الشارقة: عثمان حسن
الكاتب والباحث الإماراتي علي المطروشي، مستشار في التراث والتاريخ المحلي بمتحف عجمان يقول: «أقرأ الكثير من الكتب في فصل الصيف، وفي كافة حقول المعرفة، وفي هذه الأيام أرتب لقراءة عدة كتب مثل: علم الاجتماع التربوي، للدكتور إبراهيم الناصر، ويبحث الكتاب في سبعة فصول الكثير من العناوين وهي: (علم الاجتماع التربوي، التنشئة الاجتماعية، التفاعل الاجتماعي، الأنظمة الاجتماعية والضبط الاجتماعي، التنمية الاجتماعية، الظواهر الاجتماعية، والعمليات الاجتماعية) و تاريخ المكتبات، تعريب الدكتور شعبان خليفة، وشعبان خليفة، هو صاحب أهم موسوعة عن تاريخ المكتبات وأول كتاب باللغة العربية يتناول موضوع العلاج بالقراءة، وهو كذلك من بين العلماء الكبار االذين أرسوا دعائم علم المكتبات في مصر والعالم العربي، وهناك أيضا كتاب الرق وتجارته في الخليج العربي للدكتور خالد السعدون.
ويؤكد علي المطروشي أن مجمل هذه الكتب توائِم تخصصه في مادة التاريخ، فقد سبق وكان مدرسا للتاريخ في المرحلة الثانوية في عجمان بين 89 و 93، قبل أن ينتقل إلى إدارة المتاحف في عجمان، كما يؤكد أنه يقرأ في العلوم الإنسانية عموما، وفي علم الاجتماع وعلم الأنساب، وعلم النفس، والأدب العربي والشعبي.
والكاتب علي المطروشي الذي يمتلك مكتبتين في الشارقة وعجمان، ومكتبة أخرى مجهزة بكافة العناوين والمخطوطات التراثية والتاريخية في متحف عجمان، ومن الكتب التي يحرص دائما على قراءتها في كل عام كتاب «الأرواح المتمردة» لجبران خليل جبران، وخاصة قصة خليل الكافر، التي يقرأها سنويا في شهر ديسمبر / كانون الأول من كل عام، لأن أجواء القصة تناسب فصل الشتاء، وهو ينصح كافة القراء بالاطلاع عليها.
وكتاب»الأرواح المتمرد» كما يشير علي المطروشي نشر للمرة الأولى عام 1908 على صفحات جريدة المهاجر، كما أن جبران خليل جبران كما هو معروف دشن مدرسة بيانية جديدة، وهو أحد رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصة في الشعر النثري.
نصائح للقراء
ينصح علي المطروشي القراء بكتب التراث، خاصة الشعر الجاهلي، وما اشتمل عليه العصر الإسلامي من كتب ومؤلفات رصينة للجاحظ و أبو حيان التوحيدي، وغيرهما، كما اهتم بالمخطوطات وخاصة مخطوطات سلطنة عمان التي ظهرت في السنوات الخمسين الأخيرة، وكان عدد كبير من هذه المخطوطات مجهولاً لكثير من القراء والدارسين.
كما يؤكد علي المطروشي أن كتاب درسات في تاريخ الخليج العربي للدكتور بدر الدين عباس، من أهم كتب التاريخ، ومؤلف الكتاب، هو أحد الأسماء البارزة في دراسة التاريخ الحديث لمنطقة الخليج، فقد صدر له في هذا الميدان عدة كتب بينها: دراسات في تاريخ الكويت الاجتماعي والاقتصادي، وثائق الخليج والجزيرة العربية، بالاشتراك مع فاطمة سعد الدين، و تاريخ صناعة السفن في الكويت وأنشطتها المختلفة بالاشتراك مع نجاة عبد القادر الجاسم القناعي. ومن الكتب التي قرأها المطروشي ويحرص على الرجوع إليها واستذكار ما فيها من فائدة سلسلة (الإمارات في ذاكرة أبنائها) للكاتب الإماراتي عبدالله عبدالرحمن، وهو في الأصل مجموعة من اللقاءات الصحفية التي نشرها المؤلف في حقبة الثمانينات، مع رجال ونساء من مناطق مختلفة في الدولة، سجل فيها عبدالله عبدالرحمن، تفاصيل الحياة في الإمارات في فترة مبكرة من عمر الدولة، حفظاً لذاكرة هؤلاء، وصولاً لحفظ ذاكرة الإمارات كلها، ووصف الكتاب بأنه لم يوثق الحياة الثقافية فقط أو الاقتصادية فحسب، ولم يمر مرور الكرام وبشكل سطحي على الحياة الاجتماعية لكنه تتبع كل التفاصيل بهمة باحث مهجوس بذاكرة وطنه، وحريص عليه وعلى كل ما فيه من إيجابيات وقيم.
ومن الكتب التي يحرص على قراءتها دائما يذكر المطروشي العديد من المؤلفات الأدبية المترجمة من مختلف اللغات الإسبانية والفرنسية والألمانية والإنجليزية.
من الطقوس التي اعتادها الكاتب علي المطروشي حين الشروع في قراءة الكتاب، هو الابتداء بتدوين تاريخ بدء القراءة، ويدون ذلك في آخر صفحة من الكتاب، وذلك باستخدام القلم الرصاص، حيث يكتب: شرعت في قراءته بتاريخ كذا وكذا، مدونا بالتفاصيل اليوم والشهر والسنة، وحين يفرغ من مطالعة الكتاب، يؤكد ذلك بتدوين التاريخ وهنا يلتزم الدقة أكثر، فيكتب زمن الساعة التي أنهى خلالها قراءة الكتاب مشفوعاً بتاريخ اليوم والشهر والسنة.. وهكذا. ومن الطقوس التي يتبعها علي المطروشي حرصه على توفير وقت هادئ يساعده على القراءة، حيث اعتاد كذلك أن يقرأ الكتاب من (الجلدة إلى الجلدة) من دون أن يستثني صفحة واحدة، باستثناء تلك الكتب التي يرجع إليها للتأكد من معلومة ما، وأيضا للتأكد من بعض الاقتباسات التي يستخدمها المؤلفون في كتبهم، وقد يلجأ هنا إلى الاستفادة مما يتوفر على الشبكة العنكبوتية. ومن الطقوس أيضا استخدام المطروشي لثلاثة أقلام حين يبدأ في الكتابة، (أسود، أحمر، وأخضر) كما يستخدم قلماً مبيضاً لطمس الأخطاء إن حصلت.
