من ويل سميث إلى عمرو دياب يا قلبي لا تحزن

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

لولا السوشيال ميديا لما شاهدنا فيديو «صفعة عمرو دياب» وتناقله الناس على الفور وفي كل مكان. لولا وسائل التواصل الاجتماعي لما تفرّع الخبر وتضخم فصار حدثاً عربياً يضاهي كل الأحداث السياسية والاقتصادية التي تحصل في أي بلد، ولولا التواصل الاجتماعي لما انتشرت فيديوهات تسخر من تصرف عمرو دياب وتجعله مادة دسمة ونكتة الموسم، ولولا السوشيال ميديا وتعليقات الناس على الواقعة لما أصبح المضروب مشهوراً وارتبط اسمه بالضارب على كل مواقع البحث والصفحات.

مهما فعل ويل سميث من نجاحات وإنجازات منذ مارس 2022، فإنه لن يستطيع محو ما عُرف ب «صفعة الأوسكار الشهيرة» من ذاكرة البحث في «جوجل» ولا من ذاكرة الجمهور، عندما خرج عن شعوره بعد أن علّق الممثل الكوميدي كريس روك بسخرية أثناء تقديمه حفل الأوسكار، على مظهر جادا زوجة ويل سميث، فسارع هذا الأخير بالصعود إلى خشبة المسرح ليصفع مقدّم الحفل صفعة أصبحت «عالمية»، بعد انتشارها على كل المواقع والصفحات، وتناولها كل الناس بشتى أنواع التعليقات، منهم المتعاطف ومنهم المستنكر.. ومهما فعل وسيفعل عمرو دياب فلن يتمكّن من محو الواقعة، ولا إعادة الشريط إلى الوراء لاقتطاع مشهد صفعه لأحد المعجبين؛ بسبب إصراره على التقاط صورة مع «النجم الكبير والمحبوب».

ليس سهلاً أن تكون نجماً محبوباً، وليس سهلاً أن تحافظ على صورتك ومكانتك بعد وصولك إلى إحدى القمم الفنية، وليس سهلاً أن يراك المعجبون قدوة يريدون التشبّه بها أو تقليدها أو التباهي بالتقاط صورة معها، خصوصاً أن الجمهور يضع المشاهير في اختبارات عفوية، ويتوقعون منهم ضبط أعصابهم والتحلي بالذوق والأدب والحنكة وحسن التصرف طوال الوقت، فيسقط من يسقط وتتكرر الهفوات.

بعض الفنانين لا يتمالك نفسه فيغضب ويثور ناسياً أن الكاميرات باتت في أيدي الجميع، والكل على استعداد لالتقاط أي مشهد وأي غلطة، ونشر ما يحصل سواء كان بنية التشهير أو حباً في الترند؛ فمنذ مدة شاهدنا أحمد زاهر يثور في وجه معجب، ومنذ نحو شهر سجلت الكاميرات انفعال أحمد عبد العزيز على معجب من ذوي الاحتياجات الخاصة، ما اضطرّه لزيارة الشاب وعائلته، وإعلان الصلح، وبأنّ الفنان لم يكن على علم بأن الشاب من أصحاب الهمم.

من ويل سميث إلى عمرو دياب «يا قلبي لا تحزن».. غلطة النجم بملايين وليست بألف، ومع كل هفوة وانفعال نتذكر «الكبار» الذين عاشوا كباراً بموهبتهم وعطائهم، وواجهوا المواقف الصعبة والمحرجة التي صادفتهم طوال مسيرتهم بحكمة وصبر واحترام، من دون إهانة أنفسهم أو معجبيهم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2zn733ts

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"