واصلت إسرائيل، أمس الأربعاء، قصفها الكثيف على مناطق مختلفة في قطاع غزة، شمالاً وجنوباً، وارتكبت قواته مجازر جديدة بحق الفلسطينيين، مخلفة عشرات القتلى ومئات الجرحى، فيما تواصلت المعارك الضارية في رفح، في وقت تفاقمت أزمة الغذاء في القطاع وفق المنظمات الدولية والأممية، في حين نفت «البنتاغون» وجود خطط لنشر جنود أمريكيين في غزة.
ووسّع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية والجوية والبحرية على مناطق واسعة في قطاع غزة، أمس الأربعاء، وذلك مع دخول الحرب يومها ال264، فيما تزداد حدة المجاعة في شمال القطاع جراء منع الجيش الإسرائيلي إدخال المساعدات الإنسانية للمنطقة. وأكدت مؤسسات دولية أن أزمة الغذاء في القطاع تتفاقم ووصلت إلى نقطة حرجة، وحذرت وكالة «أونروا» من أن خطر المجاعة في غزة لا يزال مستمراً، في حين قال برنامج الغذاء العالمي إن «بيئة العمل العدائية في غزة تجعل من المستحيل تقريباً إيصال المساعدات إلى سكان القطاع». وواصل الطيران الإسرائيلي غاراته على مناطق متفرقة في قطاع غزة مخلفاً قتلى وجرحى، وسط قصف متواصل للمدفعية الإسرائيلية للمناطق المأهولة ومراكز الإيواء وعمليات تدمير ونسف ممنهجة لمجمعات من الأبنية السكنية في مناطق الشمال والجنوب. ونسف الجيش الإسرائيلي عدة مبانٍ سكنية محيط دوار زعرب غرب مدينة رفح، كما سمع انفجار عنيف نجم عن نسف الجيش لمبانٍ سكنية في بلدة المغراقة شمال مخيم النصيرات، ومربعات سكنية في مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن الجيش الإسرائيلي ارتكبت 4 مجازر خلال 24 ساعة أسفرت عن 60 قتيلاً و140 مصاباً، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا إلى 37718 قتيلاً و86377 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي بجرح 14 ضابطاً وجندياً في صفوف قواته خلال الساعات الماضية.
من جانبها، أعلنت «كتائب القسام» و«سرايا القدس» مهاجمة جنود وآليات إسرائيلية في رفح، بينما قالت «سرايا القدس» إنها قصفت بقذائف هاون من العيار الثقيل مقراً للقيادة الإسرائيلية في موقع أبو عريبان، بمحور نتساريم.
من جهة أخرى، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن المخاطر التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني بقطاع غزة لا تحتمل، وحث إسرائيل على زيادة التنسيق الفعال مع منظمات الإغاثة والموافقة على استخدام الأمم المتحدة للمعدات الأمنية الأساسية وأن يسهل الجيش الإسرائيلي إيصال المساعدات. وأكد أن «العمليات الإنسانية كانت في مرمى النيران بغزة على نحو متكرر». وأضاف أن رئيس إدارة السلامة والأمن التابعة للأمم المتحدة ناقش مع الجيش الصعوبات التي تواجهها الأمم المتحدة أثناء عملها في غزة.
إلى ذلك، أكدت الولايات المتحدة عدم وجود خطط لنشر جنودها في قطاع غزة. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الجنود الموجودين في سواحل القطاع، يعملون على ضمان تسليم المساعدات الإنسانية لتوزيعها على المحتاجين.
(وكالات)
