية.

وباشرت الشرطة والقوات المسلحة منذ الثلاثاء عملية واسعة في المحافظة لمكافحة الجريمة المنظمة، في وقت تتصاعد هجمات العصابات في مدن مثل مانتا، حيث فتح مسلحون النار الأحد خلال عرض سيرك، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم برلمانيّ.

ويسجل ذلك في وقت فرض الرئيس دانيال نوبوا منذ مطلع السنة حال الطوارئ في سبع محافظات، بينها مانابي.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أثار فرار «فيتو» زعيم عصابة لوس تشونيروس من سجن شديد الحراسة، اضطرابات وأعمال عنف لعصابات مهربي المخدرات، تضمنت هجمات على الصحافة، وتفجير سيارات مفخخة، وصولاً إلى حركات تمرد في عدد من السجون، مع عملية احتجاز رهائن طالت نحو مئتين من عناصر الشرطة وموظفي السجون. وتسببت موجة العنف هذه في سقوط 20 قتيلاً.

وفي وسط هذه الحرب/ فرض نوبوا حالة الطوارئ وأعلن، البلاد في «نزاع مسلح داخلي». ومددت الطوارئ في المناطق التي «لجأت» إليها العصابات، و«تحصنت» فيها. وتلقى الجيش الأمر بالقضاء على 20 عصابة إجرامية على ارتباط بالمافيا الألبانية وبكارتيلات المكسيك وكولومبيا التي وصفت بأنها «إرهابية».

ومع غرق البلاد في عنف عصابات تهريب المخدرات، عمّ العنف سجون الإكوادور، فشهدت مجازر متكررة بين معتقلين ينتمون إلى عصابات متنافسة.

- سكاكين

وقال وزير الدفاع جيان كارلو لوفريدو في مقابلة: «واثقون من وجود كمية كبيرة من الأسلحة في هذا السجن لم نعثر عليها بعد، لأنها مخبأة تحت الأرض» أو في مخابئ مخفية خلف طبقة من الإسمنت. وحذر لوفريدو: «إننا أمام عدو شديد الخطورة، مهيّأ للغاية، فائق التجهيز ولديه قدرة اقتصادية كبيرة».

وانتشرت في مطلع الأسبوع دوريات من الدبابات والجنود المسلحين في شوارع مانتا. وأوضح الوزير: «إنه عدوّ يختبئ داخل المجتمع».

وتبقي السلطات على انتشار عسكري دائم في 12 من سجون الإكوادر الـ 36، إضافة إلى حراس إدارة السجون. أما المعتقلات الأخرى، فيقوم الجيش فيها بمداهمات وعمليات تفتيش قد تستمر أسبوعاً.

ولدى تفتيشهم زنزانات سجن إلروديو، يقلب الجنود الأسرة ويفتشون تحتها وخلفها، ويطرقون بأدوات على الجدران، ويتفحّصون بدقّة أي شقّ فيها.

وعند الاشتباه بأي شيء، يحطّمون الجدار بالمعاول، ثم يمدّ الجنود أيديهم بالقفازات داخل الحفرةـ فيخرجون منها أكياساً من المخدرات، أو سكاكين، أو بطاقات هاتف أو حتى هواتف نقالة.

ولا يترك العسكريون مساحة إلا ويفتّشونها، فيتفحّصون أيضاً الأنابيب برمّتها والمراحيض.

وقتل ما لا يقل عن 460 سجيناً، منذ 2021 خلال مجازر ومواجهات بين عصابات متناحرة. ولا يقتصر العنف على السجون بل ينتشر في الشوارع أيضاً. وسجلت الإكوادور عام 2023 معدلاً قياسياً من جرائم القتل بلغ 47 جريمة لكل مئة ألف نسمة، مقابل ست جرائم عام 2018.

كما حققت عمليات ضبط المخدرات زيادة كبيرة، إذ تم ضبط 121 طناً من المخدرات منذ بداية السنة، مقابل 219 للعام 2023 بكامله.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/32s9bxpk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"