كهرباء الفضاء.. أحلام تتحقق ( 1)

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

من الأفكار الواعدة التي يمكنها أن تحل مشكلة الطاقة على مستوى العالم، وتمد الكرة الأرضية بطاقة نظيفة لا تنضب ولا تنتهي، الطاقة من الفضاء، وهي تتمثل في بناء محطات طاقة شمسية، على مدار الأرض. هذه المحطات يمكنها أن توفر كميات هائلة من الطاقة الكهربائية النظيفة والمتجددة لسكان كوكب الأرض.

والسبب أن قوة الطاقة المستمدة، بواسطة هذه المحطات، تعتبر أكثر كثافة، وأقل تأثراً بالغلاف الجوي وتقلباته، ما يرفع من نسبة إنتاج الطاقة، وبالتالي تعمل وتنتج الطاقة الكهربائية، طوال أربع وعشرين ساعة، ولا تتأثر بالأتربة، ولا بالغيوم والسحب التي تمنع أشعة الشمس من الوصول في بعض الأوقات لمحطات الخلايا الشمسية.

ويقول المختصون في هذا المجال، إن قدرة هذه المحطات الفضائية على إنتاج الكهرباء قد تكفي لإمداد ملايين المنازل على الأرض، بالكهرباء دون انقطاع. لذلك تعتبر ابتكاراً مدهشاً وغير مبسوق، وسيحدث نقلة لا مثيل لها في مسيرة الإنسان مع الطاقة، ومن دون شك فإنها ستغير أشكال الحياة المألوفة التي نعرفها، وستصبح الطاقة الكهربائية مشاعة ومتاحة دون قيود، وتنخفض التكاليف والرسوم إلى حد كبير.

الفكرة قد تبدو مستحيلة، وأيضاً قد يراها البعض بمكانة الحلم أو الخيال، لكن بالفعل هناك جهوداً بدأت ترجمتها على أرض الواقع، من تلك الصعوبات الواضحة، نقل تلك الطاقة إلى الأرض، ويرى المتحمسون لها أن هذا ممكن من خلال نقلها عبر موجات الراديو أو بواسطة حزم من الليزر، وهذا يعني عدم الحاجة إلى خطوط نقل الكهرباء التقليدية. ومن دون شك، فإن هذه الطريقة في نقل الكهرباء ما زالت نظريات، وآراء، وهناك عمل حثيث لترجمتها على أرض الواقع، لتكون بديلاً عن خطوط النقل المعروفة. الصعوبة لا تتوقف عند نقطة نقل الطاقة من الفضاء إلى الأرض، بل تتجاوزه إلى الكلفة العالية جداً، وأيضاً المخترعات والتكنولوجيا الحالية قاصرة عن تحقيق هذا الهدف، فهناك حاجة إلى تطوير وابتكار ألواح شمسية كبيرة، وأيضاً بناء منشآت كبيرة في بيئة الفضاء الصعبة، ولا ننسى الوزن والحمولة، في اللحظة نفسها فإن حمولة الصواريخ، وقدراتها على المناورة محدودتان أيضاً. وهناك تحدٍ آخر يتمثل في الأشعة الكونية أو النيازك.

ومع كل هذه الصعوبات، هناك جهد دولي للتوجه نحو ابتكار حلول، والمضي قدماً.. وللحديث بقية.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4mvrcxpn

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"