الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
يحتفل العديد من الثقافات بالعام الجديد مرتين: في الأول من يناير وتاريخ ثقافي محدد، إذ يحتفل الفرس بالنوروز، والتايلانديون بسونغكران، بينما يحتفل بعض الروس بالعام الجديد في 13 أو 14 يناير وفقاً للتقويم الأرثوذكسي القديم، بالنسبة لشعب «ساخا» في شمال روسيا، يصادف العام الجديد يوم 21 يونيو، مع الانقلاب الصيفي، وهو عطلة فريدة تُعرف باسم «يحياخ».
ساخا، المعروفة أيضاً بياكوتيا، تتمتع بحكم شبه ذاتي وتغطي مساحة تزيد على ثلاثة ملايين ميل مربع، أكبر من الأرجنتين، وعلى الرغم من جمالها الطبيعي وثروتها الثقافية، تشتهر بفصول شتائها القاسية، حيث تُلقب عاصمتها ياكوتسك ب «أبرد مدينة في العالم»، من منتصف نوفمبر إلى منتصف مارس، تبقى درجات الحرارة تحت الصفر، مع أدنى مستوى يصل إلى -84 درجة فهرنهايت، كما يتخذ السكان تدابير صارمة للبقاء في هذه الظروف، مثل عزل منازلهم بالطحالب، الاستحمام في حمامات البخار، تشغيل السيارات لمنع التجمد، وارتداء طبقات من الملابس المبطنة بالفراء. حتى الخيول والماشية تُحضر أحياناً إلى الداخل لحمايتها.
الانقلاب الصيفي يمثل بداية سعيدة لعام جديد، حيث يتمكن السكان من الاسترخاء والاستمتاع بالطقس الدافئ قبل بدء الأنشطة الصيفية المكثفة مثل الزراعة والصيد والبناء، «يحياخ» له أهمية اجتماعية كبيرة، حيث يجتمع الناس للاحتفال، ويرتدون أفضل ملابسهم لزيارة الأصدقاء والعائلة، وعلى الرغم من أن بعض سكان ساخا يعيشون الآن في المدن الحديثة، إلا أن «يحياخ» لا يزال يُحتفل به في الهواء الطلق في «ألاس»، وهي مناطق عشبية غارقة تتشكل نتيجة ذوبان الجليد، وتعد واحات ضرورية لمجتمعات ساخا لتوفير المراعي للماشية.
