القاهرة: «الخليج»
غيب الموت رسام الكاريكاتير المصري الشهير محمد حاكم، عن عمر ناهز الثمانين، قدم خلاله العديد من الأعمال الفنية الكاريكاتيرية في كثير من الصحف المصرية والعربية، لم تخل من نقد اجتماعي لاذع.
ونعت الجمعية المصرية للكاريكاتير، الفنان الكبير الراحل الملقب ب«فيلسوف الضحك»، مثمنة ما تميز به على امتداد حياته من أسلوب فريد ومميز، وما تظهره رسوماته من قدرة فائقة على الابتكار، وتصوير الشخصيات والأحداث باستخدام الخطوط البسيطة، والألوان القوية لنقل الرسائل.
ولد الفنان محمد حاكم في قرية «شبا» شمال السودان، وجاء إلى مصر مع أسرته طفلاً صغيراً فتربى فيها بين مدينة أنشاص الصغيرة على حدود محافظة الشرقية، ومدينة القاهرة، وأراد له والده الذي كان يعمل في سلك العسكرية، أن يكون عسكرياً مثله، لكن الشاب الصغير فضل أن يتجه إلى دنيا الفن والرسم، فالتحق بكلية الفنون الجملية، وتخرج فيها عام 1958، ليشارك مع آخرين في مجال صناعة الرسوم المتحركة في مصر، إلى جانب عمله في عدد من الصحف المصرية، وينطلق للعمل بعد ذلك في التلفزيون الألماني، ويسهم في إصدار مجلة «العربي» في الكويت، حيث عمل فيها مخرجاً فنياً ورساماً لفترة طويلة، قبل أن يعود إلى مصر، ويواصل مشاغباته الاجتماعية على صفحات العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية.
وقرر حاكم حسبما يقول الفنان سمير عبد الغني، أن يتجه إلى الفن التشكيلي في سنواته الأخيرة، لكن ذلك لم يبعده عن فن الكاريكاتير الأثير إلى قلبه، فقد كان أحد الفنانين القلائل الذين يملكون فلسفة كاملة للحياة، وهو ما يبدو بوضوح في كثير من أعماله، عندما يرسم الناس في كثير من لوحاته الكاريكاتيرية بدون أُذن، لأن الناس حسبما يقول لم تعد تسمع بعضها البعض.
