واشنطن تدعو إلى الإفراج عن الصحفي «غيرشكوفيتش».. وموسكو: أرسلنا لكم «إشارات»

الخليج - متابعات

دعت السفارة الأمريكية في موسكو الكرملين، إلى الإفراج عن الصحفي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش الذي يعمل لحساب صحيفة «وول ستريت جورنال» مع بدء محاكمته الأربعاء في جلسات مغلقة.

وقالت السفارة في بيان نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «هذه المحاكمة لا تتعلق بأدلة أو بسيادة القانون بل تتعلق باستخدام الكرملين مواطنين أمريكيين لتحقيق أهدافها السياسية».

وفي سياق متصل، قال نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف الأربعاء، إن روسيا أرسلت «إشارات» إلى الولايات المتحدة بشأن احتمال مبادلة الصحفي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش، ويجب على واشنطن دراستها «جدياً».

وأوضح ريابكوف لوكالات أنباء روسية «لقد شددنا مراراً على أن الإدارة الأمريكية التي تبدي هذا القدر من الاهتمام بشأن مصيره، يجب أن تدرس جدياً الإشارات التي تلقوها في واشنطن عبر القنوات ذات الصلة».

• جلسات مغلقة وملف سري

وبدأت الأربعاء في إيكاترينبورغ في منطقة الأورال الروسية، محاكمة الصحفي الأمريكي غيرشكوفيتش المسجون في روسيا منذ 15 شهراً بتهمة التجسس التي يرفضها.

ولم يعرض القضاء الروسي حتى الآن الأدلة التي تدعم الاتهامات الموجهة إلى مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية وأبقى على سرية محتوى الملف.

أوقف غيرشكوفيتش البالغ 32 عاماً في مارس/آذار 2023 من قبل جهاز الأمن الفيدرالي وأصبح أول صحفي غربي منذ الحقبة السوفييتية يتهم بالتجسس في روسيا.

ومثل الصحفي الأربعاء، في قفص الاتهام الزجاجي في محكمة سفيردلوفسك المحلية حليق الرأس ويرتدي قميصاً قاتم اللون.

وابتسم إلى الصحفيين الذين يعرفهم قائلاً بصوت خافت «مرحباً».

وتمكن الصحفيون الحاصلون على اعتماد، من الدخول إلى القاعة لفترة وجيزة قبل بدء المحاكمة التي تجرى في جلسات مغلقة.

وقالت إيرينا توتشيفا الناطقة باسم المحكمة بعيد الساعة 06,20 بتوقيت غرينيتش للصحفيين: «دخل القاضي القاعة وبدأت الإجراءات».

• جمع معلومات حساسة

ويتهم المحققون غيرشكوفيتش الذي عمل لوكالة فرانس برس أيضاً بين عامي 2020 و2022، بجمع معلومات حساسة لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بشأن مصنع أورالفاغونزافود أحد أكبر منتجي الأسلحة في البلاد.

وينتج هذا المصنع خصوصاً دبابات تي-90 التي تستخدم في أوكرانيا ومدرعة أرماتا من الجيل الجديد، فضلاً عن عربات لشحن بضائع.

• نفي قاطع

وينفي غيرشكوفيتش وأوساطه و«وول ستريت جورنال» نفياً قاطعاً الاتهامات الموجهة إليه وكذلك السلطات الأمريكية، معتبرين أن موسكو لفقت القضية من أجل مبادلة الصحفي بروس بمسجونين في دول غربية.

وأكدت «وول ستريت جورنال» أن مراسلها الذي يواجه احتمال الحكم عليه بالسجن 20 عاماً أوقف حينما «كان يقوم بعمله بكل بساطة». وقد وضع في سجن ليفورتوفو الشهير في موسكو إلا أنه يحاكم في إيكاترينبورغ، حيث أوقف.

• مفاوضات من أجل المبادلة

وأوضحت عائلة غيرشكوفيتش لوكالة فرانس برس في مطلع عام 2024 أنها تعول على وعد قطعه الرئيس الأمريكي جو بايدن للعمل على الإفراج عن الصحفي.

وكشف المسؤول الكبير في الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف الأسبوع الماضي، عن أن موسكو قدمت اقتراحاً لواشنطن بغية حصول تبادل لسجناء من دون أن يكشف تفاصيل هذا العرض. وقال: «الكرة باتت الآن في ملعب الولايات المتحدة».

وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن كشف عن أن ثمة مفاوضات مع واشنطن، وألمح إلى أنه يشترط الإفراج عن فاديم كراسيكوف المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة في ألمانيا، بحسب فرانس برس.

وتعتقل روسيا أمريكيين عدة آخرين بينهم الصحفية الروسية- الأمريكية السو كورماشيفا التي أوقفت العام الماضي بتهمة انتهاك قانون «العملاء الأجانب» والجندي السابق في البحرية الأمريكية بول ويلان الذي يمضي عقوبة بالسجن 16 عاماً بتهمة التجسس وهو ما ينفيه.

• عائلة مهاجرين

وإيفان غيرشكوفيتش من عائلة مهاجرين يهود أتوا من الاتحاد السوفييتي السابق، إلى ولاية نيوجيرسي الأمريكية وكان يعمل في روسيا منذ عام 2017، لعدة وسائل إعلام.

خلال مثوله أمام المحكمة في إطار جلسات سابقة للبت بتوقيفه المؤقت، بدا غيرشكوفيتش مبتسماً. وقال في 2023 في رسالة إلى صحيفته: «أنا لا أفقد الأمل».

وقالت السفيرة الأمريكية في روسيا لين ترايسي التي زارته في السجن في مايو/أيار، إن الصحفي «يحافظ على روح إيجابية بانتظار بدء الإجراءات القضائية في جريمة لم يرتكبها».