البيانات المطمئنة شروط مسبقة للتيسير

21:36 مساء
قراءة 3 دقائق

محمد حشاد*

صدرت تصريحات مهمة عن ستة من كبار مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الإقليميين، ما ساهم في طوفان التعليقات ذات العلاقة بالمسار المستقبلي للسياسة النقدية بالولايات المتحدة. وتضمنت الأجندة الاقتصادية عروضاً تقديمية ومحادثات خاضعة للإشراف مع مسؤولي الفيدرالي ومن بينهم عضوان لهما حق التصويت في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا العام، بما في ذلك الاجتماع المقبل للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المقرر انعقاده يومي 30 و31 يوليو المقبل.

وينتظر جميع مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تقريباً المزيد من بيانات «التضخم الجيدة» قبل خفض أسعار الفائدة وسبق أن كرر جيروم باول أهمية النهج المعتمد على البيانات، وقال إن صناع السياسة سيتخذون القرارات اجتماعاً تلو الآخر. وينقسم صناع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي حول توقيت محور السياسة. وترك بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة دون تغيير عند 5.25% -5.5% بعد اجتماع السياسة في يونيو، كما كان متوقعاً، وكشف ملخص التوقعات الاقتصادية المنقح (SEP)، أو ما يسمى بمخطط النقاط، أن صناع السياسات منقسمون حول توقعات أسعار الفائدة على المدى القريب.

ولم يشهد أربعة من المسؤولين التسعة عشر أي تخفيضات في أسعار الفائدة في عام 2024، وتوقع سبعة منهم خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، بينما توقع ثمانية خفضاً بمقدار 50 نقطة أساس في سعر الفائدة. حديث صناع السياسة يركز على التضخم وتوقعات أسعار الفائدة وامتنع جيروم باول عن التلميح إلى توقيت خفض سعر الفائدة في المؤتمر الصحفي الذي أعقب الاجتماع الأخير في يونيو الجاري وأوضح باول: «نحن بحاجة إلى مزيد من الثقة، ومزيد من قراءات التضخم الجيدة، لكننا لن نكون محددين بشأن عدد التخفيضات التي سنبدأ بها». وفي أعقاب اجتماع الفيدرالي وبيانات التضخم عن شهر مايو، انخفض احتمال ترك بنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة دون تغيير في سبتمبر إلى 30% من 50%، وفقاً لأداة CME Fed Watch ومع انتهاء فترة تعتيم بنك الاحتياطي الفيدرالي بعد اجتماع يونيو.

وذكرت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر، الثلاثاء، أنها ترغب في رؤية «سلسلة أطول من بيانات التضخم الجيدة»، وصرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، خلال عطلة نهاية الأسبوع أنه سيكون «توقعًا معقولًا» أن ينتظر بنك الاحتياطي الفيدرالي حتى ديسمبر لخفض أسعار الفائدة، مضيفاً أن البنك المركزي في وضع جيد جداً للحصول على مزيد من البيانات قبل اتخاذ أي قرارات.

وفي الأثناء، اتخذ رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، موقفاً حذراً يوم الاثنين، مشيراً إلى أن الفيدرالي قد يحتاج إلى إبقاء أسعار الفائدة كما هي لفترة أطول مما تأمله الأسواق حالياً. وفي يوم الثلاثاء، اعتمد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، صوتاً محايداً، وقال لشبكة فوكس بيزنس إنه يتوقع انخفاض أسعار الفائدة تدريجياً مع تراجع التضخم كما تابعت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز عن كثب خطى بنك الاحتياطي الفيدرالي ويليامز، مشيرة إلى أنه على الرغم من التقدم الكبير في معركة التصدي للتضخم، إلا أن نمو الأسعار لا يزال أعلى بعناد لافت من هدف التضخم الذي حدده بنك الاحتياطي الفيدرالي بنسبة 2%. وكررت سوزان كولينز الحاجة إلى تجنب المبالغة في رد الفعل على بيانات التضخم الأخيرة، مشيرة إلى أنه لا يزال من السابق لأوانه القول ما إذا كان التضخم في طريقه حقاً للعودة إلى 2% أم لا. وتابعت عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوجلر يوم الثلاثاء، مشيرة إلى أن التقدم في ملف التضخم لا يزال تدريجياً، لكنها سلطت الضوء على أن البنك المركزي الأمريكي يتوقع فقط تراجعاً طفيفاً في سوق العمل الأمريكي حيث يأخذ ارتفاع أسعار الفائدة على عاتقه أجزاء صغيرة من التضخم.

وصوتت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في 12 يونيو الجاري على إبقاء أسعار الفائدة ثابتة، مع توقعات تشير إلى تخفيضات أقل في أسعار الفائدة هذا العام مقارنة بالسابق. ويظل نهج الانتظار والترقب لتعديل أسعار الفائدة هو الإجماع. قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، سوزان كولينز، إنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان التضخم في طريقه للعودة إلى هدف 2%.

وأشار ألبرتو مسلم، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، إلى علامات مبكرة محتملة على استمرار التقدم في التضخم، لكن الأمر يتطلب أكثر من نقطة بيانات واحدة لتحديد الاتجاه.

* كبير استراتيجي الأسواق في نور كابيتال

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y8rzf6ta

عن الكاتب

كبير استراتيجي الأسواق في نور كابيتال

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"