جاء في تقرير منتدى الاقتصاد العالمي، حول مستقبل الوظائف، والذي صدر في أغسطس 2023 وغطى توقعات عن التغييرات في سوق العمل حتى يناير من 2025، أنه من المتوقع أن تؤدي التطورات التكنولوجية إلى خلق 133 مليون وظيفة جديدة، في المقابل من المتوقع أن تؤدي إلى خسارة 75 مليون وظيفة. وهذا يعني أن التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي تحديداً، سيتسبب في زيادة الوظائف بنحو 58 مليون وظيفة.
بناءً على هذا التقرير، وغيره من الدراسات، يتضح أننا مقبلون على نمو كبير في الوظائف، لكنها مرتبطة بالتقنية المتقدمة، ما يعني نظماً تعليمية جديدة، وأعتقد أن هذا يقودنا نحو إعادة النظر في المناهج الدراسية، وفي طرق التدريس، حتى يكون أبناؤنا الطلاب على استعداد بمتطلبات سوق العمل.
ستكون هناك حاجة إلى مهارات مثل: التحليل، الابتكار، الإبداع، التفكير النقدي، البرمجة... إلخ. ومع مثل هذه المتطلبات تتضح الحاجة لنوع من التعليم المختلف؛ لذا من الأهمية التركيز على المهارات التقنية والتعلم والتدرب، مثل إدماج الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، والتفكير النقدي، والإبداع، لتكون جزءاً رئيسياً من المقررات الدراسية. وأعتقد أننا نحتاج إلى تعاون بين قطاعات التعليم، مع مختلف القطاعات في المجتمع، مثل القطاع الخاص، أو الرسمية الأخرى، حتى يمكن تصميم برامج تعليمية وتدريبية، تكون فاعلة ومميزة وذات جودة، تستهدف القوى العاملة.
إنّ عملية استشراف مستقبل سوق العمل، والتخطيط لإعداد الطالبات والطلاب، ليكونوا مؤهلين وجاهزين لبدء رحلتهم الوظيفية بمهارة وتمكّن، تتطلب جهوداً وعملاً حثيثاً بين مختلف القطاعات، ودون مبادرات ومهام وعمل حثيث يستهدف تحقيق هذه الغاية، فإننا سنلاحظ تزايد أعداد طالبي العمل، بينما هم غير مؤهلين للوظائف المتاحة والموجودة في سوق العمل.
لذا من المهم أن تسارع مؤسسات التعليم إلى تطوير أنظمتها وقوانينها وطرق تعليمها ومناهجها، لتكون متواكبة مع متطلبات المستقبل، ومستجيبة لمتطلبات وظائف جديدة.
التقنيات الحديثة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، حيث يقدم خدمات عظيمة للبشرية، ويتوقع معه نمو وتطور كبير في مجالات مثل الرعاية الصحية، والنقل، والاتصالات، والتجارة؛ لذا فإنّ الفرص ستكون هائلة، والوظائف موجودة، لكن من المهم أولاً التعامل مع هذه التقنيات بما تتطلبه من تطوير ومهارة تتواكب مع العصر الرقمي... إنّ إدارة التكنولوجيا، بمهارة ووفق متطلباتها، تعني الاستعداد الأمثل لمستقبل مشرق من النمو والتقدم والتطور.
