جددت إسرائيل، أمس الثلاثاء، في اليوم ال 263 لحربها على قطاع غزة، قصفها لمناطق مختلفة من القطاع، مستهدفة بشكل خاص الأماكن المأهولة ومراكز الإيواء، وقصفت 5 مراكز لإيواء النازحين في أقل من 48 ساعة، في وقت تواصلت الغارات والقتال العنيف بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في رفح، فيما أعلنت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة أن 10 أطفال بالمعدّل يفقدون ساقاً أو ساقين في غزة يومياً، وأكدت الأمم المتحدة أن الوضع الغذائي «كارثي» لنحو نصف مليون من أهالي غزة، وأكدت منظمة الصحة العالمية أن إغلاق معبر رفح يحول دون إجلاء ألفي مريض على الأقل من غزة.
أكد الدفاع المدني، أمس، مقتل 10 أفراد من عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، بينهم شقيقته، وذلك في قصف طال منزلاً للعائلة بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على القطاع، وتركزت الغارات على تل السلطان غربي رفح، وبيت لاهيا، ما أوقع قتلى وجرحى. وجددت المدفعية الإسرائيلية نسف المربعات السكنية وقصف المناطق المأهولة واستهداف مراكز الإيواء، حيث اضطر سكان حي النمساوي في مدينة خانيونس إلى مغادرة منازلهم نتيجة تهديدات الجيش الإسرائيلي بقصفها.
ونقلت «رويترز» عن مسؤولين بوزارة الصحة في القطاع، قولهم إن القوات الإسرائيلية قتلت 24 فلسطينياً على الأقل في 3 غارات جوية منفصلة على مدينة غزة في وقت مبكر من يوم أمس الثلاثاء. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات الفلسطينية وصل منها للمستشفيات 32 قتيلاً و139 مصاباً خلال الساعات الماضية. وارتفعت بذلك حصيلة الضحايا إلى 37658 قتيلاً و82237 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي. وبالمقابل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إصابة 13 جندياً بينهم 7 في معارك قطاع غزة خلال الساعات الماضية. وكانت الفصائل الفلسطينية في غزة قد أعلنت تنفيذ سلسلة عمليات في رفح ومحور نتساريم من بينها استهداف آليات وقصف المواقع العسكرية بقذائف الهاون.
من جهة أخرى، حذّر المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني، أمس الثلاثاء، من أنّ تمويل الوكالة سينفد بعد نهاية آب/أغسطس. وأشار إلى أن الفوضى تعم قطاع غزة مما يزيد من الصعوبات في إيصال المساعدات، محذراً من «انهيار شبه كامل للقانون والنظام». وأعلن لازاريني أن الحرب الدائرة في قطاع غزة تؤدي إلى فقدان 10 أطفال بالمعدل ساقاً أو ساقين كل يوم. وقال للصحفيين في جنيف إن هذه الأرقام لا تشمل الأطفال الذين خسروا أيدي أو أذرعاً.
وخلص تقييم مدعوم من الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إلى أن حوالي نصف مليون شخص يعانون الجوع «الكارثي» في غزة.
وأشار إلى أن «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» أفاد بأنه ما زال 495 ألف شخص، أي حوالي 22 في المئة من سكان غزة، وفق الأمم المتحدة، يعانون «مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد». كما أشار التقرير إلى أن قطاع غزة برمته لا يزال مهدداً ب «خطر مرتفع ومتواصل» من المجاعة. وكشف التقرير أن نحو نحو 96% من سكان غزة يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام حاد للأمن الغذائي، مشيراً إلى أن خطر المجاعة لا يزال قائماً في جميع أنحاء قطاع غزة. وبين أن المسار الأخير لتقديم مساعدات الإغاثة في غزة سلبي وغير مستقر إلى حد كبير.
في غضون ذلك، قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء إن إغلاق معبر رفح حال دون إجلاء ما لا يقل عن ألفي مريض، ودعا إلى إعادة فتح المعبر وغيره من الطرق. وقال ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وغزة إن ما لا يقل عن 10 آلاف شخص بحاجة إلى الإجلاء من غزة. (وكالات)
