عادي
مواطنو ما وراء البحار يدلون بأصواتهم في انتخابات تاريخية

ترجيح فوز التجمع الوطني الفرنسي.. ومعسكر ماكرون تحت الضغط

01:37 صباحا
قراءة 3 دقائق
فرنسيون يصوتون في المركز الملكي خلال الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، في مونتريال، كندا (اف ب)

بدأ الفرنسيون في بعض أقاليم ما وراء البحار يدلون بأصواتهم أمس السبت في الدورة الأولى من انتخابات تشريعية تاريخية يتصدّرها اليمين المتطرف متقدماً بفارق كبير على تكتل الرئيس إيمانويل ماكرون. ودعي حوالى 49 مليون ناخب لتجديد الجمعية الوطنية بجميع نوابها الـ577 في انتخابات تجري دورتها الثانية في السابع من تموز/يوليو، وقد تحدث انقلاباً يبدّل المشهد السياسي الفرنسي بصورة دائمة.

ودعا الرئيس إلى هذه الانتخابات المبكرة معلناً في التاسع من حزيران/يونيو حل الجمعية الوطنية، وفق قرار اتخذه بعد ساعات على فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية في فرنسا، وأحدث صدمة هزت البلاد.

وتوجه ناخبو أرخبيل سان بيار إيه ميكلون، في شمال المحيط الأطلسي، إلى صناديق الاقتراع أمس السبت وتبعهم، ناخبو غويانا والأنتيل، وفرنسيو أمريكا الشمالية وبولينيزيا.

أما ناخبو فرنسا القاريّة، فسيدلون بأصواتهم اليوم الأحد. وبين تأجيل العديد من الفرنسيين عطلهم والارتفاع الحاد في عدد طلبات التصويت بالوكالة، من المتوقع تسجيل تعبئة كثيفة في هذه الانتخابات التي يتركز رهانها الأكبر حول ما إذا كانت ستنبثق عنها لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة جمعية وطنية يهيمن عليها اليمين المتطرف.

فهل يحل الرئيس الشاب لحزب التجمع الوطني جوردان بارديلا (28 عاما) محل زعيم الغالبية المنتهية ولايتها غابريال أتال على رأس الحكومة؟ وهل يحدث اليسار مفاجأة؟ وفي غياب أي يقين في استحقاق مشرع على العديد من التساؤلات، ينتظر صدور أولى النتائج اعتباراً من الساعة 20,00 مساء الأحد لتبديد بعض الضبابية.

وانتهت الحملة الانتخابية الخاطفة في منتصف ليل الجمعة، ولم يعد يحقّ للمرشحين الإدلاء بتصريحات علنية لوسائل الإعلام أو القيام بتنقلات ميدانية حتى مساء الأحد. كما يحظر نشر نتائج استطلاعات خلال فترة التصويت.

وتتوقع معاهد الاستطلاع، كما السياسيون، ارتفاع المشاركة لتتخطى، ربما ثلثي الناخبين المسجلين، بزيادة كبيرة عن الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2022 حين اقتصرت على 47,51%. وهذا الإقبال المرتقب على التصويت ناجم عن عوامل عدة أبرزها العواقب التاريخية المحتملة لهذه الانتخابات التشريعية، وهي الأولى منذ 1997 التي لا تنظّم بالتزامن مع الاقتراع الرئاسي.

وفي مؤشر إلى قوة التعبئة المرتقبة في الدورتين، سجل عدد طلبات التصويت بالوكالة ارتفاعاً لافتاً متخطياً المليونين، فيما سجل التصويت عبر الإنترنت الذي فُتح أمام الفرنسيين المقيمين في الخارج حتى الخميس مستوى قياسياً قدره 410 آلاف صوت مقابل 250 ألف صوت في 2022.

ومنح استطلاعان للرأي أجراهما معهدا أيفوب وأودوكسا، وصدرت نتائجهما الجمعة، اليمين المتطرف ما بين 35 و36,5% من الأصوات.

أما تحالف الجبهة الشعبية الجديدة الذي يضم أحزاب اليسار وفي طليعتها «فرنسا الأبية» (يسار راديكالي)، فيحظى بما بين 27,5 و29% من نوايا الأصوات، متقدما على المعسكر الماكروني الذي يمنحه الاستطلاعان 20,5 إلى 21% من نوايا الأصوات.

وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى احتمال فوز التجمع الوطني مع حلفائه بالغالبية المطلقة المحددة بـ289 نائبا وما فوق. غير أن عوامل مجهولة لا تزال تهيمن على التوقعات، بدءا بعدد الدوائر التي ستشهد منافسة بين ثلاثة مرشحين في الدورة الثانية، وهو عدد يتوقع أن يزداد بفارق كبير أيضاً، وعدد المرشحين الذين سيعلنون انسحابهم في هذه الحالة سعياً لتوحيد الأصوات ضد التجمع الوطني.

ويواجه المعسكر الرئاسي أكبر قدر من الضغط في هذه الانتخابات. وتعهد الرئيس الخميس بـ«أكبر قدر من الوضوح» حول الخطّ الواجب اعتماده خلال الدورتين، في وقت يدعو العديد من الماكرونيين إلى تعليمات واضحة بالانسحاب، لا بل عدم الانسياق إلى موقف «لا تجمع وطني ولا فرنسا الأبية». ( وكالات )

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/29mvt2a7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"