قانون الاختلافات

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

الاختلاف في وجهات النظر ظاهرة صحية. دعونا نتخيل الحياة لو ولدنا جميعاً متشابهين، حتماً سوف تكون الحياة عادية ولا جديد فيها، لا في الأفكار ولا وجهات النظر؛ سوف تمشي حياتنا بشكل عادي وجامد من دون تحدٍ ولا اختلاف ولا خلافات.

إن الاختلاف في الآراء قد يساعدنا في النظر للأمور من زوايا مختلفة، ويلهمنا في تقديم المزيد من الأفكار الخلاقة؛ فالاختلاف له فوائده، ويتيح التواصل مع الآخرين وخلق أفكار جديدة والبحث عن الحلول. الاختلاف رياضة مفيدة للعقل، يساعدنا على البحث عن كافة الأمور من حولنا، ويحثنا على الاكتشاف.

هناك قصة حول مجموعة من العميان تحلقوا حول فيل، فتلمّس أحدهم مكان الخرطوم، فقال: إن الفيل ما هو إلا خرطوم طويل رفيع، ولمس الثاني أذن الفيل فقال: لا، إن الفيل صفحة جلدية واسعة، ولمس الثالث رجل الفيل؛ فقال: لا، بل هو عمود مستدير، ولمس الأخير جسم الفيل: فقال: لا، بل هو حائط عريض أملس. من خلال هذه القصة، يتبين أن كل واحد تحدث عن الفيل من وجهة رأيه، وقد لمس كل واحد منهم جزءاً من الفيل، وفي النهاية أصبحت الصورة عن حيوان الفيل واضحة؛ نظراً للاختلاف لدى الجميع، ولكن لو اتفق الجميع على رأي واحد، لكانت صورة الفيل واحدة.

هذا هو الاختلاف. إنه كما قال الشاعر أحمد شوقي: «اختلاف الرأي لا يفسد للودِّ قضية» لذلك تقبّل وجهات الرأي المخالفة لك، تعامل معها ولا تسفّهها بل تعامل مع الآخر بكل ودٍّ مهما كان في دائرتك أخاً، صديقاً، زوجة، ابناً، ابنة، موظفاً، عاملاً، جاراً، أنت نفسك تحمل التناقضات في داخلك، وقد تختلف مع نفسك أحياناً، وقد تندم على بعض القرارات.

إن قانون الاختلافات ضرورة ملحة في حياتنا، لذلك لا بد من تقبّل الآخر دون الدخول في الخلاف معه. قال غاندي عنه: «الاختلاف في الرأي يجب ألا يؤدي إلى العداء وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألدّ الأعداء».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/447vbvn4

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"