في الأول من سبتمبر/ أيلول لعام 2017 خاطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجموعة من الطلاب الروس من جميع أنحاء البلاد في أول يوم دراسي قائلاً: «الذكاء الاصطناعي هو المستقبل ليس فقط لروسيا ولكن للبشرية جمعاء ومن يصبح القائد في هذا المجال سيصبح حاكم العالم أجمع». وحسب توقعات شركة «ماكينزي»، تحل الروبوتات والذكاء الاصطناعي محل 800 مليون عامل بحلول 2030. وقد شهدنا الكثير من هذه التحولات في العديد من الوظائف على مستوى العالم خلال جائحة «كورونا»، والذكاء الاصطناعي سوف يشمل بالأخص بعض القطاعات لا سيما في مجال الرعاية الصحية والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وغيرها. ولقد تنبهت الكثير من الدول لأهمية الذكاء الاصطناعي في التطوير التقني السريع وزيادة فرص الابتكار والنمو في مختلف المجالات وبين معارض ومؤيد، حيث قال الكاتب الأمريكي الشھیر وعالم الكمبيوتر والمخترع ريموند كرزويل، وهو من الأصوات العديدة التي تؤمن بأنه یمكن للذكاء الاصطناعي أن یفیدنا: «لطالما كانت التكنولوجيا سلاحاً ذا حدین، فالنار وفرت لنا التدفئة ووسيلة للطبخ وفي الوقت نفسه حرقت منازلنا. قُتل في الحرب العالمية الثانية 50 مليون شخص، وكان سبب ذلك بالتأكد هو قوة التكنولوجيا في ذلك الوقت».
وقد اعتمد مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الاستراتيجية الوطنية للذكاء لعام 2031. هذه الاستراتيجية التي ضمت ملامح وأهدافاً لجعل دولة الإمارات من الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وقال سموه: «بدأنا رحلة التحول الحكومي قبل 18 سنة بخدمات إلكترونية، واليوم ننطلق لمرحلة جديدة تعتمد فيها قطاعاتنا وبنيتنا المستقبلية على الذكاء الاصطناعي». كما شهدت دبي «خلوة الذكاء الاصطناعي» التي انعقدت برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل في «متحف المستقبل»، بمشاركة أكثر من 1000 من صناع القرار والخبراء والمسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص، لاستعراض أهم التوجهات والحلول والفرص المستقبلية في عالم الذكاء الاصطناعي لاستكشاف وإطلاق مبادرات وشراكات نوعية هدفها تطوير بيئة حيوية داعمة للمواهب والكفاءات في تسريع وتنمية القدرات وتطوير الكفاءات التي يتم تأهيلها اليوم من أجل قيادة مسارات التنمية المستقبلية. كما فتحت الخلوة منصة للتواصل المباشر ومشاركة الأفكار الإبداعية والمشاريع المبتكرة وأفضل الممارسات الرقمية على مستوى جميع القطاعات الحكومية والخاصة.
