ليس دور المدرسة

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

تقوم مؤسسات التعليم، على اختلاف مراحلها، بدور مهم جداً في نشر المعارف والعلوم، وهي تحدّث مناهجها بشكل مستمر، وتعمل على مواكبة التطورات المتلاحقة، على اختلافها. وجميعنا نتاج مخرجات هذه المؤسسات الفاعلة الحيوية، وإن كنا نطالب بالمزيد من التحديث والتطوير، لأننا ندرك دورها المهم، وأثرها المتواصل في مسيرة المجتمع ورفاهه، لكن هناك جانباً مهماً آخر قد يغفل عنه بعضهم، وهو الجهد الشخصي في تطوير الذات، والإلمام بالعلوم وتحديث المعارف، لمواكبة التطورات، خاصة الجوانب التي نهتم بها أو تلك التي تتقاطع مع أعمالنا واهتماماتنا الحياتية.

والحقيقة أن التطوير الشخصي بات مهمة حيوية وضرورية في هذا العصر تحديداً، لأننا نشهد تقنيات متنوعة، وتكنولوجيا شديدة التغير، ونلاحظ أن هناك طرقاً وأساليب لم تعد ذات جدوى أمام طرق وأساليب جديدة وغير مألوفة، وهو ما يحتم علينا التدرب عليها، عملياً وليس نظرياً. في اللحظة نفسها، نحن غادرنا مقاعد الدراسة والتعلم، فلن نجد منهجاً نتعلم من خلاله تلك المهارات والأساليب والطرق، ولن ندخل حصصاً تعليمية، تعطينا معارف نحتاجها لمواكبة تلك التطورات واللحاق بها.

تحضر هنا المبادرة الشخصية، وتتضح أهمية الوعي بأن هناك مسؤولية خاصة تقع على كل واحد منا، تتعلق بالمسارعة في التعلم وملاحقة ما يستجد من معلومات وتكنولوجيا ومهارات وطرق جديدة غير مألوفة، والإلمام بها، وعملية التعلم هذه، تتم من خلال طرق عدة، مثل: التوجه نحو دورات وورش، أو من خلال شبكة الإنترنت، وهي عالم فسيح ومتنوع، حيث ستجد على الشبكة نفسها شروحاً مختلفة وفق اهتماماتك، وما عليك إلا تخصيص بعض الوقت لها، وستتم الفائدة.

الهدف ليس الحصول على شهادات، بل الحصول على المعرفة، وزيادة خبراتك ومعلوماتك عن المجالات التي تحتاجها في قادم الأيام، وترى بأن هناك تطورات قد تجاوزتك. وهناك فوائد أخرى متنوعة لا تقدر بثمن، ستحصل عليها، مثل: زيادة إنتاجيتك في العمل، أو زيادة الكفاءة في مختلف جوانب الحياة، وكسب خبرات ومهارات إدارة الوقت، وإدارة الضغوط. أيضاً اكتساب الثقة بالنفس، وتطور مهارة التواصل الجيد مع الآخرين. ولا ننسى تنمية القدرات الإبداعية والابتكارية والمهارية، لأنها نتيجة بديهية لدراسة المعلومات التي تكتسبها من خلال البحث والتعلم والتطوير المستمر.

في المدرسة، تعلمنا كيف نقرأ، وكيف نبحث، وكيف نلتزم بأوقات الحصص، وحان الوقت لنعتمد على أنفسنا، ونسعى لاكتساب كل ما نحتاجه، ونبادر في التطور الشخصي.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3en367hs

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"