رسوم تحويل العملات وقطاع الضيافة

21:37 مساء
قراءة 3 دقائق

ساندر مارتينز*

لا يمكن لأي شركة أن تجازف بسمعتها لأنها أهم ما تملك. فلماذا تقوم بعض الفنادق إذاً بالمجازفة بسمعتها من خلال تحصيل رسوم مُبالغ فيها عند التحويل بين العملات، ما يجعل الضيوف يشعرون بأنهم تعرضوا للتضليل؟ قد يكون السبب ببساطة أن هذه الفنادق لا تدرك المشكلة، فهي تقدم خدمات تحويل العملات لتسهيل الإجراءات على الضيوف. لكن هذه الخدمات غالباً ما تتضمن رسوماً مخفاة ومرتفعة في الكثير من الأحيان، وقد لا يلحظ الضيوف ذلك إلا في وقت متأخر.

تتعامل بعض الجهات التي تقدم خدمات الدفع مع رسوم التحويل على أنها وسيلة لزيادة الأرباح. لكن مثل هذه الرسوم قد تتسبب في عدم رضا الضيوف والمجازفة بسمعة الفندق. حيث يضيف مزودو خدمات الدفع إلى سعر الصرف ما يعرف بهامش الربح المضاف، وهي رسوم إضافية لصالح مزود خدمات الدفع. وعلى الرغم من أن نسبة هامش الربح المضاف قد لا تتجاوز 0.5% في أغلب الأحيان، لكن رسوم التحويل قد تصل في بعض الفنادق في دولة الإمارات وبعض الدول الأخرى إلى 9%. ومن غير المنطقي أن يقوم الضيف بتحويل عملة مستقرة برسوم مرتفعة إلى هذا الحد، خصوصاً عند التحويل من الدرهم إلى الدولار مثلاً، لأن سعر التحويل ثابت نظراً لارتباط العملتين.

وقد يجد الضيوف أنفسهم أمام خيارين، إما دفع رسوم عالية باستخدام عملتهم، أو الدفع بعملة غير مألوفة بالنسبة لهم. وقد لا يلاحظ الضيوف المشكلة على الفور، لكن عندما يدركون أنهم دفعوا أكثر من اللازم على رسوم التحويل، من المؤكد أنهم سيشعرون بالاستغلال. ولا تقتصر المجازفة هنا على ميزانية الضيف، بل تتجاوزها للمخاطرة بسمعة الفندق وقطاع الضيافة. وبهذا يمكن أن يشكل التحويل بين العملات عاملاً سلبياً في تجربة الضيف ويدفعه لإعادة التفكير بجدوى إقامته وزيارته.

يمكن للفنادق مواجهة هذه العقبة من خلال الإدراك الكامل لما يحصل عند استكمال الضيف إجراءات تسجيل الخروج من الفندق، واتخاذ قرار واعٍ حول كيفية التعامل مع هذه التجربة. عندها، يمكن للفندق تقديم معلومات واضحة وصادقة للضيف خلال عملية الدفع عن خيارات تحويل العملات من خلال إخباره عن سعر الصرف ورسوم التحويل بحيث يمكن للضيف اتخاذ القرار بنفسه دون أن يشعر بأنه تعرض للاستغلال.

ويمكن للفنادق أيضاً تثقيف فريق عملها من موظفي الاستقبال والمديرين حول هذه التفاصيل بحيث يمكنهم مساعدة الضيوف على اتخاذ قرارات مستنيرة. وتساهم هذه الثقافة في توفير بيئة من الشفافية والصدق في المنشأة.

ولا ننسى أن الإغفال عن هذه التفاصيل يمكن أن يؤثر سلباً في تجربة الضيوف وفي سمعة قطاع الضيافة. فعندما يشارك أحد الضيوف تجربته السلبية، يمكن أن يتسبب في خسارة ضيف جديد آخر، ما يؤثر في سلسلة كاملة من الفنادق وليس في الفندق المعني فقط.

وتتعامل بعض الفنادق مع هذا التحدي من خلال اعتماد تقنية التحويل الديناميكي للعملات، حيث توفر هذه الخدمة خياراً واضحاً للضيوف حول إمكانية الدفع من خلال التوضيح المسبق لأي رسوم إضافية على التحويل. لذلك تعتبر تقنية التحويل الديناميكي للعملات وسيلة لمساعدة الضيوف والتأكد من عدم تعرضهم للتضليل.

عند اعتماد الفنادق على تقنيات واضحة لتحويل الأموال، فهي تمهد الطريق لمنهجٍ أكثر مصداقية يركز على الضيوف بالدرجة الأولى.

أفضل وسيلة يمكن للضيوف اعتمادها هي تجنب هامش الربح المضاف. حيث يمكن استخدام بطاقة ائتمان لا تفرض رسوماً على التعاملات الأجنبية عند تسديد الدفعات الصغيرة.

* رئيس قسم الشرق الأوسط في شركة «أدين»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc876ydy

عن الكاتب

مدير عام شركة أدين في منطقة الشرق الأوسط

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"